افترق اتحاد عنابة وجمعية عين مليلة على تعادل منطقي وعادل، في قمة الأمس التي وفت بكامل وعودها من حيث الإثارة والتنافس، مع نجاح «لاصام» في توقيف سلسلة انتصارات أبناء بونة، وإرغامهم على اقتسام الزاد، في أول تعثر في عقر الديار، وقد تزامن ذلك مع عودة «الهوليغانز» إلى المدرجات، ولو بأعداد قليل. بداية المقابلة كانت متكافئة، بانحصار الصراع على الكرة في حدود الدائرة المركزية، رغم أن المحليين حاولوا نقل الخطر إلى مرمى الحارس باركي، الذي كان له أول تدخل ساخن عند الدقيقة 12، بتصديه لتسديدة بن يحي ضياء الدين.الجمعية، التي تنقلت إلى عنابة في غياب مدرب رئيسي، واكتفاء مدرب الحراس عيادي بتوجيه التشكيلة من خارج الدكة، بسبب عدم حيازته على إجازة، وهي الوضعية التي جعلت بعض العناصر المخضرمة تتكفل بمهمة قيادة التشكيلة فوق أرضية الميدان، في صورة زياد ومفتاح، ولو أن الاعتماد على التوغلات عبر الرواقين وكذا الكرات الثابتة، لم يكن له أي خطر على مرمى الحارس براهيمي.تحكم المحليين في زمام الأمور مكنهم من الوصول إلى المبتغى عند الدقيقة 25، بواسطة بوعزيز، الذي سدد من على مشارف منطقة العمليات، فاصطدمت كرته بمدافع «لاصام» زياد لتخادع الحارس باركي وتستقر في عمق الشباك، مفجرا فرحة عارمة في أوساط مئات الأنصار.
رد فعل الضيوف كان سريعا، لأن الدقيقة 37 عرفت إعلان الحكم بن جهان عن ضربة جزاء لصالح الجمعية، بعد الخطأ الذي ارتكبه هبال على المهاجم بوسيف، وهو القرار الذي احتج عليه المحليون، إلا أن الحكم تمسك بموقفه، ليتولى مفتاح تنفيذ الركلة بنجاح معدلا النتيجة.
آخر لحظات المرحلة، شهدت إشهار الحكم البطاقة الحمراء في وجه مدافع الجمعية زياد ومهاجم الاتحاد حمزاوي، بسبب المناوشات الكلامية التي اندلعت بينهما، قبل أن يطلق صافرة نهاية الشوط الأول بتعادل الطرفين.
النصف الثاني من اللقاء، سار في بدايته على وقع سيطرة مطلقة للاتحاد، مما أرغم عناصر الجمعية على التراجع سعيا للمحافظة على النتيجة، وقد كاد حراز أن يمنح التفوق من جديد للمحليين في الدقيقة 56، بتسديدة، قبل أن يهدر بن يحي فرصة سانحة للتهديف.
ومع مرور الدقائق، حاول المدرب سلاطني تفعيل القاطرة الأمامية بإقحام الثنائي عيسى الباي وبن مرزوق، لكن تكتل دفاع الضيوف حال دون تشكيل خطورة على مرمى باركي، في الوقت الذي اقتصر فيه رد فعل «لاصام» على محاولة من زرمان.
الدقائق العشرة الأخيرة، عرفت تكييف المحليين من ضغطهم، إلا أن الحظ أدار بظهره لزروقي الذي اصطدمت كرته بالقائم الأيسر، كما أهدر بن مرزوق فرصة هدف محقق، قبل أن يطلق الحكم صافرة النهاية في روح رياضية عالية.
ص / فرطاس