نقاط - غينيا الاستوائية وكوت ديفوار - هدفنا والحسابات لا تهمنا
وعد الناخب الوطني الجماهير الجزائرية، بتدارك التعثر المفاجئ المسجل أمام منتخب سيراليون، مؤكدا عزمه وأشباله على الفوز بنقاط مباراتي غينيا الاستوائية وكوت ديفوار، خاصة وأن ذلك كفيل بإهداء الخضر تأشيرة التأهل إلى الدور المقبل في الصدارة، ولو أن مهندس النجمة الثانية اعترف بصعوبة المأمورية، في ظل الفلسفة الإسبانية التي يطبقها منافس اليوم، الذي يراه أشرس بكثير من سيراليون.
بلماضي الذي نشط رفقة عطال صبيحة أمس، ندوة صحفية بقاعة المؤتمرات بملعب جابوما، ظهر واثقا من مقدرة عناصره على تحقيق أول انتصار في البطولة، ولم يكتف بذلك، بل طالب لاعبيه بضرورة إظهار شخصية البطل، إذا ما أرادوا الوصول إلى أبعد محطة ممكنة، ولم لا النجاح في الحفاظ على اللقب.
وأجاب أفضل مدرب في القارة السمراء عام 2019، على كل الأسئلة بأريحية كبيرة، ولفت الانتباه بلغته العربية في بعض الأحيان، في خرجة تؤكد عدم رضاه، عما حصل في الندوة التي سبقت مباراة سيراليون، أين ألزمه المكلف بالإعلام على مستوى الكاف، بالإجابة بالفرنسية والانجليزية فقط، على عكس قائد الفراعنة محمد صلاح الذي نشط ندوة صحفية بأكملها باستعمال لغة الضاد.
وقال بلماضي في مستهل تصريحاته:»طوينا صفحة سيراليون، وحولنا الاهتمام لتحقيق الفوز بمباراة غينيا الاستوائية، ولدينا التوابل التي سنضعها لتحقيق المراد، رغم أن اللقاء لن يكون سهلا، في ظل عديد المعطيات أبرزها طبيعة المنافس، والظروف التي ستلعب فيها المباراة، وإن كانت مبرمجة في السهرة وليس في الظهيرة، كما كان الحال في لقاء الافتتاح الذي وجدنا فيه الكثير من المعوقات، نحن الآن نتطلع للفوز بالنقاط الثلاث من أجل إنعاش الحظوظ في التأهل، ولا يهمني أي شيء آخر، بقدر ما نركز على تخطي عقبة غينيا الاستوائية وبعدها منتخب كوت ديفوار».
زروقي ووناس مريضان
حمل مدرب الخضر أخبارا غير سارة، بخصوص مشاركة بعض اللاعبين في مباراة سهرة اليوم، وعلى وجه التحديد الثنائي راميز زروقي وآدم وناس، وفي رده على سؤال بخصوص إمكانية لحاق هذين اللاعبين بالموعد بعد تضييعهما حصتي الجمعة والسبت، قال بلماضي إن حظوظ مشاركتهما ضئيلة، كونهما مريضان، دون إعطاء تفاصيل وتوضيحات أكثر عن الحالة الصحية للاعبين أو نوعية الإصابة التي يعانيان منها، وفي هذا الصدد أضاف وزير السعادة كما يحلو للجزائريين تلقيبه: للأسف زروقي ووناس مريضان وقد يضيعان فرصة المشاركة في لقاء الغد (يقصد اليوم).
وغاب زروقي ووناس عن جولة الافتتاح لذات الأسباب، كما تخلف عن ذلك الموعد نجم ميلان بن ناصر للعقوبة، غير أنه جاهز للعودة بداية من لقاء اليوم.
لن نتحجج بالأرضية والمناخ
وعن مدى تأثر عناصره بأرضية ميدان جابوما السيئة والظروف المناخية القاسية في مباراة الافتتاح، فقد أوضح بلماضي أن بطل إفريقيا لا يجب أن يتحجج بأي شيء، وقال:» هدفنا الفوز بجميع المباريات، ولن نتحجج بالحرارة والرطوبة وسوء أرضية الميدان، ولذلك سنحاول التعامل مع الأرضية، ولو أنني لا أود الحديث كثيرا عن هذه القضية»، وتابع مدرب الخضر:»حالة أرضية الميدان صعبة للغاية ولكنها ليست كارثية، ولو أنني على يقين بأن الأرضيات أفضل في ملاعب أخرى، مثل ما هو الحال بالنسبة لملعب ياوندي، كما يجب أن ننوه أيضا بأن تعثر الجولة الأولى لم يكن بسبب الميدان والظروف المناخية فقط، بل هناك عامل آخر، ويتعلق الأمر بتألق حارس مرمى منتخب سيراليون، فأنا أحييه، وهو يمتلك إمكانيات كبيرة، وما قام به في تسديدة محرز خير دليل، ولاحظتم جميعا بأنه كان سعيدا للغاية، إلى درجة أنه ذرف الدموع».
منافسنا يطبق كرة لاتينية
عدد بلماضي مزايا منتخب غينيا الاستوائية، معتبرا إياه مصدر خطير كبير على تشكيلته، وإن كان قد أشار إلى تحضير الوصفة المناسبة للإطاحة به، وهنا قال مهندس النجمة الثانية بخصوص فلسفة هذا المنتخب:» خرجنا بعدة ملاحظات من مباراة غينيا الاستوائية وكوت ديفوار، ولم نتفاجأ من المستوى المقدم من منافسنا في مباراة اليوم، لأننا قمنا بمعاينته من قبل، وهو فريق جيد على عديد المستويات، ويمكنه أن يخلق لنا ولباقي منتخبات المجموعة عدة صعوبات، لأنه بإمكانه التسجيل على أي منافس»، وأردف بلماضي قائلا بخصوص أسلوب لعب أشبال ميتشا»: غينيا الاستوائية تطبق كرة لاتينية، وتكوّن غالبية لاعبيها في إسبانيا، وهو ما يجعلنا ملزمين بالسرعة، سيما في مثل هذا النوع من المباريات، وكما قلت من قبل في إفريقيا لا يوجد منتخب صغير وآخر كبير، بدليل أن المنتخبات المرشحة وجدت صعوبات بالجملة في مبارياتها الأولى، ضف إلى ذلك أن الجميع يتحفز، عندما يكون في مواجهة البطل، على العموم سنواجه منافسا يطبق كرة مختلفة، وسنلعب بجدية لتحقيق الفوز».
أعشق الضغط والتحديات
يرى بلماضي أنه ولاعبيه لا يخشون ضغط اللقاءات، بل على العكس هو عامل محفز بالنسبة لهم للوصول إلى الأهداف المنشودة، وهنا قال مدرب الخضر إن عناصره ستدخل مباراة اليوم بنية الفوز، ولن تعاني من أي ارتباك، كما يتصور البعض، وأضاف:» أنا أحب الضغوطات، لأن كرة القدم تفقد شغفها دون ضغوط، ومثل هذه الأمور موجودة دائما، وأرى الضغط إيجابيا، رغم التعثر المسجل في لقاء جولة الافتتاح، وحتى إن كنا قد فزنا فالضغط سيتواصل، لأننا قدمنا للكاميرون من أجل الفوز باللقب وليس لتخطي منتخب بحد ذاته، صدقوني تجاوزنا كل شيء، والمباراة الثانية سندخلها بثقة، ولن يوقفنا أي شيء».
المنتخب لا يسير من مواقع التواصل الاجتماعي
لم يكن بلماضي راضيا عن سؤال أحد الصحفيين، حينما استفسر عطال عن أدائه الباهت في لقاء سيراليون والانتقادات التي طالته، حيث تدخل وطلب معرفة أصل هذه الانتقادات التي طالت اللاعب، قبل أن يتفاجأ أن مصدرها مواقع التواصل الاجتماعي، وهناك رد مهندس النجمة الثانية بعبارة واحدة تحمل في طياتها الكثير:» منتخبنا الوطني لا تسيره مواقع التواصل الاجتماعي».
بونجاح لم يفقد ثقتي
جدد «الكوتش» دفاعه عن مهاجمه بونجاح، مؤكدا بأنه كان ولا يزال يحظى بثقته، رغم عجزه عن الوصول لشباك المنافسين في آخر المباريات، وهنا قال عنه:»المهاجم يعيش بالأهداف، أكيد عندما لا يسجل في مباراتين أو ثلاث، فهذا يعني بأنه لا يوجد في حالة جيدة، كونه يدرك جيدا أن دوره الرئيسي يتمثل في زيارة شباك المنافسين، مثلما هو دور الحارس في التصدي للكرات، بونجاح ليس سعيدا، ولكنه لا يزال يحظى بثقتي، فهو يقوم بأدوار كبيرة رفقة زميله سليماني، وسأدافع عنهما باستمرار، حتى ينجحا في تجسيد الفرص المتاحة أمامها».
نملك أفضل احصائيات
كما دافع مدرب المنتخب عن أداء اللاعبين في مباراة سيراليون، ما يؤكد حرصه على إبعاد الضغط عن رفقاء محرز، وقال:» لاحظت بأن الكثير يصف التعادل المسجل أمام سيراليون بالتعثر، لكن يمكنكم العودة إلى إحصائيات مباريات الجولة الأولى، لتجدوا بأننا نمتلك أفضل الأرقام مقارنة بجميع المنتخبات المرشحة، خاصة فيما يتعلق بعدد الفرص المتاحة ونسبة الاستحواذ على الكرة، إضافة إلى معدل التمريرات الصحيحة، وهو ما يدل على أننا لم نكن سيئين مثلما يرى البعض». وأضاف:» صحيح أننا لم نحقق الانطلاقة التي كنا نصبو إليها، لكن التعادل ليس نهاية العالم، ولن ينقص من عزيمتنا، بل العكس تماما سنبحث عن التدارك في لقاء غينيا الاستوائية، ومحاولة تثمين المكاسب المحققة في الجولة الأولى».
هذا هو سبب تطور المنتخبات الإفريقية
يرى مدرب الخضر، بأن مستوى الكرة الإفريقية تطور بشكل كبير، خاصة بعد استفادة جل المنتخبات من خدمات اللاعبين الذين ينشطون في أوروبا، وقال:» مستوى الكان في 2019 كان قويا للغاية، كما أن المنتخبات الإفريقية تتطور كل سنة، حيث أرى بأن اللاعبين الذين يأتون من أوروبا يقدمون الإضافة، ونجحوا في رفع الكثير من المستوى بشكل عام، بدليل أن جميع مباريات الكان الحالية كانت معقدة، ويصعب التكهن بهوية الفائز فيها، والنتائج المسجلة أصدق تعبير، بداية بما آلت إليه مواجهة الكاميرون وإثيوبيا، التي لا تعكس أبدا مجريات اللقاء، وحتى منتخب مصر خسر أمام نيجيريا ، وتونس أيضا أمام مالي، دون أن ننسى تعادل أبرز المرشحين منتخب السنغال أمام غينيا، من دون التقليل من قيمة منتخب غينيا، الذي يملك تشكيلة جيدة».
وأضاف الناخب الوطني:» نحن لا نستصغر أي منتخب، ونتعامل مع جميع المواجهات بنفس الصرامة والجدية، ونهدف للفوز وفقط».
لا نخشى أي منتخب
رد بلماضي على سؤال أحد الصحفيين، بخصوص مواجهة كوت ديفوار في ختام الدور الأول وكيف يتوقع لقاء اليوم:» لا يمكنني التكهن بسيناريو مباراة غينيا الاستوائية، لكن في المقابل نحن نحضر لجميع الاحتمالات الممكنة، وهذا السؤال مثلما تقول لي على سبيل المثال، من المنتخب الذي تتوقع مواجهته في الدور الفاصل المؤهل إلى مونديال قطر، أعتقد بأنه من غير المعقول الحديث عن توقع سيناريو، ما يهمني هو الفوز غدا(يقصد اليوم)، وفي لقاء كوت ديفوار، نحن نرحب بأي منافس ولا نخشى أي منتخب».
وأضاف:» شخصية البطل يجب أن تظهر في مثل هذه الفترات بالذات، ومن الضروري أن تكون لدينا ردة فعل قوية بعد نصف التعثر أمام سيراليون، كما أنه من الضروري فرض أسلوبنا وإستراتيجيتنا مهما كانت طبيعة المنافس».
الظروف ليست مثالية ولكن..
استغل الناخب الوطني فرصة طرح أحد الصحفيين سؤالا بخصوص توقيت لعب المباريات، ومدى تأثيره على المستوى العام، سيما في الثانية زوالا، عندما رد بقوة على المكلف بالإعلام على مستوى الكاف، الذي حاول الدفاع بطريقة غير مباشرة عن اللجنة المنظمة.
وقال بلماضي:» لقد فهمت السؤال جيدا، لقد تحدثت من قبل عن الظروف المناخية الصعبة التي لعبنا فيها مواجهة سيراليون، وأشاطر ساديو ماني الرأي عندما يتساءل عن سبب برمجة مباراتين لمنتخب السنغال على الثانية زوالا، وحتى نكون صرحاء منتخب السنغال لعب مرتين في هذا التوقيت، وهنا يطرح أكثر من علامة استفهام وعلى لجنة التنظيم تقديم تفسيرات».
وأضاف :» لدي الكثير من العمل ولا يمكنني التركيز على برنامج وتوقيت المباريات، وقلتها وأكررها المنتخب الذي يهاجم ويحاول بناء اللعب، يبذل طاقة مضاعفة، وفي مثل هذه الظروف المناخية الصعبة، وهنا أتحدث عن ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة، فإن جل المنتخبات ستجد صعوبات كبيرة، واللعب في السهرة أفضل بكثير من الثانية زوالا، صحيح الظروف لن تكون مثالية لكنها مناسبة مقارنة باللعب في الظهيرة».
نعول على المجموعة وفقط
لم يتوان مدرب الخضر في التأكيد مجددا على أنه لا يوجد نجم فوق العادة في المنتخب الوطني، بل الجميع يعيش كعائلة واحدة، وقال:» نحن نملك مجموعة ولا نعول على الأسماء أو النجوم في صورة محرز، قلتها مرارا وتكرارا، بأن الجميع عندما يلتحق بالمنتخب لا يفكر سوى في كيفية إسعاد الشعب الجزائري». وأضاف:» لدينا مجموعة متكاملة، لو كان لدينا وقت أطول للتحضير، يمكننا تقديم الأفضل، خاصة وأننا نمتلك الزاد البشري اللازم، ولدينا تعداد ثري، وهو ما يسمح لنا بالتطور أكثر على مستوى الجانب التكتيكي، وعلى سبيل المثال كنت أحبذ خوض ودية غامبيا في تربص الدوحة، لكن الأمور لم تسر مثلما خططنا له».
حمزة.س/ سمير. ك