كشف للنصر، مصدر جد مقرب من القسم الفيدرالي للنزاهة، بأن القضية التي تم تفجيرها منتصف الأسبوع الجاري، والمتعلقة بانتحال أشخاص صفة أعضاء في المديرية الفنية الوطنية تمت إحالتها على الجهات القضائية، بعد تأسس الفاف كطرف مدني، لكن المعطيات ـ حسب مصدرنا ـ تشير إلى وجود شبكة وطنية تزاول نشاطها عبر العديد من ولايات الوطن، وتبادر إلى ابتزاز أولياء "اللاعبين الشبان" بطلب مبالغ مالية، مقابل تقديم وعود واهية بتلقي اللاعب الدعوة، للمشاركة في تربصات المنتخبات الوطنية للفئات الشبانية.
مصدر النصر، أشار في هذا الصدد إلى أن الخيوط الأولى للقضية، كشفت قبل شهرين، بناء على معطيات تحصل عليها مسؤول القسم حليم جندوبي، مفادها وجود "شبان" ينتحلون صفة أعضاء في المديرية الفنية، يقومون بمتابعة بطولات الأصناف الشبانية التي تشرف على تنظيمها الرابطة الوطنية للهواة، والخاصة بأصناف الأواسط، الأشبال والأصاغر، ويستغلون الفرصة لتنفيذ مخططاتهم الرامية بالأساس إلى ابتزاز أولياء لاعبين، وإيهامهم بأن المغزى من تواجدهم في الملعب، هو انتقاء بعض المواهب لضمها إلى المنتخبات الوطنية.
وحسب نفس المصدر، فإن رئيس القسم الفيدرالي للنزاهة، سارع إلى فتح تحقيق، بالتنسيق مع المدير الفني الوطني عامر شفيق، وقد اقتصرت التحريات في هذه القضية على هذا الثنائي، لأن جندوبي ـ يضيف مصدرنا ـ اعتاد على متابعة الكثير من مباريات الفئات الشبانية، وقد تلقى الضوء الأخضر من رئيس الفاف حتى قبل تفجير هذه القضية، لكن التواجد المشبوه لأشخاص في الملاعب على أساس أنهم يقومون بمعاينة المواهب الشبانية أجبره على التكثيف من تحركاته، خاصة وأن الأمر ـ يستطرد ذات المصدر ـ تجاوز الخطوط الحمراء، سيما وأن المجموعة المعنية كانت ـ على حد تأكيد مصدرنا ـ قد عمدت إلى استخراج بطاقة مهنية مزورة، وكأنها تابعة للمديرية الفنية الوطنية، فضلا عن تقليد ختم للفاف، لكنه بشعار مغاير للختم الرسمي.
كما أشار مصدر النصر، إلى أن التحقيقات الأولية التي قام بها رئيس قسم النزاهة حليم جندوبي بالتنسيق مع المدير الفني عامر شفيق، مكنت من الوقوف على حقيقة "الجرم" المرتكب، وذلك من خلال أخذ صور لأفراد المجموعة المعنية أثناء تواجدهم في الملاعب، وقد كانوا في بادئ الأمر يدخلون حتى إلى حجرات تغيير الملابس الخاصة بالحكام، وتقديم أنفسهم على أساس أنهم أعضاء تابعين للمديرية الفنية الوطنية، ومهمتهم التنقيب عن المواهب الشبانية، وذلك بإظهار بطاقات مهنية مزورة، والهدف من ذلك الحصول على نسخة من ورقة المباراة، يستغلها فيما بعد في ابتزاز أولياء اللاعبين، من خلال التواصل معهم لاحقا، لكن ظهور الخيوط الأولى لهذه القضية ـ يستطرد مصدرنا ـ دفع بمسؤول التعيينات في اللجنة الفيدرالية للتحكيم بيشاري إلى إعطاء تعليمات صارمة للحكام تقضي بمنع دخول أي شخص إلى حجرات الرسميين، إلا عند إظهار الأمر بمهمة صادر عن الفاف أو من المديرية الفنية الوطنية.
من هذا المنطلق، أوضح مصدرنا بأن نشاط هذه المجموعة أخذ في الاتساع، وذلك بالاستعانة بكاميرات لتسجيل لقطات من مباريات الشبان، لإعداد "فيديوهات" خاصة ببعض اللاعبين، فضلا عن التنسيق مع 4 صفحات عبر "الفايسبوك" للترويج للنشاط "الابتزازي لهذه الشبكة، من خلال الإعلان المسبق عن تنقل ممثلين "مزيفين" عن المديرية الفنية الوطنية إلى ملعب محدد في نهاية كل أسبوع من أجل معاينة أحد اللاعبين، وهو المنشور الذي يتم استغلاله وابتزاز ولي اللاعب الشاب، عند التواصل معه، وذلك من خلال مطالبته بتهيئة الظروف التي من شأنها أن تساعد أعضاء اللجنة "الوهمية"، على إلحاق اللاعب المعني بالقائمة المقترحة للمشاركة في التربص الانتقائي للمنتخب الوطني للفئة العمرية الخاصة به.
وخلص مصدر النصر، إلى التأكيد على أن القضية أخذت أبعادا أخرى لما أصبح بعض الأولياء يتصلون بالمديرية الفنية، للتأكد من صحة المعلومات التي يتم تداولها من طرف المجموعة عبر "الفايسبوك"، وقد امتد الأمر إلى فئة الرديف، لما تلقى ولي لاعب من فئة أقل من 23 سنة لمولودية الجزائر، إشعارا من المجموعة "المشبوهة" بتواجد ممثلين عن الفاف بالملعب، لمعاينة إبنه عن قرب في مباراة مولودية الجزائر واتحاد بسكرة، وهي القطرة التي أفاضت الكأس، ودفعت بالفاف إلى التحرك وإصدار بيان رسمي، موازاة مع تقديم شكوى رسمية لدى الجهات الأمنية والقضائية، وتأسيس الدعوى من خلال تقديم بعض الأدلة الدامغة لمجموعة "رئيسية" تتشكل من 4 أشخاص، كانت تزاول نشاطها على مستوى ولايتي الجزائر وتيزي وزو، مع الاشتباه في وجود فروع لها في العديد من ولايات الوطن.
صالح فرطــاس
