أعادت تصريحات بلماضي، عندما قال :»المنتخب تعرض لظلم تحكيمي في مواجهة منتخب الكاميرون، والحكام كثيرا ما داسوا على حقنا في مواعيد سابقة»، الحديث عن غياب التمثيل الجزائري على مستوى الهيئات الكروية القارية والعالمية، ما يكفل ضمان حق المنتخب، وتقويض كل مهمة «قذرة» لحكم منحاز، أراد شرا بالجزائر ومنتخبها. ووقف كل من شاهد وتابع مباراة المنتخب الوطني ونظيره الكاميروني على الأداء السيئ للطاقم التحكيمي بقيادة الغامبي بكاري غاساما، حتى وإن كانت أسباب تضييع المنتخب لتأشيرة المونديال فنية بالدرجة الأولى، ويتحمل مسؤوليتها الناخب جمال بلماضي، الذي كرر مرة أخرى عبارة «أتحمل المسؤولية»، غير أن هذا الاعتراف أو الانتقاد الذاتي الضمني لا يمكنه استعادة ما ضاع، بل بالعكس يزيد من ألم الخيبة لأن تحمل مسؤولية فشل إدارة مواجهة مفصلية توصل إلى المحطة النهائية من المونديال، هو إقرار بالخطأ في الخيارات والقراءة السيئة للمعطيات، ومعها العجز عن إيجاد الحلول السريعة واللازمة لتعقيدات المباراة.
طريقة تسيير غاساما للمباراة واحتسابه لهدف غير شرعي لمنتخب الكاميرون، جعل المباراة تأخذ منحى آخر، كونه أعاد بهدية الأمل للكاميرونيين، وجعل الراحة النفسية التي تحدث عنها بلماضي قبل يوم من المباراة تنتقل إلى المعسكر الآخر، ليقع الخضر ضحية ظلم «الصافرة» وداخل قواعدهم، ما يفتح النقاش مجددا عن ضرورة الإسراع في إعادة التمثيل الجزائري إلى مكاتب الكاف ثم الفيفا ودخول مختلف لجان الهيئتين، بالشكل الذي يمكن الجزائر من المشاركة في صناعة القرار، ومن ثمة حماية الكرة الجزائرية من «المؤامرات» والحبكات»، التي تطبخ عادة في الصالونات المغلقة، بعيدا عن الأضواء.
الناخب الوطني الذي انقسم الشارع الرياضي لأول مرة حول خياراته، وتعرض لانتقادات كثيرة عقب لقاء سهرة الثلاثاء، مدرك تمام الإدراك أنه وأشباله ضيعوا مشاركة خامسة للخضر في المونديال ميدانيا، بغض النظر عن ما اقترفه الحكم غاساما، لكن كل هذا لا يعني إغفال صرخته واستغاثته في الكثير من المرات، لما نبه لضرورة حماية المنتخب من الأساليب غير الشرعية، وهو الذي وقف على تجاوزات وانتهاكات لحقوق كتيبته في عدة ملاعب، حتى أن الكاف عاقبت القمري أديلاييد لهضمه حق الخضر في زامبيا لما حرم رفقاء محرز من انتصار، في المباراة التي انتهت بالتعادل ثلاثة أهداف لمثلهما.
جدير ذكره، أن عددا من وسائل الإعلام الإفريقية والأوروبية، تطرقت لموضوع مباراة الجزائر والكاميرون، وأسهبت في عد أخطاء الحكم غاساما ومساعديه وكذا المكلفين بتقنية الفار، وحملتهم جزءا من مسؤولية الإخفاق، وخاصة في لقطة هدف الكاميرونيين الأول، وكذا عدم احتساب هدف سليماني، الموقع في المرحلة الأولى من الوقت الإضافي. كريم - ك