لجنة التحكيم.. سبب كافٍ لاستعجال إصلاح الكاف
تأكد بما لا يدعو للشك، أن الكاف ومختلف دوائرها ولجانها بحاجة إلى عملية إصلاح حقيقي، تعيد المسؤولين على تسيير كرة القدم في القارة السمراء إلى جادة الصواب.
وتحولت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، لهيئة أو جهاز في يد لوبيات وجماعات، تحتكر سلطة اتخاذ القرار بعيدا عن الأضواء وداخل الصالونات المغلقة، فقراراتها صارت توجه حسب المصالح والأهواء بما يخدم سياسات بلدان على حساب دول أخرى، وهو الأمر الذي زادت حدته في عهدة الرئيس السابق أحمد أحمد المتابع بقضايا فساد، ولم يتمكن لحد الآن المكتب الجديد بقيادة الجنوب إفريقي باتريس موتسيبي من وضع حد له، رغم أنه رافع قبيل وغداة انتخابه على رأس الهيئة القارية، لأجل إصلاح الاتحاد الإفريقي، لاسيما ملف التحكيم الموسوم بالرشوة والفساد، حتى إن عدة مدربين كبار جزموا بأن التحكيم سبب تأخر تطور الكرة في القارة الإفريقية، وآخرهم الناخب الوطني السنغالي أليو سيسي، عندما تضامن مع صديقه بلماضي وقال :» التحكيم فضيحة في القارة الإفريقية، نحن لا نعرف كيف نتعامل مع هذه القضية، حتى أولئك الذين يعدون حكاما جيدين يخيبون آمالنا، سأذهب إلى أبعد من ذلك وأتساءل لماذا لا نبحث عن حكام في أوروبا؟».
وجاءت الحادثة الأخيرة التي عرفها ديربي ربع النهائي من منافسة كأس الكونفدرالية بين الأهلي الطرابلسي وغريمه الاتحاد الليبي، لتؤكد أن لجنة التحكيم على مستوى الكاف، تنتهج سياسة الكيل بمكيالين وأن بعض قراراتها لا تستند للمنطق، بقدر ما تصدر حسب أهواء ورغبات مجموعات الضغط النافذة داخل أروقة الاتحاد، فقد كان مقررا أن يقود طاقم تحكيمي جزائري بالكامل هذه المباراة، بدءا من الحكم غربال ومساعديه ايتشعلي وقوراري مرورا بالحكم بن براهم كحكم رابع، على أن يتولى ابن مدينة قسنطينة مهدي عبيد شارف مهمة إدارة غرفة الفيديو المساعد، قبل أن تقوم لجنة الحكام في الكاف بقيادة الرواندي سيليستين نتاغونغيرا، بإدخال تغييرات على الطاقم المكلف، بتكليف المغربي الجعفري بمهمة الحكم الرابع مع تحويل مهمة لحلو بن براهم إلى غرفة «الفار» واستبعاد مهدي عبيد شارف، مبررة ذلك بـ»أسباب فنية».
وكما هو معلوم، فقد كان الحكم عبيد شارف رفقة الطاقم الذي أدار مواجهة الأهلي المصري والرجاء البيضاوي لحساب ذهاب ربع نهائي رابطة أبطال إفريقيا، ضحية تقرير قدمته إدارة النادي المغربي، غير أن سرعة تحرك لجنة التحكيم ومن خلفها هيئة موتسيبي، جعلت المتتبعين يقتنعون أن الاتحاد القاري، لم تعد تحرجه الانتقادات وأن سياسة الكيل بمكيالين شعار للمتحكمين في دواليبه، بدليل تغاضيهم عن أخطاء وكوارث حكام يحظون بـ»الدعم» على غرار بكاري غاساما الغامبي، الذي رغم الجدل الذي أثير بخصوصه بعد مباراة المنتخب الوطني ونظيره الكاميروني في مباراة السد، لكنه وجد نفسه معينا في مباريات ربع نهائي المسابقة القارية، شأنه شأن الزامبي جياني سيكازوي والبوتسواني جوشوا بوندو، في حين تسارع هيئة البورندي « سيليستين نتاغونغيرا»، لإشهار سلاحي العقوبة والإيقاف في وجه حكام آخرين من خارج هذه الحلقة بحجة الخطأ، مع تدوين عبارة «أسباب فنية» في خانة التعليل !.
كريم - ك