المنع من الاستقدامات ساهم في تحديد قائمة النازلين
أُسدل الستار على النسخة الثانية لبطولة الوطني الثاني بصيغتها الجديدة، بعد مشوار امتد على مدار 207 أيام وكانت نهايته على وقع سيناريو "هيتشكوكي" في مجموعة "وسط - شرق".وألقت حسابات السقوط بظلالها على آخر الثواني من المنافسة، وهوية الثنائي الذي أجبر على إكمال أضلاع مربع النزول ظلت معلقة، فانقلبت الموازين رأسا على عقب، بسبب نتيجة ملعب التلاغمة، لتكون الخاتمة بنجاة مولودية قسنطينة، وانهيار قطبي بجاية "الموب" و"الجياسمبي"، ولو أن اللافت للإنتباه أن تركات "الاحتراف" كانت حاسمة في معادلة السقوط، لأن قرارات الغرفة الفيدرالية للمنازعات رسمت طريق السقوط لأندية منعت من الاستقدامات على غرار أهلي البرج، وكذا اتحاد بلعباس من الفوج الثاني.
قراءة: صالح فرطــاس
والمؤكد أن كل المتتبعين سيتحفظون بسيناريو نهاية موسم مجموعة الشرق، لأن بقاء 5 أندية مهددة للحظة الأخيرة، وفي "معركة" عن بعد في 7 ملاعب، أمر لم يحصل إلا نادرا، والمشهد الختامي للصراع كان "دراماتيكيا"، لأن مصير 3 فرق لم يكن بأرجل لاعبيها، وكل طرف كان ينتظر هدية من ملعب آخر، ليخرج فريق مولودية قسنطينة "سالما"، بفضل "هدية" وصلته من ملعب خبازة بالتلاغمة، في "سيناريو" تلاعب بمشاعر أنصار الموك والموب على حد سواء، لأن الأحزان في قسنطينة تحوّلت إلى فرحة هيستيرية، واحتفالات "ليكراب" انقلبت إلى "كابوس".
سقوط قطبي بجاية رفع عدد ضحايا "الاحتراف" الذين تدحرجوا إلى القسم الثالث، على اعتبار أن أهلي البرج كان قد حزم حقائبه مبكرا، وكذلك الحال بالنسبة لاتحاد بلعباس في المجموعة الغربية، لأن مؤشرات العجز عن مسايرة ريتم المنافسة كانت قد لاحت في الأفق مبكرا، عند تفعيل قرارات غرفة المنازعات، القاضية بمنع 21 ناديا من الرابطة الثانية من الاستقدامات، وهو الإجراء الذي انعكس بصورة مباشرة على وضعية أغلب نوادي القائمة "السوداء"، ليتكرر "سيناريو" دفاع تاجنانت واتحاد البليدة مع رباعي آخر.
وأجبر سريان قرارات المنع من الاستقدامات فرق مولودية قسنطينة، اتحاد عنابة، مولودية العلمة، شبيبة سكيكدة، بالإضافة إلى شبيبة ومولودية بجاية وكذا أهلي البرج على دخول المنافسة بالرديف، بينما صنع شباب باتنة الاستثناء، بخسارته المباراة الأولى على البساط لعدم استخراج إجازات "الأكابر"، في "سابقة" تشهدها الرابطة الثانية، لكن بعض النوادي قامت بتسوية أوضاعها لتنجح في تأهيل مستقدميها، كما حصل مع الموك، اتحاد عنابة، "الكاب"، سكيكدة و"البابية"، في حين عمدت إدارتا فريقي بجاية إلى انتهاج نفس "الإستراتيجية"، وذلك من خلال الاحتفاظ بركائز الموسم الفارط، واللجوء إلى عناصر من الرديف، مثلما فعلت أيضا إدارة أهلي البرج.
انتفاضة "البابية" أخلطت الحســابات
كانت كل المعطيات تضع مولودية العلمة ضمن الرباعي النازل، لأن "البابية" كانت أنهت الذهاب برصيد 12 نقطة، بعدما كان أهلي البرج قد حزم الحقائب مبكرا، لأن حصاده في الذهاب لم يتجاوز ما يعادل فوزين، والأمر نفسه ينطبق على اتحاد الأخضرية، الذي تحصل على 8 نقاط في تلك المرحلة، وعليه فإن الحسابات المضبوطة وفق مخلفات النصف الأول حصرت الصراع من أجل تفادي التذكرة الرابعة، بين شبيبة بجاية، اتحاد ورقلة، مولودية قسنطينة، حمراء عنابة ومولودية بجاية.
موازين صراع النجاة، انقلبت رأسا على عقب في الإياب، لأن أزمة شبيبة بجاية تفاقمت، وإضراب اللاعبين امتد إلى أندية أخرى، على غرار الموك وشبيبة سكيكدة، بينما احتوى "ديريكتوار" مولودية العلمة مشاكله، لتظهر "البابية" بوجه مغاير، انطلاقا من الجولة 19، وكانت حصيلة الثلث الأخير من المشوار كافية لتحقيق المبتغى، وحصد 26 نقطة في الإياب كان وزنه النجاة من شبح السقوط.
انتفاضة البابية في الجولات العشر الأخيرة غيّرت من معطيات السقوط، ورفعت عتبة النجاة إلى 39 نقطة، كون هذا الفريق كسب رهان مواجهاته المباشرة مع باقي الأندية المعنية بالحسابات، إلى درجة أن رصيده في المعادلة السباعية بلغ 25 نقطة، وهو ما يمثل ثلثي حصيلته الإجمالية طيلة الموسم، الأمر الذي فرض ضغطا كبيرا على باقي الأندية المهددة، خاصة مولودية وشبيبة بجاية وكذا مولودية قسنطينة، لأن "الموك" لم يكن تحصيل 21 نقطة في الإياب يكفيها للنجاة، والوضع ذاته ينطبق على شبيبة بجاية، في حين دخلت شبيبة سكيكدة في "دوامة" الحسابات بسبب انهيارها الكلي في الثلث الأخير.
"الخناشلة" يربحون رهان الصعود عن جدارة
بخصوص سباق الصعود، فقد كان "الصاعد الجديد" شباب برج منايل المفاجأة السارة، لأنه سرق الأضواء بمشواره المميز، وقد تألق منذ الجولة السادسة، حيث سجل سلسلة انتصارات متتالية، مكنته من احتكار الريادة، والتتويج باللقب الشتوي بفارق 6 نقاط.
حصيلة الذهاب وضعت أبناء "الكوكليكو" في خانة أكبر المرشحين للصعود، لكن منعرج لعب الشباب 3 مباريات متتالية خارج الديار، في دوريات نحو القاعدة الشرقية، كان أمل الملاحقين لتقليص الفارق، والتي كانت في الأساس تتشكل من فرق اتحاد عنابة، نادي التلاغمة، اتحاد خنشلة، شباب باتنة، شبيبة سكيكدة واتحاد الشاوية، والفارق أخذ في التقلص من جولة لأخرى، عقب اكتفاء الشباب بالتعادل في سفرياته إلى قسنطينة، عنابة والتلاغمة، قبل أن يخسر نقطتين من ذهب بتعادله في عقر الديار مع الكاب، وهو المنعرج الأهم في سباق الصعود، لأنه سمح لاتحاد خنشلة باعتلاء الصدارة ولو مؤقتا لجولتين، قبل أن تنقلب الموازين مجددا، فكانت المواجهة المباشرة بين الفريقين في الجولة 25 بخنشلة بطابع "النهائي" الذي عبّد طريق الصعود لأبناء "ماسكولا".
"الطلبة"، الشاوية، "الكاب" والتلاغمة يحافظون على التقليد
إذا كان اتحاد خنشلة قد نجح في تحقيق الصعود، فإن بعض الزبائن التقليديين واصلوا تسجيل حضورهم بنفس الإيقاع، خاصة اتحاد عنابة، الذي تدارك انطلاقته المتعثرة، ودخل دائرة التنافس على ورقة اللقب بقوة، بدليل أنه أنهى مرحلة الذهاب في مركز الوصافة، لكن حلم أبناء "بونة" تبخر مرة أخرى، ولو أن هذا الأمر كان مبكرا هذا الموسم، لأن تعادل الاتحاد بملعبه مع مولودية العلمة في الجولة 20، تزامن مع خسارة مباراة شباب باتنة على البساط بسبب قضية الاحترازات، ليدخل بعدها "الطلبة" في أزمة نتائج تجسدت في الاكتفاء بنقطتين فقط في آخر 10 جولات.
وكما اتحاد عنابة، فإن طموح شباب باتنة واتحاد الشاوية في الصعود توقف في الثلث الأخير من المشوار، بينما تشبثت أسرة "الكاب" ببصيص من الأمل، قبل أن يتبخر الحلم إثر الفشل في كسب الرهان في معركة الورق، عقب تقديم احترازات على اتحاد عنابة، كانت غير مؤسسة في الشكل، رغم أن مضمونها ثابت.
وفي سياق ذي صلة، فقد كان نادي التلاغمة من بين المفاجآت السارة لبطولة هذا الموسم، لأنه كان من بين أطراف معادلة الصعود في أغلب الفترات، رغم أن هذا الفريق لا يتوفر على إمكانيات مقارعة أندية عريقة، لكن سلاح الإرادة سمح له بصنع الحدث، والظهور كقوة ضاربة في المنافسة، لينهي الموسم في الصف الثالث، وبأريحية كبيرة، في "سيناريو" مستنسخ للموسم الفارط.
ص/ف
أربعة فرق شذت عن القاعدة
الرائد والوصيف جنيــا ثمــار الاستـقرار
صنعت حركية المدربين الحدث لأن غياب الاستقرار تسبب في حدوث تغييرات على مستوى 12 فريقا، بينما شذت 4 أندية أخرى عن هذه القاعدة، فكانت نتيجة الاستقرار جد إيجابية، ولو أن فرقا اضطرت إلى إنهاء الموسم دون مدرب رسمي، مما أثقل كاهلها بغرامات مالية عقابية.
وقطف اتحاد خنشلة ثمار الاستقرار بعد تجديد الثقة في التقني التونسي فاروق الجنحاوي وطاقمه، وهو المدرب الأجنبي الوحيد الذي واصل العمل في الرابطة الثانية، رغم عدم تسوية وضعيته الإدارية، بسبب منع التقنيين الأجانب من العمل في الوطني الثاني، لكن إدارة بوكرومة تمسكت بخدمات الجنحاوي "ميدانيا"، ومساعده لوعيل كمدرب رئيسي على "الورق"، لأن هذا الطاقم كان قد أشرف على الاتحاد لموسمين متتاليين، مما ساهم بشكل مباشر في صنع الفارق في المنعرجات الحاسمة.
من جهة أخرى، فإن شباب برج منايل عاش على وقع استقرار العارضة الفنية، ببقاء المدرب رحماني بوزيان للموسم الثالث تواليا، الأمر الذي مكن الفريق من الظهور بمستوى فاجأ المتتبعين، بينما تبقى علاقة نادي التلاغمة بالمدرب رابح زمامطة "نموذجية"، وتمتد للموسم 12، في واحدة من الحالات "الشاذة" في البطولة الجزائرية على اختلاف أقسامها، لأن هذا المدرب صنع صعود الفريق من الجهوي الثاني، ليعيش معه مرحلة "العز" في الرابطة الثانية.
رابع مدرب حافظ على مكانته طيلة موسم كامل هو كمال بوعصيدة، الذي أصر على تشريف عقده مع حمراء عنابة، بعدما كان قد ساهم في الصعود لموسمين متتاليين، لما كان مساعدا لرابط، إلا أن بوعصيدة حمل المشعل بمفرده هذا الموسم، وكان مهندس "النجاة" من السقوط.
على النقيض من ذلك، فإن باقي أندية مجموعة" وسط - شرق" أقدمت على تغيير مدربيها، كما هو الشأن بالنسبة لمولودية قسنطينة، التي تداول عليها كل من التونسي بن علي، ثم خزار، الذي لم يعمر سوى أسبوعا واحدا، ليخلفه بوجعران، الذي تم الاستغناء عن خدماته، مع جلب مواسة، إلا أن مفعول هذا القرار لم يدم طويلا، برحيل مواسة وعاد بوجعران.
من جهة أخرى، فقد عرف اتحاد الشاوية مرور مدربين، انطلاقا من جحنيط، وصولا إلى شيبان، بينما انتقل جحنيط إلى شباب باتنة، بعد تعيينه كخليفة لمواسة.
هذا، وقد اضطرت العديد من النوادي لإتمام الموسم دون مدرب رئيسي، مما كلفها غرامة مالية بقيمة 15 مليون سنتيم عن كل لقاء، وهذا ما حدث مع شبيبة سكيكدة بعد رحيل غيموز، الأمر الذي جعل الفريق عرضة لغرامات مالية إجمالية بقيمة 150 مليون سنتيم، والوضعية نفسها عاشها اتحاد عنابة عقب انسحاب ياسين سلاطني، في حين انتقل كعروف من مولودية بجاية إلى جمعية عين مليلة، ومواسة من "الكاب" إلى الموك، وآيت يخلف من أهلي البرج إلى اتحاد ورقلة، بينما تحمل كتاف مسؤولية قيادة مولودية العلمة.
ص/ فرطــاس
الموســم بـــالأرقــام
• عرف هذا الموسم إجراء 239 مقابلة ميدانيا، من أصل 240 التي كانت مبرمجة، لأن جولة رفع الستار شهدت عدم إجراء لقاء شباب باتنة وشبيبة بجاية بسبب مشكل الإجازات.
• اهتزت الشباك 579 مرة، كانت منها 351 هدفا للفرق المستضيفة و228 هدفا للزوار.
•أقوى هجوم في مجموعة "وسط - شرق" كان اتحاد خنشلة، بـ60 هدفا، وقد سجل في 27 مباراة لعبها، وقد كانت متبوعا في اللائحة بشباب برج منايل ونادي التلاغمة، وهو الثلاثي الذي تجاوز عتبة 50 هدفا هذا الموسم.
• احتكر اتحاد خنشلة الصدارة في الترتيب الفرعي داخل الديار، حيث حصد 39 نقطة بملعبه، بينما تساوى في رصيده المحرز بعيدا عن القواعد مع شباب برج منايل بمجموع 28 نقطة في السفريات.
• فريق وحيد لم ينهزم بملعبه طيلة الموسم، وهو اتحاد خنشلة، في حين أن اتحاد الأخضرية، كان الأكثر انهزاما داخل الديار بتلقيه 10 هزائم.
• صنع اتحاد الأخضرية الاستثناء، باعتباره الوحيد الذي لم يتذوق نشوة الفوز خارج الديار، واكتفى بنقطتين فقط من تنقلاته، في حين كانت أعلى حصة من الانتصارات بعيدا عن القواعد من نصيب شباب برج منايل ب 8، مقابل فوز اتحاد خنشلة ب 7 لقاءات
• من أصل 240 مباراة التي جرت، انتهت 115 منها بفوز أصحاب الأرض، بينما كان التعادل نتيجة 67 مباراة منها، مع تسجيل 58 انتصارا للزوار، منها واحد على البساط.
• يتصدر دفاع شباب برج منايل اللائحة، بتلقيه 20 هدفا، متقدما على البطل اتحاد خنشلة، الذي اهتزت شباكه في 22 مناسبة، في الوقت الذي يبقى فيه دفاع اتحاد الأخضرية الأضعف، بتلقيه 68 هدفا.
• أثقل نتيجة في الموسم كانت بفوز اتحاد ورقلة على الضيف اتحاد الأخضرية بنتيجة (8 / 1)، ولو أن أبناء "باليسترو" بصموا على أكبر انهيار داخل الديار، عند انهزامهم أمام نادي التلاغمة بنتيجة (1 / 7).
• حطم فريق مولودية بجاية الرقم القياسي من حيث التعادلات، بعدما اجبر على اقتسام الزاد مع منافسيه في 17 مباراة، وكانت 10 منها داخل القواعد.
• أطول سلسلة من المباريات دون هزيمة كانت بتوقيع اتحاد خنشلة، الذي لم ينهزم سوى مرة واحدة في الجولة الثامنة بسكيكدة، وبعدما لم ينهزم على مدار 23 مقابلة متتالية، متبوعا بشباب برج منايل، الذي كان قد صمد على مدار 20 مباراة، قبل أن يسقط بخنشلة.
ص / فرطــاس