أعرب مدرب اتحاد عنابة كمال مواسة عن استياءه الكبير من طريقة تعامل لاعبيه مع ضربة الجزاء، التي تحصل عليها الفريق في لقاء أول أمس أمام اتحاد ورقلة، وأبدى استغرابه من موقف بعض اللاعبين الذين تنصلوا من مسؤولية التنفيذ، مقابل منح الفرصة للاعب شاب من أجل تحمل المسؤولية، معتبرا الركلة الضائعة بمثابة المنعرج الحاسم في أطوار المقابلة.
حديث مواسة بكثير من التذمر، انطلق من عدم مراعاة السلم الذي ضبطه الطاقم الفني، بخصوص مسؤولية تنفيذ ضربات الجزاء، لأننا ـ حسب تصريحه ـ «كنا خلال الحصص التدريبية قد اتخذنا كافة التدابير بشأن هذه القضية، وذلك بتعيين المنفذ الأول ثم الثاني وحتى الثالث، لكن ما عايشناه في مباراة ورقلة كان مخالفا كلية للمخطط الذي سطرناه، لأن المنفذين الذين كان الطاقم الفني قد عيّنهم وفق ترتيب تنازلي لم يتحملوا المسؤولية وتركوا الفرصة للشاب بلحر، الذي يفتقر للخبرة، بحكم أنه يخوض أول موسم له مع الأكابر، رغم أننا نلح دوما على تحمل أصحاب الخبرة كامل المسؤولية في تنفيذ ضربات الجزاء، فكان إهدار هذه الركلة منعرجا حاسما وفاصلا في المقابلة».
وأوضح مواسة في نفس الصدد، بأن اللقاء سار على وقع «سيناريو» لم يكن أحدا يتوقعه، لأننا ـ كما أردف ـ « كنا متحكمين في زمام الأمور طيلة الثلث الأول من عمر المواجهة، لكن تضييع ضربة الجزاء ألقى بظلاله على الجانب المعنوي للتشكيلة، بدليل أن عواقب الإحباط النفسي ظهرت بسرعة البرق ميدانيا، من خلال ارتكاب هفوات في المراقبة الدفاعية، كلفتنا هدفين في ظرف 10 دقائق، وذلك بسبب انهيار فريقنا من الناحية النفسية بعد إهدار الركلة، مما فسح المجال للمنافس لهز الشباك وأخذ الأسبقية بهدفين».
وفي تعليقه على انتفاضة الفريق في المرحلة الثانية، قال مواسة : «ما عشناه في أواخر الشوط الأول كان عبارة عن «كابوس» لم نكن نتوقعه، إلا أن حقيقة الميدان أجبرتنا على التركيز على العامل النفسي في فترة الراحة، وذلك بمحاولة إعطاء اللاعبين الثقة في النفس والإمكانيات، والإيمان بالقدرة على العودة في النتيجة، مع الإلحاح على ضرورة وضع المرحلة الأولى في طي النسيان، والتفكير بجدية في الدقائق المتبقية، فكان رد فعل المجموعة إيجابيا، لأننا أدينا أفضل 45 دقيقة منذ بداية الموسم وعدنا من بعيد جدا، إلى درجة أننا ضعينا الفوز في الأنفاس الأخيرة من اللقاء، بعدما كنا على وشك تلقي هزيمة».
وختم مواسة حديثه بالتأكيد على أن مثل هذه المقابلات، تبقى عبارة عن دروس قاسية يجب أن يستخلص منها اللاعبون العبر، ولقاء ورقلة سمح لنا ـ حسبه ـ «بالوقوف على الحضور الذهني القوي لعناصرنا، لكن قضية ضربة الجزاء و»سيناريو» تنفيذها لا يمكن أن يمر مرور الكرام، لأن معطيات اللقاء انقلبت رأسا على عقب بعد ذلك المنعرج».
صالح / ف