ملعب حملاوي التاريخي جاهز لمباريات ثالث فوج
اكتسى مركب الشهيد حملاوي بقسنطينة حلة جديدة، وبات جاهزا لاستقبال مباريات المجموعة الثالثة (غانا ومدغشقر والسودان والمغرب)، المعنية بالمنافسة بداية من يوم غد، وهذا بعد خضوعه لعملية إعادة تجديد على مستوى جميع مرافقه، التي جهزت بتقنيات حديثة ومتطورة تتماشى مع العصر.
ويعتبر ملعب الشهيد حملاوي من بين أقدم الملاعب في الجزائر، حيث تم تدشينه يوم 17 جوان 1976 من طرف الرئيس الراحل هواري بومدين، وأطلق عليه اسم ملعب «17 جوان»، قبل أن يغير اسمه إلى ملعب «الشهيد داودي سليمان» المعروف باسم «حملاوي».
وتم غلق هذا الملعب لأكثر من سنتين كاملتين، بغية تجهيزه بالشكل المطلوب للنسخة السابعة لبطولة أمم إفريقيا للاعبين المحليين التي اختيرت لها أربعة ملاعب، من بينها الشهيد «حملاوي» الذي يعد منشأة تاريخية بالنسبة للجزائريين، جراء العديد من المعطيات، أبرزها الإنجازات التاريخية لكرتنا بهذا الملعب، فقد احتضن الأخير بعض المباريات التي لا تنسى، على غرار مقابلة الإياب في الدور الفاصل لتصفيات إفريقيا المؤهلة إلى كأس العالم 1982 بين المنتخب الوطني ونيجيريا، والتي جرت عام 1981، وانتهت بفوز الخضر بهدفين لهدف واحد، ليتأهلوا للمرة الأولى في التاريخ للمونديال، كما كان ذات الملعب معنيا باحتضان نهائي بطولة إفريقيا للأندية البطلة بين وفاق سطيف ونادي إيوانوانيو النيجيري سنة 1988، والتي انتهت بفوز أبناء عين الفوارة برباعية نظيفة، ليتوجوا للمرة الأولى بهذا اللقب.
ولم يحتضن ملعب الشهيد حملاوي، منذ غلق أبوابه مطلع عام 2020 أي مباراة، باستثناء ودية المنتخب المحلي أمام منتخب نيجيريا شهر سبتمبر الماضي ( انتهت بنتيجة التعادل الإيجابي 2/2)، أين كانت المناسبة فرصة أمام المنظمين والمسؤولين على هذا المركب، من أجل الوقوف على مدى استعدادات هذه المنشأة لاحتضان مباريات المجموعة الثالثة من «الشان»، ولو أن المعطيات كانت مغايرة في تلك الفترة، مقارنة بما باتت عليه الحال الآن، خاصة بالنسبة لأرضية الميدان التي تحسنت كثيرا مع عملية قص العشب الذي أصبح في أبهى حلة بشهادة الأمين العام للكاف فيرون أومبا الذي انبهر بما شاهده في آخر زيارة. وهناك ثقة كبيرة لدى السلطات بقسنطينة بتواجد ملعب حملاوي في أبهى حلة، رغم عدم برمجة أي مباراة تجريبية به، على عكس باقي الملاعب المعنية بالشان.
وستكون الأنظار مصوبة سهرة الغد، نحو ملعب الشهيد حملاوي المعني باحتضان مباراتين، الأولى تجمع بين المنتخب السوداني ونظيره المغربي، وإن كانت كل المعطيات غير واضحة بعد، كما سيكون ذات المركب على موعد لاستقبال مباراة ثانية بداية من الساعة الثامنة ليلا، والتي ستجمع بين منتخبي مدغشقر وغانا، في لقاء تعد الجماهير القسنطينية بعدم تضييعه، سعيا منها لإنجاح هذا العرس القاري الذي سخرت له الجزائر كل الإمكانيات، في سبيل تقديم صورة جيدة عن بلدنا الباحث عن الفوز بتنظيم الكان.
وكما هو معلوم، جرى تجديد ملعب الشهيد حملاوي كليا خصيصا لاحتضان مباريات في بطولة إفريقيا للاعبين المحليين، من خلال وضع المقاعد بالمدرجات، وتجديد كل مرافق الملعب الأخرى، وفي مقدمتها أرضية الميدان ذات العشب الطبيعي، فقد أصبح ملعب حملاوي يحتوي على أرضية ميدان جديدة مزودة بنظام امتصاص وصرف مياه الأمطار، و26 بابا إلكترونيا لدخول وولوج المشجعين إلى المدرجات، بالإضافة إلى 23 ألف مقعد جديد تم وضعها بكامل المدرجات، مع وضع شاشة عملاقة بمساحة 84 مترا مربعا، ومضمار لألعاب القوى تم تجديده بالكامل، وثلاثة ملاعب للتدريب، وأربعة مواقف للسيارات.
ومما لا شك فيه، سيكون ملعب حملاوي المعني باستقبال مباريات المجموعة الثالثة، ومواجهة الدور ربع النهائي للمنافسة، قبلة للجماهير القسنطينية الشغوفة بكرة القدم، خاصة مع الحملات الترويجية الكبيرة لهذه المسابقة، التي أعطتها الجزائر بعدا آخر، جراء الاهتمام الكبير من طرف المسؤولين على البلاد.
سمير. ك