ملعب بشار يستقطب الأنظار قبل - نهائي - جولة الختام
تضع مباريات الجولة 28 لبطولة الرابطة المحترفة ملعب 20 أوت 1955 ببشار، في خانة «المنعرج» الحاسم في مصير السقوط، لأن نادي بارادو سيلعب واحدة من أهم المباريات في مشواره في هذه المحطة، قبل التفكير في «النهائي» الذي سيكون في الجولة الختامية منتصف شهر جويلية الجاري بالأربعاء، على اعتبار أنه ومهما وكانت النتائج، فإن هوية مرافق هلال شلغوم العيد على متن قطار النزول إلى الرابطة الثانية، سيتم التعرف عليها بملعب إسماعيل مخلوف، وفي آخر جولة من الموسم، وحسابات الفقرة 3 من المادة 80 من القوانين العامة للفاف قد تكون «الفيصل»، في حال التساوي في الرصيد النقطي الإجمالي، لأن معطيات الجولات الثلاثة المتبقية تحدد عتبة النجاة عند 39 نقطة بالنسبة لكل الأندية، باستثناء نادي بارادو وأمل الأربعاء، لأن كل طرف له معطيات مقترنة بحظوظه في البقاء لموسم آخر في حظيرة «الكبار».
قراءة: صالح فرطاس
سفرية نادي بارادو إلى بشار لملاقاة شبيبة الساورة، تعد أهم مباراة في الجولة 28 المبرمجة لعشية غد الجمعة، لأن «الباك» يتواجد حاليا في الصف ما قبل الأخير، والذي يتقاسمه مع أمل الأربعاء، لكن نتيجة موقعة بشار كفيلة بضبط المؤشر الرسمي لعتبة النجاة، مع إمكانية تقليص كوكبة الأندية التي مازالت معنية بالحسابات، مادام أي مكسب غير النقاط الثلاث لتشكيلة «الأكاديمية»، يخفض رسميا رصيد البقاء إلى 38 نقطة، في إجراء سيمس باقي الفرق ما عدا أمل الأربعاء، بحكم أن الرزنامة المتبقية، تتضمن مواجهة مباشرة بين الطرفين المتواجدين حاليا جنبا إلى جنب في الصف ما قبل الأخير.
من هذا المنطلق، فإن نادي بارادو سيخوض مقابلة هذا الجمعة بحسابات من شأنها فقط أن تشفع له بتمديد «السوسبانس» أكثر، بشأن مستقبله في الرابطة المحترفة، لأن النجاح في العودة بكامل الزاد لن يغيّر في الوضع الشيء الكثير، مادام الشرط الأساسي للنجاة من شبح السقوط، يبقى منحصرا في ضرورة تفادي الهزيمة في الجولة الختامية بالأربعاء، والحسابات قد ترفع مع العتبة إلى حد تواجد «الباك» أمام حتمية الفوز في ملعب إسماعيل مخلوف، وهو شرط يقلل نسبيا من قيمة الرهان المنتظر ببشار عشية غد، لأن كل المؤشرات توحي بأن موقعة الأربعاء المقررة منتصف شهر جويلية الجاري، ستكون بمثابة «النهائي» الفاصل في أمر السقوط.
نحو انحصار الصراع بين الأمل و « الباك»
ولعل ما يفرض الضغط أكثر على نادي بارادو في حسابات السقوط تأخره، على أمل الأربعاء في الوضعية المقترنة بحالة التساوي في الرصيد النهائي، والخروج من هذه المعادلة بسلام يستوجب العودة بكامل الزاد من ملعب إسماعيل مخلوف في جولة إسدال الستار، لأن رصيد 39 نقطة قد لا يكفي «الباك» للاطمئنان على مقعده في حظيرة «النخبة» لسابع موسم على التوالي، وهذا في حال التساوي مع أمل الأربعاء، لكن الحسابات كفيلة بأن تأخذ منعرجا آخر إذا ما تواجد طرف آخر في المعادلة، سواء تعلق الأمر بشبيبة القبائل أو جمعية الشلف، لأن «الأكاديمية» تكسب الرهان في المعادلتين الثلاثية والرباعية، بينما قد سيكون التدحرج إلى الرابطة الثانية مصيرها الحتمي في حال الإخفاق في العودة بنتيجة إيجابية من ملعب الأربعاء، لأن أي مكسب آخر سيرجح كفة كتيبة «الفايكينغ»، التي تعتبر المنافس المباشر لبارادو في «معركة النجاة»، وحال التساوي تراعي في بادئ الأمر نتائج المواجهات المباشرة بين الفريقين، قبل الاحتكام إلى فارق الأهداف الاجمالي المسجل في مرحلة الذهاب، وهو العامل الذي لا يخدم مصلحة نادي بارادو سواء مع أمل الأربعاء أو شبيبة القبائل، لأنه كان قد سجل معدل (-6) في النصف الأول من البطولة، مقابل (-2) لكل من الأمل و»الكناري».
هذه الحسابات، تجعل المواجهة المباشرة التي ستجمع أمل الأربعاء بالضيف شبيبة القبائل ذات أهمية بالغة، ونتيجتها لها تأثير كبير على معطيات معادلة السقوط، وعليه فإن كل المؤشرات توحي بأن هوية ثاني النازلين ستتحدد بملعب إسماعيل مخلوف، مادامت الوضعية الراهنة تضع «الكناري» على بعد 4 نقاط من ترسيم النجاة، دون انتظار نتائج باقي المنافسين، إلا أن المأمورية ليست سهلة، لأن التشكيلة القبائلية تبقى مطالبة بالبحث عن نقطة خارج القواعد، حتى يتسنى لها ضمان البقاء بصفة رسمية، بمراعاة أفضلية الأرض والجمهور عند استقبال نجم مقرة في الجولة 29، لكن هذه الشروط قد تتقلص في حال عدم فوز نادي بارادو في بشار، لأن ذلك سيقلص عتبة النجاة بالنسبة لأبناء تيزي وزو إلى 38 نقطة، الأمر الذي يجبرهم على تخطي عقبة مقرة داخل الديار للاطمئنان على مكانة الفريق في الوطني الأول لموسم آخر، وبالتالي مواصلة «الانجاز» التاريخي، بالبقاء في حضيرة «النخبة» منذ أول صعود سنة 1969.
وفي نفس السياق، فإن أمل الأربعاء يبقى مطالبا بعدم التفريط في نقاط ملعب إسماعيل مخلوف لترسيم نجاته من شبح السقوط، لأن الرزنامة ستضعه في مواجهتين بطابع «النهائي»، وذلك باستقبال شبيبة القبائل، وكذا نادي بارادو، ولو أن الوضعية الراهنة تبقي الهزيمة في آخر مقابلة في الموسم داخل الديار أمام «الباك» ممنوعة على «الفايكينغ»، على اعتبار أنها ستكلف العودة السريعة إلى قسم الهواة، حتى في حال تحصيله 6 نقاط في الجولات المتبقية، لأن هذه الحالة قد تنصب الفريقين جنبا إلى جنب في الترتيب النهائي برصيد 38 نقطة، إذا ما انهزم بارادو ببشار، لكن حسابات المادة 80 ستخدم مصلحة «الأكاديمية» في هذه الوضعية، بحكم أن موقعة الذهاب بين الفريقين كانت قد انتهت بالتعادل، وعليه فإن أمل الأربعاء سيبقى مجبرا على حصر كامل تركيزه على اللقاء الأخير في الموسم، شأنه شأن نادي بارادو، مادام فوز أي من الفريقين بمقابلتين قبل تلك الموقعة لن يكفيه لترسيم النجاة، إلا في حال حصد الطرف الأخر لنقطة على أقصى تقدير.
المتوج بالكأس يعيش وضعا استثنائيا !
من جهة أخرى، فإن حسابات السقوط مازالت تضع 4 فرق أخرى ضمن الكوكبة المهددة بمرافقة هلال شلغوم العيد إلى الرابطة الثانية، لكن بمعطيات تخفف كثيرا من درجة الخطر، لأن كل طرف سيلعب مصيره بأرجل لاعبيه، مادام الفوز داخل الديار يكفي للخروج نهائيا من دائرة الحسابات، وهذا الأمر يخص بالأساس فريق جمعية الشلف، المتوج بكأس الجزائر للموسم الجاري، إلا أن فرحة هذا التتويج أفسدها «السوسبانس» الذي مازال يعيشه الأنصار، لأن «الشلفاوة» يتقدمون بنقطة واحدة فقط عن الصف ما قبل الأخير، مما يضعهم أمام حتمية حصد الزاد كاملا في اللقائين المتبقيين بملعب بومزراق، وهذا عند استضافة شباب قسنطينة هذا الجمعة، في غياب الجمهور، بسبب العقوبة، ثم في الجولة الختامية، باستقبال اتحاد خنشلة، لأن 6 نقاط تكفي «أسود الونشريس» لترسيم البقاء في الرابطة المحترفة، مهما كانت نتائج باقي المنافسين، في ظل استفادة تشكيلة المدرب عمراني من أفضلية كبيرة في حسابات الفقرة 3 من المادة 80 من قوانين الفاف، بالتعادل مع بارادو ذهابا وإيابا، وجمع 4 نقاط من مواجهتي أمل الأربعاء، ولو أن الملفت للانتباه أن تساوي الفرق الثلاثة في الرصيد النقطي الاجمالي بمجموع 39 نقطة سيكلف تشكيلة الأربعاء المقعد الثاني على متن قطار النزول، وهي واحدة من الحالات الاستثنائية التي ترجح كفة بارادو بمراعاة هذا النص القانوني، والطرح ذاته يخص المعادلة الثلاثية مع شبيبة القبائل، سواء تعلق الأمر برصيد 38 أو 39 نقطة، لأن دخول الشلف والقبائل دائرة الحسابات يؤثر كثيرا على وضعية أمل الأربعاء.
نجم مقرة وبسكرة اقتربا من النجاة
ما قيل عن جمعية الشلف يمكن إسقاطه على كل من نجم مقرة، الذي تكفيه نقاط ملعب الإخوة بوشليق للخروج نهائيا من منطقة الخطر، والفرصة تبدو مواتية جدا لتحقيق المبتغى، سيما وأن «المقراوية» سيستقبلون اتحاد خنشلة ثم هلال شلغوم العيد، مما يعني بأن تشكيلة المدرب آيت جودي كانت قد عادت بنقطة «الأمان» من الرويبة، عندما فرضت التعادل على اتحاد الجزائر، والشرط نفسه يرتبط ببقاء اتحاد بسكرة في حضرة «الاحتراف» الموسم القادم، لأن «خضراء الزيبان» لن تمكث في قاعة الانتظار، بل يكفيها حصد نقاط مركب العالية لترسيم النجاة، حتى لو استوجب الأمر تحقيق الهدف في آخر جولة عند استقبال مولودية وهران، لأن «البساكرة» سيخوضون هذا الجمعة مباراة شكلية، أمام الضيف هلال شلغوم العيد، قبل النزول في ضيافة نادي بارادو، ليبقى مصيرهم مرهونا بالانتصار داخل الديار في آخر محطة من المشوار لبلوغ 40 نقطة.وعلى ذكر «الحمراوة» فإن وضعيتهم الحالية في سلم الترتيب تبقيهم على بعد نقطة واحدة فقط من ضمان البقاء رسميا.
المادة 80 تفصل في البقاء ومنحت السنافر تذكرة الأبطال
الحديث عن نص الفقرة 3 من المادة 80 من القوانين العامة للفاف، امتد مفعوله إلى الفصل في أمر التذكرة الثانية للتمثيل الجزائري في منافسة دوري أبطال إفريقيا للموسم القادم، لأن هذا النص القانوني مكن شباب قسنطينة من حجز المقعد الثاني على متن قطار التمثيل الجزائري في أكبر منافسة قارية للأندية، بفضل حسابات فارق الأهداف الإجمالي المحقق في مرحلة الذهاب، على اعتبار أن «السنافر» يتقدمون حاليا بفارق 6 نقاط عن شبيبة الساورة، والاتحاد الإفريقي حدد تاريخ 10 جويلية 2023، كآخر أجل لإرسال القوائم، مما دفع بالمكتب الفيدرالي إلى اعتماد ترتيب الرابطة المحترفة بعد الجولة 29 كمعيار أساسي للمشاركة في المنافسة القارية، وحتى في حال هزيمة شباب قسنطينة في تنقليه إلى الشلف والبيض، فإنه سيحافظ على الوصافة، مهما كانت نتائج شبيبة الساورة، مادام تساوي الفريقين يستوجب الاحتكام إلى نص المادة 80، وتسجيل كل فريق 3 أهداف في مرمى منافسه، مع حصد 3 نقاط داخل الديار في المواجهتين المباشرتين، يتطلب الاحتكام إلى فارق الأهداف المحقق في مرحلة الذهاب، والذي يمنح الشباب أفضلية بمعدل (+8)، مقابل (+7) لأبناء بشار.
يحدث كل هذا، في الوقت الذي واصل فيه شباب بلوزداد «فتوحاته» التاريخية على الصعيد الوطني، باحتكاره لقب البطولة الوطنية للموسم الرابع تواليا، في انجاز غير مسبوق، مع تربع أبناء «العقيبة» على عرش البطولة للمرة العاشرة في تاريخهم.
ص / ف
نص الفقرة 03 من المادة 80 من القوانين العامة للفاف (البطولة المحترفة)
في حال التساوي في الرصيد النقطي بين فريقين أو أكثر في الترتيب النهائي، يتم الفصل بين الفرق وفق التسلسل في المعايير التالية:
أكبر عدد من النقاط المحصل عليها من طرف كل فريق في المواجهات الملعوبة بين الفرق المعنية.
أفضل فارق أهداف محصل عليه من طرف كل فريق في المباريات الملعوبة بين الفرق المعنية.
أفضل فارق أهداف محصل عليه من طرف كل فريق في مجموع لقاءات مرحلة الذهاب من البطولة.
أكبر عدد من الأهداف المسجلة من طرف كل فريق في إجمالي مقابلات مرحلة الذهاب من البطولة.
أكبر عدد من الأهداف المسجلة من طرف كل فريق في اللقاءات الملعوبة خارج الديار في مرحلة الذهاب من البطولة.
في حال التساوي في كل المعايير بين فريقين، يتم الاحتكام إلى برمجة مباراة «فاصلة»، باعتماد الشوطين الإضافيين إذا اقتضت الضرورة، ثم ضربات الترجيح، على أن تتكفل الرابطة المحترفة لكرة القدم بالتنظيم.