احتفظت بطولة الرابطة المحترفة لكرة القدم للموسم الجاري، بآخر أسرارها إلى غاية المحطة الختامية، لأن هوية الزبون الثاني على متن قطار السقوط مازالت مجهولة، وتبقى معلقة على نتيجة «نهائي النجاة» الذي سيحتضنه ملعب إسماعيل مخلوف بالأربعاء، في «سيناريو» يعيد إلى الأذهان «ذكريات» سقوط وفاق سطيف من حظيرة النخبة في صائفة 1989، بعد انهزامه في قمة «البقاء» أمام مولودية الجزائر، بهدف قاتل في الدقائق الأخيرة، ولو أن معادلة السقوط تبقى رباعية الأطراف، إلا أن الحسابات «المنطقية» تضع نجم مقرة واتحاد بسكرة بمنأى عن شبح السقوط، مادام كل فريق يكفيه الفوز داخل الديار للخروج نهائيا من دائرة الحسابات.
وتتجه أنظار المتتبعين صوب ملعب الأربعاء، الذي سيكون محطة الفصل في أمر السقوط، لأن كل المعطيات تبقي الصراع منحصرا بين «الفايكينغ» ونادي بارادو، في مواجهة مباشرة تلعب بحسابات مكشوفة بالنسبة لكل طرف، على اعتبار أن «الباك» يبقى مطالبا بالصمود، والخروج من هذه القمة بنتيجة إيجابية، تتمثل بالأساس في تفادي الهزيمة، وإلا فإن العودة إلى الرابطة الثانية ستكون مصيره الحتمي، بعد 6 مواسم قضاها مع «الكبار»، لأن الهزيمة بالأربعاء ستقضي بنسبة كبيرة جدا على حظوظ «الأكاديمية» في مواصلة مشوارها في حضيرة النخبة، مادام بصيص أمل «النجاة» المقترن بهذه الحالة، يمر عبر شروط لا تختلف كثيرا عن «المعجزات»، خاصة وأنها مرهون بتعثر إما اتحاد بسكرة أو نجم مقرة داخل الديار، وهذا عند استضافة مولودية وهران وهلال شلغوم العيد على التوالي، الأمر الذي يعني بأن قطبي قمة «النجاة»، سيلعبان مستقبلهما في الرابطة المحترفة في «معركة» مباشرة» ستدوم 90 دقيقة، دون انتظار «هدية» من ملعب آخر.
من هذا المنطلق، فإن أمل الأربعاء يراهن على ورقتي الأرض والجمهور، بحثا عن فوز سيكون «الأغلى» في المشوار هذا الموسم، لأن وزنه يعادل مكانة الفريق في الوطني الأول للموسم الثالث تواليا، وبالمرة تفادي «السيناريو» العكسي، المتمثل في مرافقة هلال شلغوم العيد في رحلة العودة إلى الهواة، بعدما كان الفريقان قد صعدا سويا إلى الاحتراف قبل سنتين، ولو أن حصاد الأمل بملعب إسماعيل مخلوف يبقى متذبذبا، سيما بعد التعادل الأخير مع شبيبة القبائل، والذي كان مسبوقا بثلاث هزائم داخل القواعد أمام كل من شباب بلوزداد، جمعية الشلف وشباب قسنطينة، مع تسجيل تعادل آخر مع مولودية الجزائر، مما يعني بأن تشكيلة «الفايكينغ» كانت قد أهدرت 13 نقطة بملعبها في 14 مقابلة، في انتظار نتيجة اللقاء الأهم في الموسم.
بالموازاة مع ذلك، فإن وضعية نادي بارادو تحتم عليه تفادي الهزيمة، والخروج بنقطة على الأقل من سفريته إلى الأربعاء، لأن نقاط هذه القمة لا تقبل القسمة على إثنين، و»الباك» سبق له وأن نجح في تجنب الانهزام في 8 تنقلات سابقة، حيث كان قد استهل الموسم بفوز في مقرة، وخرجته الأخيرة إلى بشار كان حصادها ثاني انتصار بعيدا عن القواعد هذا الموسم، في حين كان التعادل نتيجة 6 مباريات أخرى لنادي بارادو خارج الديار، وذلك بعدما أرغم شباب بلوزداد، جمعية الشلف، مولودية الجزائر، وفاق سطيف ومولودية البيض على اقتسام الزاد معه، فضلا عن اكتفائه بنقطة واحدة في شلغوم العيد، أمام الهلال المحلي، ولو أن الطابع الاستثنائي الذي تكتسيه المباراة، كفيل بالضرب بكل المعطيات السابقة عرض الحائط، لأن كل فريق سيلعبه فرصة الحظ الأخيرة في ظرف 90 دقيقة، دون وجود أي فرص أخرى للتدارك.
خضراء الزيبان تحتاج نقطة وحيدة
على صعيد آخر فإن معادلة السقوط مازالت تضم حسابيا طرفين آخرين، ويتعلق الأمر باتحاد بسكرة ونجم مقرة، رغم أن كل المؤشرات تضع هذا الثنائي في بر الأمان، بالنظر إلى المأمورية التي تبدو في المتناول، مادام البقاء في الرابطة المحترفة، لا يتطلب سوى الفوز داخل الديار للاطمئنان على مقعد مع كبار «النخبة» الموسم القادم، ولو أن نتيجة التعادل تكفي «البساكرة» لترسيم «النجاة» مهما كانت نتائج باقي الأندية، لأن «خضراء الزيبان» تصنع الاستثناء في هذا الصراع، كونها الفريق الوحيد من الرباعي المهدد، الذي يكفيه رصيد 38 نقطة لضمان البقاء بصفة رسمية، وهذا بالاستفادة من حسابات الفقرة 3 من المادة 80 من القوانين العامة للفاف، حيث أن تعادل بسكرة مع مولودية وهران يكفي للخروج نهائيا من منطقة الخطر، مادامت المواجهات المباشرة مع نادي بارادو تخدم مصلحة أبناء الولاية السابعة، بمراعاة فارق الأهداف الاجمالي لمرحلة الذهاب، لأن التساوي مع «الأكاديمية» من جميع الجوانب في حصيلة موقعتي الذهاب والإياب بين الفريقين يستوجب النظر إلى فارق مرحلة الذهاب، والذي يرجح كفة «البساكرة» بمعدل (+1)، مقابل (-4) لبارادو، وهي الحسابات المقترنة بفوز أمل الأربعاء، في حين هزيمة أو تعادل «الفايكينغ»، يعجل برحيله إلى قسم الهواة، لأن «النجاة» تمر في هذه الحالة عبر معجزة مقرة أو بسكرة.
«الشاطو» قد يجر مقرة في هذه الحالة !
على النقيض من ذلك، فإن نجم مقرة لا يملك أي خيار سوى الفوز في آخر ظهور له أمام أنصاره، وهذا عند استقبال هلال شلغوم العيد، في مباراة غير متكافئة على الورق، في ظل استسلام الضيوف مبكرا لأمر السقوط، لكن الحسابات تبقي أهل الدار بحاجة إلى انتصار في ختام المشوار، يكون وزنه ضمان البقاء بصفة رسمية، لأن تعادل النجم قد يكلفه السقوط برفقة ضيفه في هذه الجولة، وهي حسابات تبقى معلقة بنتيجة «نهائي الأربعاء»، لأن هزيمة بارادو تدفع به إلى انتظار معجزة في مقرة، لن تخرج عن نطاق «المفاجآت المدوية»، مادام أن مفعولها سيكون جر هلال شلغوم العيد مستضيفه على مرافقته على متن القطار المؤدي إلى حضيرة الهواة، لأن حسابات المادة 80 لا تخدم مصلحة «المقراوية» في حال تساويهم مع «الباك»، بحكم أن «الأكاديمية فازت على النجم ذهابا وإيابا، وبالتالي فإن تعادل مقرة سيضمن آليا البقاء لنادي بارادو، حتى في حال انهزامه بالأربعاء، وهو احتمال ضعيف جدا، إلا أنه يبقي باب المفاجآت مفتوحا على مصراعيه، مع تمديد «السيسبانس» بخصوص معطيات معادلة السقوط. قراءة: ص / فرطاس