بطولة الرابطة المحترفة

ملعــب الأربعــــــاء يحـــدد ثانـــــي النازليــــن
تتجه أنظار متتبعي بطولة الرابطة المحترفة عشية اليوم، صوب ملعب إسماعيل مخلوف بالأربعاء، الذي سيكون مسرحا لقمة الجولة 30 والأخيرة للموسم الجاري من بطولة الرابطة المحترفة، والتي ستجمع الأمل المحلي بالضيف نادي بارادو، وهي المواجهة، التي ستحسم في هوية ثاني زبون على متن القطار المؤدي إلى الرابطة الوطنية للهواة، لأن كل المعطيات توحي بأن هوية ثاني النازلين ستتحدد على ضوء نتيجة هذا اللقاء، الأمر الذي يجعله بطابع «نهائي النجاة»، لكن بحسابات مختلفة لكل طرف، على اعتبار أن أهل الدار لا يملكون أي خيار سوى الفوز، بينما يمر بقاء «الأكاديمية» لموسم آخر في حظيرة «النخبة» عبر تفادي الهزيمة، مادامت الشروط المقترنة بنتيجتي بسكرة ومقرة تصنف في خانة «المعجزات»، في الوقت الذي يتواجد فيه شباب قسنطينة في أفضل رواق، لترسيم انتزاعه ثاني تأشيرة لتمثيل الجزائر في منافسة دوري أبطال إفريقيا للموسم القادم، بعد القرار «المفاجئ» الذي اتخذته الفاف، والذي وضع «السنافر» أمام حتمية انهاء المشوار بانتصار.

قمة ملعب الأربعاء ستجرى بحسابات مكشوفة، لأن صراع البقاء سيكون مباشرا بين طرفين اضطرا لانتظار آخر جولة للتعرف على مستقبلهما في حظيرة “النخبة”، الأمر الذي من شأنه أن يبقي “السوسبانس” متواصلا إلى غاية نهاية هذه القمة، لأن النتيجة ستحدد هوية مرافقة هلال شلغوم العيد إلى قسم الهواة، وعليه فإن الضغط سيبلغ الذروة بملعب “إسماعيل مخلوف”، والنهاية ستكون بالدموع، سواء للتعبير عن فرحة النجاة، أو للتحسر على مرارة السقوط إلى الرابطة الثانية.
الأمل  يحتاج انتصارا والتعادل يكفي بارادو
هذه القمة، ستكون بمعطيات مضبوطة، لأن أمل الأربعاء يبقى أمامه خيار وحيد، ينحصر في عدم التفريط في النقاط الثلاث، سيما وأنه سيلعب داخل الديار، ويحظى بمؤازرة الآلاف من أنصاره، وتشكيلة «الفايكينغ» ستخوض أهم مقابلة في مشوارها هذا الموسم، مادام الانتصار يعادل وزنه مكانة الفريق في الرابطة المحترفة للموسم الثالث تواليا، لأن أي تعثر ستكون عواقبه وخيمة، وذلك بحزم الحقائب، والعودة إلى حضيرة الهواة، بعد تجربة في الاحتراف لمدة موسمين.
بالموازاة مع ذلك، فإن نادي بارادو يحوز على فرصتين لضمان البقاء للموسم السادس على التوالي في القسم الأول، لأن الوضعية الراهنة تجعله مطالبا بتفادي الهزيمة للاطمئنان رسميا على الهدف المسطر، مما يعني بأن تشكيلة «الباك» ستسعى للمحافظة على عذرية شباكها، وقطع الطريق أمام متصدر لائحة هدافي البطولة تومي، للوصول إلى شباك الحارس موساوي، وهو «السيناريو» الذي من شأنه أن يجعل دفاع «الأكاديمية» يتحمل عبء المقابلة في أغلب فتراتها، مادام الهدف من هذه السفرية يبقى منحصرا في البحث عن نقطة «النجاة»، بعدما كان أبناء «حيدرة» قد نجحوا في التنقلات السابقة في احراز 6 تعادلات وانتصارين، لكن المعطيات مختلفة تماما، بحكم أن أهل الدار سيلعبون مصيرهم في آخر 90 دقيقة من الموسم.
مواجهتا مقرة وبسكرة ضمن الحسابات أيضا
نهائي «النجاة» بالأربعاء حدّد عتبة البقاء عند رصيد 39 نقطة بالنسبة للطرفين المباشرين لهذه المقابلة، وكذلك الحال بالنسبة لنجم مقرة، بينما يبقى اتحاد بسكرة يصنع الاستثناء في معادلة السقوط، لأنه طرف رابع في الحسابات، لكنه مطالب ببلوغ 38 نقطة فقط للاطمئنان على مكانته في الرابطة المحترفة الموسم القادم، مهما كانت نتائج باقي الأندية، الأمر الذي يضع «خضراء الزيبان» على بعد خطوة واحدة من بر الأمان، وهو شرط يبقى بالإمكان تجسيده ميدانيا، على اعتبار أن الاتحاد سيستفيد من أفضلية الأرض والجمهور في جولة اليوم، عندما يستقبل مولودية وهران، بصرف النظر عن خروج «الحمراوة» نهائيا من دائرة الحسابات، لأن حالة التساوي في الرصيد الاجمالي تخدم مصلحة «البساكرة» مع بارادو، بالاحتكام إلى فارق الأهداف المسجل في مرحلة الذهاب، بمعدل (-6) لتشكيلة «الباك»، مقابل (+1) لاتحاد بسكرة، وهو عامل خلص أبناء الولاية السابعة من الكثير من الضغوطات، والتعادل داخل الديار يكفيهم لترسيم البقاء.
إلى ذلك فإن نجم مقرة يبقى حسابيا ضمن كوكبة المهددين بالسقوط، إلا أن معطيات الميدان تضعه في طريق مفتوح لضمان التواجد مع «كبار النخبة» للموسم الخامس تواليا، لأن استقبال هلال شلغوم العيد يرجح كفة «المقراوية» لاحراز انتصار ترسيم النجاة، مادام الزوار لم يتمكنوا من تذوق نشوة الانتصار على مدار موسم كامل، مع تحصيلهم نقطة وحيدة في 14 سفرية سابقة، وكانت قبل 4 جولات أمام مولودية الجزائر، وعليه فإن نجم مقرة سيلعب مصيره في مقابلة «شكلية»، لا تختلف كثيرا في معطياتها «النظرية» عن موقعة بسكرة، مما يعني بأن الكثير من الاحتمالات الواردة «حسابيا» للسقوط قد تسقط بصورة «أوتوماتيكية»، خاصة ما يتعلق بالحالات المقترنة بتعادل أو هزيمة مقرة وبسكرة، مع انحصار الصراع في «النهائي» المباشر بين بارادو والأربعاء، لأن الحسابات تنصب «الباك» في خالة ثاني النازلين في احتمالين فقط من أصل 27، مقابل 13 حالة لأمل الأربعاء، غير أن فوز «الفايكينغ» كفيل بإجبار بارادو على تجرع مرارة السقوط إلى الوطني الثاني.
ملعب قسنطينة لتحديد مرافق «البطل» في دوري الأبطال
على صعيد آخر، فإن هوية الممثل الثاني للكرة الجزائرية في النسخة القادمة لدوري أبطال إفريقيا ظلت معلقة إلى غاية آخر جولة من الموسم، وذلك بعد القرار الذي اتخذته الفاف منتصف الأسبوع الجاري، والذي مددت بموجبه «السوسبانس» بشأن صاحب التذكرة القارية الثانية، بعدما كان شباب قسنطينة قد ضبط كل الأمور المقترنة بمرافقته البطل شباب بلوزداد في المنافسة الإفريقية «الأغلى» للأندية، لكن القرار «المفاجئ» وضع «السنافر» أمام حتمية الفوز في الجولة الختامية» لترسيم مشاركتهم في دوري الأبطال، في ظل احتفاظ مولودية البيض وبدرجة أقل مولودية الجزائر ببصيص من الأمل في القدرة على قلب الموازين في آخر محطة من المشوار، وذلك بتلقي هدية من بطل «الكاف» اتحاد الجزائر، لن تخرج عن نطاق «فرملة» السنافر في معقلهم بملعب بن عبد المالك، رغم أن تشكيلة «سوسطارة» دخلت منذ أزيد من 4 جولات في عطلة مبكرة، مباشرة بعد التتويج باللقب القاري، والفوز في «الكلاسيكو» العاصمي، الأمر الذي يوحي بسهولة مأمورية شباب قسنطينة في تحقيق انتصار، يكفي لضمان المشاركة في المنافسة الإفريقية، مهما كانت نتيجة المواجهة المباشرة بين مولودية الجزائر ومولودية البيض، لأن الكرة تبقى في يد «الخضورة»، وتعادلهم يفتح الباب أمام البيض، بينما لا يحوز «الشناوة» على أي حظ، مادام شرط هزيمة شباب قسنطينة داخل الديار، يعد مفتاحهم الوحيد للعودة إلى المنافسة القارية.
ص / ف