الاثنين 16 سبتمبر 2024 الموافق لـ 12 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

نتائج فاقت التوقعات لمنتخب «الطائرة»

وصافة القارة وبلوغ بطولة العالم مؤشرات عهد جديد

بعث المنتخب الوطني للكرة الطائرة «رجال»، الأمل في قلوب الجزائريين ببداية عهد جديد لهذه الرياضة «وطنيا»، بفضل نجاحه في اقتطاع تأشيرة التأهل إلى بطولة العالم المقررة سنة 2025، إثر انتزاع الميدالية الفضية في النسخة 24 لبطولة إفريقيا للأمم التي جرت بمصر، وقد خسر «الخضر» النهائي أمام منتخب البلد المضيف، لكن تضييع الذهب، لم يكن ليقطع الطريق أمام «الطائرة الجزائرية» نحو «العالمية، بعد غياب دام ربع قرن.

والملفت للانتباه أن انتفاضة المنتخب الوطني للكرة الطائرة فاجأت كل المتتبعين، لأن السداسي الجزائري تراجع بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، خاصة وأن التواجد فوق «البوديوم» الإفريقي أصبح نادرا منذ بداية الألفية الجارية، وقد بلغ التراجع القاري الذروة في العشرية الماضية، بعد الاكتفاء بالصف الرابع في بطولة الأمم الإفريقية في طبعات 2011، 2015 و2017، مع الغياب عن نسخة 2013، الأمر الذي استوجب في تلك الفترة الاستعانة بالخبرة الكوبية، من خلال التعاقد مع المدرب راؤول دياغو إيزكريدو لقيادة النخبة الوطنية في دورة تونس 2019، فكانت ثمرة هذه الصفقة مركز ثالث في «الكان»، مع فشل في التأهل إلى الأولمبياد، مما عجل بفسخ عقده، لكن دون القيام بتشريح معمق للوضعية، لأن أزمة «الطائرة» الجزائرية تفاقمت أكثر، وأدركت مرحلة عدم القدرة على حجز تأشيرة المشاركة في بطولة أمم إفريقيا، وبالتالي الغياب عن دورة رواندا 2021. هذه المعطيات، تكشف قيمة الانجاز الذي حققه السداسي الجزائري بالأراضي المصرية خلال المشاركة في النسخة 24 من «الكان»، لأن الوصافة القارية لم تكن هدية تلقتها النخبة الوطنية، بل جاءت نتيجة السياسة الجديدة التي تم انتهاجها، بعد رياح التغيير التي هبت على بيت الاتحادية، بانتخاب محمد حس رئيسا للفيدرالية، وتنصيب الدولي السابق كريمو برناوي مدربا للمنتخب، قبل انطلاق دورة الألعاب العربية، في خطوات ميدانية أملاها التراجع الرهيب لهذا النوع من الرياضة في الجزائر، لأن البطولة «المحلية» فقدت نكهتها، بعد الاضطراب الكبير الذي شهدته المنافسة، والتجارب الفاشلة التي يتم الاحتكام إليها قبل بداية كل موسم لضبط نظام البطولة، مما انعكس بالسلب على مردود المنتخبات الوطنية، لكن الإستراتيجية الاستعجالية التي تم اعتمادها استثنائيا عشية دورة الألعاب العربية، كانت كافية لجعل المؤشرات الأولية للتفاؤل بالمستقبل تلوح في الأفق، لأن المدرب برناوي فضل المراهنة على تعداد مزيج بين الخبرة والطموح، مع البحث عن التنسيق والتوازن، رغم خسارة اللقب العربي أمام ليبيا، ومع ذلك فإن التظاهرة العربية كانت محطة مواتية للشروع في التحضير لمواعيد أهم.
وبعد إقامة تربص تحضيري ببولونيا، تنقلت النخبة الوطنية إلى مصر بنية البحث عن انجاز، يمكنها من نفض الغبار عن الأمجاد الضائعة للطائرة الجزائرية، رغم أن أكبر المتفائلين لم يكن يراهن على بلوغ النهائي، في وجود منتخبات اعتادت على ضمان التواجد فوق «البوديوم»، في صورة مستضيف الدورة المنتخب المصري، وكذا تونس، إضافة إلى الكاميرون وليبيا، والسداسي الجزائري سجل عودته إلى الساحة القارية بعد غياب عن طبعة رواندا 2021، دون أن يكون مرشحا للتنافس على اللقب، لكن تشكيلة المدرب برناوي صنعت الحدث في هذه التظاهرة، وحجزت مقعدا في المربع الذهبي بتقدير «ممتاز»، بعد حصد العلامة الكاملة، وبمشوار نظيف، دون خسارة أي شوط في 4 مباريات متتالية، أمام كل من البورندي ومصر في الدور الأول، ثم غانا ورواندا في ثمن وربع النهائي تواليا. وكان الاختبار أصعب في نصف النهائي، عند خسارة شوطين أمام ليبيا، غير أن «الخضر» قلبوا الطاولة وتفوقوا بالشوط الفاصل، مما مكنهم من ضرب عدة عصافير بحجر، ولو أن طموح التتويج باللقب القاري الثالث، بعد انجازي 1991 و1993 كبر، لكن المأمورية لم تكن في المتناول أمام «الفراعنة» فاكتفت النخبة الوطنية بالوصافة، مع كسب منتخب مستقبلي، يمكن أن تعلق عليه آمال عريضة للعودة بالطائرة الجزائرية إلى الواجهة، وهذا في وجود عناصر وضعت بصمتها بصورة جلية في هذه الدورة، أمثال سفيان حسني، الذي توج بجائزة أفضل لاعب استقبال هجومي، وكذا إلياس عاشوري، صاحب جائزة أحسن لاعب محوري، دون تجاهل الدور الممتاز للشاب إيكان، وكذا عراب، بوعدي وبوروبة، وهي تركيبة يراهن عليها برناوي لتجسيد الرامي لنفض الغبار عن أمجاد الكرة الطائرة الجزائرية، بعد تنشيط سادس نهائي قاري في تاريخها، مع ضمان المشاركة في بطولة العالم لثالث مرة، بعد دورتي 1994 بأثينا و1998 بطوكيو، فضلا عن مشاركة أولى ووحيدة في المونديال، كانت بالعاصمة اليابانية في نسخة 1991، ولو أن التحدي القادم للسداسي الجزائري، يتمثل في خوض الملحق المؤهل إلى أولمبياد باريس، والنخبة الوطنية تحتفظ بذكريات مشاركتها التاريخية والوحيدة في الأولمبياد، والتي كانت في نسخة برشلونة 1992، لما كان برناوي لاعبا، مع السعي لاستعادة البريق قاريا، بحثا عن لقب إفريقي يرصع السجل، بعد غياب عن التتويج دام 3 عقود من
 الزمن.                          ص / فرطاس

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com