الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

نظرة على بطولة ما بين الجهات ـ فوج "وسط – شرق": استعراض النمرة ميزة في موسم سقوط أولاد جلال والبويرة


بصم فريق شبيبة جيجل على صعود استعراضي إلى الرابطة الثانية بتقدير «ممتاز»، بعدما أدى مشوارا مميزا في بطولة ما بين الجهات، ببسط سيطرته المطلقة على مجريات المنافسة في فوج «وسط - شرق» منذ انطلاقتها، إلى غاية بلوغ خط النهاية، وذلك باحتكام مشعل القيادة منذ استلامه في الجولة الرابعة، لتكون الخاتمة «وردية»، بتجسيد حلم العودة إلى القسم الثاني، والذي انتظره «الجواجلة» على مدار 37 سنة، في الوقت الذي تجرع فيه شباب أولاد جلال ومولودية البويرة مرارة السقوط إلى الجهوي.
قراءة: صالح فرطاس

وعرفت هذه الطبعة من بطولة ما بين الجهات انطلاقة متذبذبة، بسبب طفو إشكالية عدم تأهيل اللاعبين بالنسبة للفرق التي كانت تتواجد تحت طائلة العقوبة، تنفيذا لقرارات الغرفة الفيدرالية للمنازعات، وهو إجراء مس فرق مولودية وشبيبة بجاية وكذا أمل بوسعادة في هذا الفوج، لكن دون أن يكون لهذه القضية تأثير كبير على سير المنافسة، لاسيما بعد استكمال إجراءات «البروتوكول» الذي اعتمده المكتب الفيدرالي الجديد، لتكون «الموب» من أبرز أطراف معادلة الصعود، رفقة كل من شبيبة جيجل وشبيبة بومرداس.
«ديناميكية» انتصارات «النمرة» قلصت دائرة الطامحين
ودخل فريق شبيبة جيجل مباشرة في صلب الموضوع، وذلك بالكشف عن النوايا الجادة في تحقيق العودة إلى الرابطة الثانية، لأن الرئيس بن قعود عمد إلى توفير كل الظروف الكفيلة بتحفيز المجموعة على تجسيد حلم الصعود، الذي ظل يراود أبناء عاصمة «الكورنيش» خلال المواسم الثلاثة الفارطة، ولو أن تلك «النكسات» على مرارتها كانت بمثابة الدرس الذي استخلصت منه إدارة «النمرة» العبر، فتم قطع الطريق أمام باب «الصدفة» من جميع الجوانب، فتربعت تشكيلة المدرب رحماني بوزيان على العرش منذ الجولة الرابعة، على اعتبار أنها كانت قد افتتحت الموسم بتعادل في برج غدير، أجبرها على انتظار 3 جولات أخرى لإبرام عقد شراكة في الريادة مع شبيبة بومرداس، ليكون بعدها المنعرج في سفرية إلى بجاية، أين فرضت «النمرة» التعادل على «الموب» بعد «سيناريو» دراماتيكي، كان كافيا لرسم معالم الصعود، خاصة وأن هذا التعادل أعقب بفوز داخل الديار على شبيبة بومرداس، مما مكن «الجواجلة» مع الانفراد بالريادة، وكسب هامش مناورة مريح نسبيا، بانهاء النصف الأول من الموسم بفارق 5 نقاط عن أقرب الملاحقين، مما جعل بعض الفرق تستسلم مبكرا، كما هو الحال بالنسبة لشبيبة بومرداس وأمل بوسعادة.
«الجواجلة» ينتزعون تقدير «الامتياز» بمشوار دون هزيمة
وشهدت انطلاقة مرحلة الإياب تسجيل شبيبة جيجل أول تعثر داخل القواعد، وذلك بالتعادل مع سريع برج غدير، الأمر الذي مكن مولودية بجاية من تقليص الفارق وتشديد الخناق أكثر على قائد القافلة، لكن أبناء الولاية 18 تداركوا هذا التعثر بالتصعيد من ريتم الانتصارات المتتالية، وقد تزامن ذلك مع مرور «الموب» بفترة فراغ، اكتفت من خلاله بنقطة في بريكة، مع تضييع «البجاوية» ركلة جزاء، ثم هزيمة مفاجئة في عقر الديار على يد شبيبة بومرداس، مع إهدار «الموب» ضربتي جزاء، وهو «السيناريو» الذي مكن شبيبة جيجل من كسب 5 نقاط إضافية في هامش المناورة، وتوسيع الهوة إلى 8 خطوات قبل «النهائي» الذي جرى بملعب العقيد عميروش، بحضور قرابة 40 ألف متفرج، ونتيجة التعادل عبدت أكثر طريق الصعود إلى الرابطة الثانية، خاصة وأن «النمرة» واصلت المشوار بنفس الريتم، على وقع الانتصارات المتتالية، بهجوم «ناري» يقوده الثنائي غطوط وإيفتان احتل الوصافة في اللائحة النهائية بتسجيله 58 هدفا، ودفاع صلب بقيادة الحارس متحزم، لم يتلق سوى 14 إصابة طيلة موسم كامل، لتكون هذه «الديناميكية» كافية لحسم أمر اللقب قبل 5 جولات من نهاية الموسم، وبرقم قياسي من حيث الرصيد النقطي (80 نقطة)، أن «الجواجلة» لم ينهزموا طيلة الموسم، ومشوارهم عرف تسجيل 5 تعادلات، بالتعادل ذهابا وإيابا مع مولودية بجاية وسريع برج غدير، إضافة إلى تعادل خامس ببريكة مع المولودية، وما دون ذلك فإن باقي المباريات عرفت كسب «النمرة» الرهان، لتحقق حلم العودة إلى الرابطة الثانية، والتي كانت قد غادرتها سنة 1987.
انتفاضة «القرونة» وانهيار «الكرود» حدثا الإياب
على النقيض من ذلك، فإن صراع تفادي السقوط سار على وقع «سوسبانس» كبير، لأن كوكبة المهددين بالتدحرج إلى الجهوي كانت في النصف الأول من المشوار تضم ما لا يقل عن نصف تركيبة المجموعة، بالنظر إلى الفارق الضئيل بين صاحب المركز 15 ورابع الترتيب، ولو أن مولودية البويرة كانت قد سجلت نتائج جعلت المتتبعين يسارعون إلى تصنيفها في خانة أكبر المهددين بالنزول، في حين ظل باب الاحتمالات مفتوحا على مصراعيه بخصوص ثاني المتدحرجين. ولعل ما صنع الفارق في مخلفات السقوط إلى الجهوي، الانتفاضة الكبيرة التي سجلها اتحاد سطيف في مرحلة الإياب، والتي كانت من أهم أحداث النصف الثاني من البطولة، لأن «القرونة» تخطت عتبة 30 نقطة في مرحلة العودة، لتكون بريتم لم يختلف كثيرا عن ذلك الذي فرضه البطل ووصيفه، الأمر الذي مكن منشط نهائي كأس الجزائر لسنة 2005 من الخروج من عنق الزجاجة، والابتعاد كلية عن شبح السقوط، مع تحقيق قفزة عملاقة في هرم الترتيب.
بالموازاة مع ذلك، فإن شباب أولاد جلال انهار كلية في مرحلة العودة، واكتفى بجمع 6 نقاط فقط، في هذه المرحلة، بفوز وحيد على برج غدير، و3 تعادلات أخرى، لتكون عواقب ذلك استسلام «الكرود» لأمر السقوط منذ بداية الثلث الأخير من الموسم، فكان التعادل داخل الديار مع بوقاعة في الجولة 25 بمثابة نقطة النهاية لمغامرة شباب أولاد جلال في قسم ما بين الجهات، وقد وجد هذا الفريق صعوبة كبيرة جدا في تفادي عقوبة الشطب النهائي من المنافسة، وهذا «الانهيار» ساهم بطريقة مباشرة في تخلص فرق أخرى من شبح التدحرج إلى الجهوي، في صورة اتحاد برهوم، الذي نجا في الجولات الأخيرة، بعدما اضطر إلى البصم على قرار ترسيم سقوط أولاد جلال، وبعدها بجولة إلحاق مولودية البويرة بركب النازلين، كما حافظ نجم بوعقال على مقعده في هذا القسم لموسم آخر، رغم النتائج المتواضعة التي سجلها، بينما لم يدفع رائد بوقاعة «فاتورة» التراجع الذي شهده في آخر الموسم، شأنه شأن مولودية بريكة.
ص / ف

أرقـام مـن الموسـم
* امتد الموسم بطولة ما بين الجهات في فوج وسط شرق على مدار 208 أيام، لأن جولة رفع الستار جرت يوم 10 نوفمبر 2023، بينما كانت محطة الوداع في الرابع جوان الجاري، وقد دامت مرحلة الذهاب 104 أيام، في حين أن برمجة النصف الثاني من الموسم امتدت على 90 يوما.
* من بين 240 مقابلة التي جرت طيلة الموسم، انتهت 177 مباراة بفوز، بينما تم تسجيل التعادل في 63 مواجهة، وقد شهد 25 لقاء عدم اهتزاز الشباك.
* أكبر عدد من التعادلات في نفس الجولة، كان في محطة رفع الستار، وكذا في الجولة 19 وذلك بانتهاء 5 مباريات من كل جولة دون فائز، في حين خلت 3 جولات من التعادلات، وهو الأمر الذي حصل في الثلث الأخير من الموسم في الجولات 20، 25 و27.
* عرفت كل مباريات البطولة تسجيل 576 هدفا في 240 مقابلة، بمعدل 2,375 هدفا في كل مباراة، وقد كان أقوى هجوم من نصيب مولودية بجاية، بينما كانت مولودية البويرة الأضعف هجوميا.
* بصم 3 لاعبين على ثلاثيات لفرقهم في نفس المباراة، ويتعلق الأمر بمهاجمي شبيبة جيجل عبدو شارف وإيفتان، وكذا هداف رائد بوقاعة أيوب شوكي.
* أكبر عدد من التعادلات كان من توقيع سريع برج غدير، الذي اقتسم الزاد مع منافسيه في 12 مباراة، وقد كان «الرابيد» أول فريق أجبر «النمرة» على التنازل عن نقطتين بملعب رويبح هذا الموسم.
* أثقل نتيجة في الموسم كانت فوز مولودية بجاية على البويرة بثمانية أهداف، في حين أن أعرض انتصار خارج القواعد كان خماسية نظيفة لشبيبة بومرداس بالأخضرية، ولو «الجواجلة» سجلوا بدورهم خماسية في الأخضرية والبويرة، لكن شباكهم اهتزت.
* أقوى فريق داخل الديار كان شبيبة جيجل بحصده 41 نقطة، متبوعا بمولودية بجاية، التي ضيعت 5 نقاط بملعبها، في حين يبقى شباب أولاد جلال الأضعف داخل وخارج القواعد
ص / ف

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com