خطت البطلة الجزائرية إيمان خليف، فصلا جديدا في تاريخ الرياضة والملاكمة النسوية الجزائرية والإفريقية والعالمية، بعد صعودها على منصة التتويج في أولمبياد باريس (وزن أقل من 66 كلغ)، مخلفة من ورائها قصة ملهمة لشابة، حضرت للانتصار في دورة أولمبية وتحقيق الهدف الرياضي المسطر قبل عامين من قبل اللجنة الأولمبية الجزائرية واتحادية الفن النبيل، لكن لم تكن تدري أن انتصارها في أكبر محفل رياضي عالمي داخل الحلبة، محترمة لوائح وأخلاقيات اللعبة، سيتزامن مع إنجاز آخر لم يخطر ببالها، انتصرت فيه بثبات وجدارة للمرأة والرياضة وبلدها الجزائر، الذي ثبت مرة أخرى أنه هدف لمؤامرات كبيرة تحاك في صالونات مظلمة من قبل جهات معادية بأجندة سياسية قذرة، اختارت هذه المناسبة الرياضية لمحاولة ضرب بلد استعصت مهمة تركيعه .
إيمان خليف الفتاة البسيطة التي قدمت إلى فرنسا متشبعة بميثاق الأولمبياد، تعانق حلما مشروعا، تمثل في حصد ثمار سنوات من الاجتهاد والمثابرة، بنيل ميدالية أولمبية تدخلها وبلدها الجزائر تاريخ الألعاب، انتصرت قبل التوشح بالميدالية على منافسات من إيطاليا والمجر وتايلاندا، كما هزمت بالموازاة جيشا من المتربصين، حضروا وتجهزوا قبل انطلاق الدورة لضرب الجزائر، بنسج وترويج روايات وأكاذيب، فضحت وعرت الكثير من الشخصيات والمنظمات وحتى دول لطالما أوجعت رؤوسنا بمرافعات تخص حقوق الإنسان والرأي والأخلاق، قبل أن تسقط ورقة التوت وتظهر الوجه الخفي لأعضاء هذا اللوبي، الذي حاول قبل أول منازلة لإيمان خليف، التأثير على بطلة الجزائر موظفا الملاكمة الإيطالية أنجيلا كاريني التي قبلت بمهمة قذرة لن تكفي «توبتها» لمحو العار، الذي تورطت فيه كامرأة في أذية رياضية من نفس جنسها، قبل أن يواصل هذا «اللوبي» مساعيه الخبيثة تحت إمرة «الفاسد» عمر كريميليف، إذ حاول عشية منازلة نصف النهائي، تنظيم مؤتمر صحفي لعّل وعسى ينجح في نفث ما تبقى من سمومه، قبل أن ينقلب السحر على الساحر، ويكتشف العالم ألاعيب التنظيم غير الشرعي المسمى الاتحاد العالمي للملاكمة، وهو الانتصار الذي أضافته ابنة مدينة تيارت لسجلها بعيدا عن حلبات النزال، رغم مرارة ما أحسته من «حقرة» ومساس بكرامتها وأنوثتها وإنسانيتها، كيف لا وهي التي كسبت ميدالية أولمبية ومعها حب وتقدير 40 مليون جزائري، يضاف إليهم الملايين من أحرار العالم، الذين قاد شغفهم وتضامنهم مع فتاة رياضية، إلى جعل منازلات بطلة الجزائر، تتصدر مشهد الأولمبياد في حدث أدخل إيمان وكل من آمن بها التاريخ من بابه الواسع، خاصة وأن قضيتها العادلة وصلت أروقة مجلس الأمن، أين رافع ممثل الجزائر في الأمم المتحدة لصالح إيمان خليف ورد على المشككين في أحقيتها لما وصلت إليه في الأولمبياد وقال أنهم يتحركون وفق «أجندات سياسية مجهولة المقاصد».
إيمان التي رفعت راية الجزائر عاليا وحققت إنجازا تاريخيا، ستجبر بعد ختام هذه الألعاب، كل من حاول المساس بشخصها على ملازمة جحره، خاصة وأن تقرير اللجنة الأولمبية الدولية «قصم ظهر كل مشكك» مثلما قال ممثل الجزائر في الأمم المتحدة. كريم كريد
