ودعت أمس، الجزائر أحد أبرز رموزها الكروية، المدرب واللاعب الدولي السابق جمال مناد، الذي وافته المنية صبيحة أمس عن عمر يناهز 64 عاما، بعد صراع مرير مع المرض.
ووُري مناد الثرى عشية أمس، بمقبرة بني مسوس بالجزائر العاصمة، في أجواء جنائزية مهيبة، وبحضور عدد كبير من الأقارب والأصدقاء والوجوه الرياضية المعروفة.
وعزى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في وفاة الدولي السابق جمال مناد، وجاء في نص التعزية :»ببالغ الأسى والتأثر، تلقى رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون نبأ فاجعة رحيل أحد أساطير الكرة الجزائرية جمال مناد.رحيل مؤثر وصادم للعائلة الرياضية والكروية الجزائرية برمتها، وهو الذي كان بصدد صناعة مجد جديد، مدربا، بعد أن صنعه، لاعبا، في شبيبة القبائل، ونجما من نجوم فريقنا الوطني، سنوات الثمانينيات والتسعينيات، كسب خلالها رصيدا مشرفاً وساطعا من الإنجازات والانتصارات وطنيا ودوليا وقاريا، لا تزال محفورة في أذهان كل الجماهير، عطرها بأخلاقه وسيرته الطيبة بين الجزائريين.وبهذا المصاب الجلل، يتقدم السيد الرئيس إلى أسرته الكريمة والعائلة الرياضية كافة بخالص التعازي وعميق المواساة في وفاة جمال، متضرعين إلى الله العزيز الرحيم في العشر الأواخر من شهر رمضان المعظم، بأن يشمله بواسع رحمته ومغفرته، ويكرم مثواه ويلهم ذويه جميل الصبر والسلوان.إنا لله وإنا إليه راجعون».
وكان الفقيد جمال مناد قد عاد إلى الجزائر الجمعة الماضية، بعد رحلة علاجية قادته إلى مستشفى «سان بيار» ببلجيكا، حيث تكفلت رئاسة الجمهورية بعلاجه، ومتابعة حالته الصحية عن كثب، إلا أن القدر لم يمهله طويلا، ليرحل تاركا خلفه سجلا كرويا زاخرا بالإنجازات، جعلت منه أحد أعظم نجوم الكرة الجزائرية.
ولم يكن مناد مجرد لاعب عابر في تاريخ الكرة الجزائرية، بل كان مهاجما بارعا، وصاحب بصمة لا تُمحى في الملاعب، حيث بدأ مسيرته مع شباب بلوزداد (1977-1981)، قبل أن يبرز مع شبيبة القبائل (1981-1987)، ثم خاض تجربة احترافية ناجحة مع أولمبيك نيم الفرنسي (1987-1990)، وواصل مشواره في البرتغال مع فاماليكاو وبيلينينسي، ليعود بعدها إلى الجزائر ويدافع عن ألوان شبيبة القبائل مجددا، قبل أن يختتم مسيرته في صفوف اتحاد الجزائر سنة 1997.
وتألق الفقيد بشكل لافت مع المنتخب الوطني، حيث كان أحد نجومه البارزين في عدة بطولات، أبرزها كأس أمم إفريقيا 1990 التي احتضنتها الجزائر، والتي تُوّج بها الخضر، وساهم مناد في هذا الإنجاز التاريخي بتسجيله أربعة أهداف منحته لقب هداف الدورة، كما شارك في تصفيات ونهائيات كأس العالم 1986، إضافة إلى مشاركته في أولمبياد موسكو 1980.
ولم تقتصر مسيرة مناد على التألق كلاعب، بل امتدت إلى التدريب، حيث قاد عدة فرق جزائرية، مثل شباب بلوزداد ومولودية الجزائر وشبيبة بجاية، كما تولى منصب المدير الرياضي لنادي شبيبة القبائل عام 2023، وكان مساعدا للمدرب الوطني رابح ماجر في الفترة ما بين 2017 و2018.
وأثار رحيل مناد موجة حزن واسعة في الأوساط الرياضية الجزائرية، حيث عبر عدد كبير من نجوم الكرة السابقين والحاليين عن صدمتهم لفقدان هذا الرمز الكبير.
من جانبه، تقدم رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، وليد صادي، باسمه وباسم أعضاء المكتب الفيدرالي، بأصدق التعازي لعائلة الفقيد، ولكل الأسرة الكروية الجزائرية، داعيا الله أن يتغمده بواسع رحمته.
ومما لا شك فيه هو أن مناد رحل، لكن إرثه الكروي سيظل خالدا في ذاكرة الجماهير الجزائرية، التي لن تنسى ما قدمه هذا النجم للكرة الجزائرية، سواء كلاعب أو مدرب.
سمير. ك