يواصل هشام بوداوي تألقه مع الخضر تحت قيادة المدرب فلاديمير بيتكوفيتش، بعدما تحول إلى قطعة أساسية في وسط الميدان، بخلاف ما كان عليه الحال في عهد المدرب السابق بلماضي، الذي رغم أنه منحه فرصة الظهور الأول مع الخضر، وهو في سن 19 عاما، إلا أنه لم يضع ثقته الكاملة فيه.
وخلال المباراة الأخيرة أمام بوتسوانا، بصم بوداوي على أول مساهمة حاسمة له بقميص المنتخب الوطني، منذ انضمامه إليه عام 2019، بعدما كان وراء تمريرة الهدف الأول لزميله غويري.
ورغم غياب نجم خط الوسط بن ناصر والمايسترو عوار عن هذه المواجهة، نجح بوداوي في تعويض هذا الفراغ بامتياز، مؤديا دورا تكتيكيا بالغ الأهمية سواء في الجانب الدفاعي أو الهجومي، الأمر الذي جعل غياب الركيزتين الأساسيتين لا يؤثر على أداء الخضر. وما يميز بوداوي عن بقية لاعبي وسط الميدان، هو أسلوبه المتكامل، حيث يجمع بين القوة البدنية والصلابة الدفاعية، إلى جانب هدوئه في التحكم بالكرة، وقدرته على صناعة اللعب والانطلاق نحو الهجوم، وخلال مباراة بوتسوانا، لم يكتف بالمساندة الدفاعية فقط، بل صنع التفوق العددي في الهجوم، وهو ما انعكس على الأداء العام للمنتخب.
وأثرت الإصابات المتكررة التي تعرض لها بوداوي في السنوات الأخيرة على مسيرته الدولية، ما حال دون تمكنه من فرض نفسه في التشكيلة الأساسية، خلال فترة بلماضي، ولكن مع وصول بيتكوفيتش، باتت الأمور مختلفة، حيث يعول عليه المدرب السويسري ليكون ضمن ثلاثي متميز في وسط الميدان إلى جانب بن ناصر وعوار، نظرا لما يمتلكه من قدرات تكتيكية وفنية تجعله من بين أفضل لاعبي خط الوسط في الدوري الفرنسي حاليا.
وتتجه الأنظار الآن إلى مباراة موزمبيق، حيث سيكون بوداوي أمام اختبار جديد أمام منتخب يتميز بقوة بدنية وفنية أكبر مقارنة بمنتخب بوتسوانا، وستكون هذه المواجهة فرصة أخرى له ليؤكد تطوره وتأثيره في المنظومة التكتيكية الجديدة.
بوداوي الذي خاض حتى الآن 20 مباراة دولية مع المنتخب، لم يحظ بفرص كثيرة لإثبات نفسه سابقا، إذ بدأ 9 مباريات فقط كأساسي، بينما دخل احتياطيا في 11 مناسبة، وظل على دكة البدلاء دون مشاركة في 19 مواجهة أخرى، ومع ذلك، فإن الفترة الحالية قد تكون نقطة التحول في مشواره الدولي، خاصة مع تزايد ثقة بيتكوفيتش.
سمير. ك
