تجلى مرة أخرى ضعف دفاع الخضر، الذي أعطى الفرصة للمنتخب التنزاني للعبث به في أكثر من مرة، حيث بدا رفقاء مجاني كالأشباح، أمام السرعة الفائقة لرفقاء ساماطا الذين وجدوا ضالتهم في هذه الهشاشة والضعف الكبير لمدافعي الخضر، سواء على مستوى التموقع أو حتى اللياقة البدنية، ولحسن حظهم فإن أصحاب الضيافة لم يحسنوا استغلال ذلك، فرغم استعادة ركيزتين هما ماندي زفان، إلا أن دفاع الخضر لم يستعد توازنه، وترك مساحات كبيرة إن لم نقل شوارع ، أمام هجوم تنزاني يتسم بالسرعة وقوة التوغل، وكادت الفاتورة أن تكون ثقيلة في الشوط الأول، لولا نقص فعالية التنزانيين وبراعة الحارس مبولحي، الذي انقذ مرماه من أهداف محققة.
هذا الإفلاس الكبير يحيل إلى مشكلة كبيرة على مستوى المنظومة الدفاعية للفريق الوطني ، الذي ظهر مرة أخرى مفتقرا إلى الحلول، وسبل الوقوف في وجه الآلة التنزانية، و كذلك الشأن بالنسبة لوسط الميدان، والذي ظهر هو الآخر بعيدا عن الأحداث، رغم تواجد تايدر الذي تراجع مستواه في المدة الأخيرة، وقديورة الغائب عن المنافسة مع فريقه واتفورد، حيث تجلى نقص الانسجام بينهما، ما جعل كل العبء يتحمله الدفاع الذي مازال يعاني، وهو ما تجلى مرة أخرى في لقاء أمس أمام المنتخب التنزاني، الذي أرهق كثيرا الخضر الذين تاهوا على أرضية ملعب بنجامين ماكابا، فالطريقة التي سجل بها التنزانيون الهدفين تؤكد هذه المعاناة التي طالت، حيث خسرت العناصر الوطنية كل الصراعات الثنائية، سيما وأن الأصعب ينتظرها في قادم الأيام.
فتخطي عقبة التنزانيين في لقاء العودة لن يكون نهاية المعاناة وإنما بداية تحد من نوع آخر، والطريق إلى روسيا لن يكون مفروشا بالورود، لأن الفريق الوطني سيواجه أحسن المنتخبات الإفريقية التي تفوق المنتخب التنزاني قوة وخبرة وحنكة وبالتالي أصبح من الضروري إعادة النظر في المنظومة الدفاعية للخضر.
ع - قد