الجمعة 20 سبتمبر 2024 الموافق لـ 16 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

نال التقدير ودوّن اسمه في سجلات الكرة الذهبية

بن زيمة .. ابن الشعب يعتلي قمة المجـد

كتب كريم بن زيمة نجم ريال مدريد اسمه أخيرا في سجلات الفائزين بجائزة الكرة الذهبية، بعد تتويجه سهرة الاثنين بالجائزة التي تقدمها جريدة "فرانس فوتبال" لأفضل لاعب في العام، ونال بن زيمة التقدير الذي يستحقه، بإحرازه الجائزة، متوجا بذلك الموسم الاستثنائي الذي قاد فيه الريال لإحراز ثنائية محلية ودوري أبطال أوروبا.

إعداد: سمير. ك

وصنع كريم التاريخ وأصبح ثاني أكبر لاعب يحصل على الجائزة عن عمر 34 عاما و302 يوما، كما بات أول فرنسي يحصل على الجائزة بعد غياب طويل، وتحديدا منذ أن حصدها زيدان عام 1998.
وحسم بن زيمة الصراع متفوقا على ساديو ماني نجم بايرن ميونخ الذي جاء في المركز الثاني والبولندي ليفاندوفسكي مهاجم برشلونة صاحب المرتبة الثالثة والبلجيكي دي بروين لاعب مانشستر سيتي الذي حل رابعا.وعكس السنوات العشر الماضية، التي بدا فيها التنافس محتدما حتى اللحظات الأخيرة، كانت "الكرة الذهبية 2022" واحدة من أكثر النسخ المحسومة مسبقا، ذلك أن بن زيمة حقق النسبة الكبرى من الترشيحات ليكون صاحب الكرة الذهبية بنسختها رقم 66، ويخلف الأرجنتيني ميسي، الذي غاب عن قائمة المرشحين للمرة الأولى منذ عام 2006.وفاز كريم بالجائزة بعد موسم استثنائي مع ريال مدريد من الناحيتين الجماعية والفردية، فجماعيا تُوج ب3 ألقاب، أما فرديا فقد حصد لقب هداف الدوري الإسباني ب27 هدفا، كما نال لقب هداف دوري الأبطال برصيد 15 هدفا، وخاض بشكل إجمالي مع ناديه 46 مباراة في كل مسابقات الموسم الماضي، محرزا 44 هدفا وقدم 15 تمريرة حاسمة.ونجح صاحب الأصول الجزائرية في الحصول على ترشيحات أغلبية عشاق كرة القدم للفوز بجائزة الكرة الذهبية، والتي لن تكون تكريما لتألقه في الموسم الماضي فقط، ولكن تتويجا لمسيرة لاعب لم يكن ضمن قائمة المفضلين دائما.
قصة كفاح رفعته إلى القمة
كانت مسيرة بن زيمة مليئة بالمصاعب والعراقيل، التي استطاع أن يذللها بالكثير من العزيمة، وتبدو مسيرة هذا النجم، الذي يفخر على الدوام بأصوله الجزائرية قصة ملهمة للكثير من الشباب في العالم، ونموذجا للقدرة على مواجهة حملات التشكيك.وتستعرض النصر، رحلة صعود كريم حتى وصل إلى معانقة المجد مع ريال مدريد، الذي أصبح ثاني أفضل هداف في تاريخه بتسجيله 328 هدفا على مدار 13 عاما بقميص "الميرينغي"، بدأت من عام 2009.ولم تكن رحلة الصعود إلى القمة سهلة على الطفل الذي نشأ في ضاحية "برون"، إحدى المناطق الشعبية في مدينة ليون، مع والده حفيظ وأمه مليكة و7 إخوة وأخوات آخرين، كان كريم سابعهم.
وعند بلوغه التاسعة، انضم الفتى المولود يوم 19 ديسمبر 1987 إلى براعم نادي "برون تيرايون"، وكان العام 1997 أول منعرج في مشواره إثر مباراة جمعت فريقه بنادي ليون، وشهدت تألقه بشكل لفت اهتمام مسؤولي "لوال"، الذين قرروا ضمه دون تردد.
وتدرج بن زيمة في الفئات الناشئة في ليون مقدما عروضا لافتة بين 1997 و2005 تاريخ توقيعه أول عقد احترافي، ولم يكن آنذاك قد تجاوز سن 17 عاما، وحينها كان أولاس رئيس ليون واحدا ممن حفزوا بن زيمة وآمنوا بقدرته على أن يكون واحدا من أفضل لاعبي العالم، خصوصا لما شاهد أرقامه الواعدة مع الرديف.قضى بن زيمة 4 أعوام مع ليون بين 2005 و2009، وهي الفترة التي شهدت سيطرة هي أقرب للاكتساح على الكرة الفرنسية، وبعد ذلك اختار المغادرة لبداية مشوار جديد، كان عنوانه الأبرز مجاورة أشهر النجوم على غرار كاكا وكريستيانو.ومع انطلاق مسيرته في الريال صيف 2009، بدا من الطبيعي أن تنحسر الأضواء عن هذا المهاجم صاحب 21 عاما، فقد استقطب رونالدو كل الأنظار آنذاك، ولم يكن كريم يجد اهتماما كبيرا من جماهير "الملكي" عند تقديمه في ملعب بيرنابيو، وهو الذي حل رابعا ضمن صفقات "الميرينغي".
وكانت سنة 2018 الأصعب على بن زيمة، إذ لم يسجل سوى 5 أهداف في الليغا، بجانب 5 أخرى في دوري الأبطال، وكان مستقبله على المحك، وكانت قضية الابتزاز التي تورط فيها مع ماتيو فالبوينا قد ألقت بظلالها على مسيرته، مما جعل الانتقادات تنهال عليه في وقت رجحت فيه صحف إسبانية قرب رحيله، وفي ذلك الوقت خرج كريم عن صمته قائلا: "أنا موجود في أفضل فريق بالعالم، ولدينا مجموعة من اللاعبين تتطلع لتحقيق نتائج باهرة في الموسم الجديد".وكان النجم ذو الأصول الجزائرية عند وعده، فبعد سنوات عاش خلالها مع رونالدو، انتفض ليحلق عاليا ويصبح الأقرب لقلوب عشاق الريال، إذ تمكن في أول موسم بعد "عهد كريستيانو" من تسجيل 21 هدفا في الليغا، كما سجل مثلها الموسم التالي، قبل أن يحقق 23 هدفا موسم 2020-2021.وفي الموسم المنقضي، بلغ بن زيمة ذروة تألقه بعدما خرج نهائيا من "جلباب كريستانو"، وصنع لنفسه مجدا جعل الصحف الفرنسية تهلل لعروضه بعد أن هاجمته طويلا، حيث وكان حضوره بارزا في تتويج الريال بالدوري الإسباني مسجلا 27 هدفا، لكن الأعظم من ذلك تلك القوة التي ظهرت في أدائه بدوري الأبطال عندما سجل 15 هدفا، ليقود الريال نحو اللقب 14 في تاريخ النادي والخامسة في سجله الشخصي، بعد مباريات راسخة تألق فيها أمام تشيلسي ومانشيستر سيتي وليفربول وسان جيرمان.

بن زيمة يصرح بعد حفل التتويج: حققت حلم طفولتي

أعرب كريم عن سعادته الغامرة عقب تتويجه بجائزة الكرة الذهبية، وقال: "هذا اليوم سيبقى بذاكرتي وسأحتفظ بنسخة من مجلة "فرانس فوتبول" التي تحمل صورتي، وأنا متوج بجائزة الكرة الذهبية، وسأنظر لها كل يوم"، وتابع: "قررت ألا أستسلم، وأبقي حلم الفوز بالجائزة في ذهني، وأتجاوز الظروف الصعبة على المستوى الشخصي والعائلي، وظروف عدم وجودي مع منتخب فرنسا، وأصغيتُ إلى نصائح الجميع لي وحققت هذا الحلم، وأنا فخور بمسيرتي".

وأضاف: "لطالما كانت هذه الجائزة في رأسي بعد 30 عاما، تغيرت طموحاتي وأصبحت أعمل بجدية أكبر، وأن أكون أكثر حسما، وأملك صفات قيادية، أنا محظوظ لأنني ألعب مع أفضل ناد في العالم، وعندما كان عمري 21 أو 22 عاما لم يكن لدي نفس الطموح كما هو الحال الآن، سعيد للغاية بهذه الجائزة".
هذا هو موعد اعتزالي
وفيما يخص موعد اعتزاله، قال:" أستمتع بالحاضر وأهم شيء هو العمل للوصول إلى هذه اللحظة، وأفكر في التواجد هنا مرة أخرى، سنرى ما سيحدث، لا أعرف كم من الوقت المتبقي لي في مسيرتي، عندما يكون من الصعب علي الذهاب إلى التدريب، يجب أن أقرر الاعتزال، لكني الآن أحب الذهاب إلى التدريب، الكرة الذهبية الثانية أو الثالثة لا تهمني، المهم أن أكون سعيدا".
وفيت بالوعود الثلاث لوالدتي
وأشار بن زيمة بأنه يكون قد وفى بالوعود الثلاث التي قطعها لوالدته ذات يوم، والتي تتضمن أيضا شراء منزل لها واللعب مع ريال مدريد، وبسؤاله عما إذا كان حقق كل أحلامه: "أوفيت بكل الوعود التي قطعتها لأمي، ولكني أرغب في الفوز بكأس العالم مع فرنسا، إنه هدف آخر، لدي الكثير من الطموح".
الفريق أولا
وبخصوص رأيه في أدواره الكبيرة لخدمة المجموعة قال: "رغم أن الكرة الذهبية جائزة فردية، ولكنني حصلت عليها نتيجة العمل الجماعي"، مؤكدا بأن ذلك أهم من أي شيء، موضحا أن تحقيق البطولات والإنجازات الجماعية يقود اللاعب للألقاب الفردية، وهو ما حدث معه، وتابع: "ربما تسجل هدفا مذهلا، لكن بالنسبة لي كرة القدم لعبة جماعية، وسألعب دائما لمصلحة الفريق".
زيدان لعب دورا في مسيرتي
وتطرق للحديث عن زيدان قائلا: "هذا الرجل يعد بمثابة قدوة لي، فهو أخ أكبر، ودائما ما يعطني النصائح على المستويين الشخصي والمهني"، وأضاف: "زيدان كان مدربي، وقدوتي، فهو أفضل لاعب فرنسي في التاريخ"، كما قال إن الجائزة مميزة بكل تأكيد، لكن تسلمها من يد زيدان يجعلها استثنائية.
الانتقادات جعلتني أقوى
أوضح بن زيمة سر تحول مسيرته: "كنت محظوظا بالانضمام إلى الريال، ورغم الصعوبات التي واجهتها في البداية حافظت على تركيزي".
وأكد أنه عانى من انتقادات قوية على مدار مسيرته جعلته أقوى، لافتا أن اللعب مع أكبر فرق العالم ليس سهلا، وتابع: "لست نادما على شيء، ما حدث قد حدث، وأسعى دائما لتجنب الأخطاء للوصول للقمة"، وأتم: "عملت على قوتي الذهنية وواصلت العمل وتدربت حتى وصلت إلى أعلى مستوى وأصبحت أفضل لاعب".

ضجة في فرنسا بعد إهداء التتويج إلى الشعب
وصف كريم فوزه بالكرة الذهبية بأنه تتويج للشعب، وهو التعليق الذي حظي بمساحات واسعة في الصحافة الفرنسية، وقد جعل بن زيمة من نفس العبارة عنوانا لصورة التتويج التي نشرها على حسابه في "تويتر" في تغريدة أعيدت أكثـر من مليون مرة.
وأفردت عناوين عديدة في فرنسا في حديثها حول تصريح بن زيمة، على غرار ما كتبه موقع  "بي أف أم" إنها كرة الشعب الذهبية، في حين طرح مراسل "أر أم سي" سؤالا على اللاعب بخصوص وجود مدلول سياسي لعبارته، وكانت إجابة بن زيمة على السؤال هي النفي، مؤكدا أن نسب الكرة الذهبية إلى الشعب يعود إلى شعوره بأنه شخص قدم من أوساط شعبية، وقال أيضا:" قلت إن الكرة الذهبية للشعب، لأن جميع الناس شاركوا في التتويج، بتشجيعهم ودعمهم لي على الدوام، لذلك رغبت في مشاركتها معهم.

إبراهيم يسرق الأضواء من "العريس"
استطاع إبراهيم نجل النجم بن زيمة، سرقة الأضواء من والده في حفل جائزة الكرة الذهبية، بعدما دخل مع قائد الريال إلى القاعة، لكنه توقف لأخذ بعض الصور التذكارية، عقب طلب من قبل ممثلي وسائل الإعلام الحاضرين.
وفاجأ نجل بن زيمة جميع الحاضرين، بعدما رفض الذهاب مع والده إلى القاعة، وأصر على التقاط الصور، ليقوم بعدها كريم بترك إبراهيم وحيدا، الذي قام بأداء بعض الحركات، ما جعل الطفل الصغير يشعل حماسة الجماهير في مواقع التواصل الاجتماعي.

احتفل بالعلم الجزائري بعد التتويج بكان 2019
محارب تربى على حب بلده الأم  
كريم بن زيمة تربى على حب الجزائر بلده الأصلي وهو الذي ينحدر من عائلة هاجرت في خمسينيات القرن العشرين، لينشأ الطفل في كنف أسرة تحارب الصعاب.
وتمكن كريم من خطف الأضواء في مسيرته، التي رصعها بالألقاب المحلية والقارية والدولية، لكنه ظل وفيا دائما لبلده الأصلي الجزائر، الذي يوجه له الرسائل بين الفينة والأخرى.
رسائل كريم دائما ما يوجهها بشكل مباشر، عبر "السوشيل ميديا" أو من خلال المقابلات التي يقوم بها، بالإضافة إلى إتباعه لعادات وتقاليد الجزائر بلده الأم، حيث شاهدت الجماهير قائد الملكي يتسحر أو يُفطر في رمضان على الطريقة الجزائرية.
أسلوب حياة بن زيمة كما يشاهده المتابع له في مواقع التواصل، يجعلك تدرك مباشرة أن هذا الإنسان جزائري الهوى، من خلال الموسيقى التي ينشرها تارة بتسجيلات مصورة أو الملابس التقليدية التي يرتديها، بالإضافة إلى اهتمامه بنجله إبراهيم، الذي دائما ما يرتدي الزي التقليدي الجزائري.صحيح أن بن زيمة عاش صراعا مع وسائل الإعلام الفرنسية، خلال فترة ابتعاده عن منتخب "الديوك"، لكنه استطاع بشخصيته القوية مجابهة كل شيء، وعدم إنكار بلده الأم، وبأنه يحبه عندما رفع العلم الجزائري احتفالا بنيل كأس أمم إفريقيا.

معاني ودلالات تحملها زغاريد أفراد عائلته
تعرض بن زيمة لموقف طريف للغاية، عندما أراد توجيه كلمة بعد استلامه الكرة الذهبية، حيث لم يستطع في بادئ الأمر الحديث، بسبب قيام الحاضرين في الحفل بالتصفيق والصراخ باسمه في سابقة من نوعها في مثل هكذا مواعيد.
وعندما تقدم بن زيمة إلى المنصة الشرفية لمسرح "شاتلي"، لتسلم الكرة الذهبية كانت الهتافات والزغاريد تعلو أرجاء القاعة الفاخرة.
ويبدو أن هناك معان ودلالات كبيرة تحملها زغاريد أفراد عائلة كريم عند استلامه الكرة الذهبية، فما حصل يعبر عن الاعتزاز والافتخار بأصوله، خاصة وأن المتتبع للحفل يرى تعدد الأسماء العربية فوق المسرح، بداية بكريم أبو إبراهيم، ابن مليكة وحفيظ بن زيمة، وصولا إلى زين الدين زيدان الذي سلم الجائزة، دون نسيان حضور جزائري آخر من جهة الأم ويتعلق الأمر بفايزة العماري والدة مبابي.

 

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com