حقق هلال شلغوم العيد الأهم، بخروجه ظافرا بكامل الزاد من «الديربي» الذي جمعه بالجار نادي التلاغمة، في مقابلة احتفظت بكامل أسرارها إلى غاية المرحلة الثانية، لكن خبرة أبناء «الشاطو» كانت كافية لحسم الأمور، ووقف سلسلة انتصارات «التلاغمية».
اللقاء سار في نصفه الأول بريتم بطيء، بعد إلتزام كل طرف الحيطة والحذر، وتجنب المغامرة كثيرا في الهجوم، ولو أن الزوار كانوا قريبين من افتتاح مجال التهديف بالاعتماد على بعض المرتدات الهجومية، والتي انفرد على إثر إحداها المهاجم خابية بالحارس ختالة، إلا أنه فشل في إيداع الكرة داخل الشباك، وكان ذلك في الدقيقة التاسعة.
من الجهة المقابلة، فقد اعتمد أصحاب الضيافة على الكرات العرضية الطويلة في محاولة للنيل من شباك قرعيش، لأن «التلاغمية» انتهجوا طريقة دجفاعية مبنية على جدارين انطلاقا من وسط الميدان، الأمر الذي أبقى الثنائي بورزام ومنصوري في شبه عزلة وسط الدفاع الزائر، وكل محاولات الهلال كانت بالتوغل عبر الرواقين، لكن دون تشكيل خطورة على الحارس قرعيش.
ريتم المقابلة إرتفع مع بداية الشوط الثاني، لأن المدرب عقون أشهر كامل أوراقه الرابحة، وذلك بالتوجه كلية صوب الهجوم، وهي الخطة التي جعلت الهلال يظهر بوجه مغاير، والنزعة الهجومية للاعبيه كللت بضربة جزاء أعلنها الحكم عمار خوجة في الدقيقة 52، بعد تنفيذ بورزام لكرة ثابتة، اصطدمت بيد أحد مدافعي التلاغمة داخل منطقة العمليات، وهي الضربة التي احتج على شرعيتها الضيوف، وتولى تنفيذها بنجاح المهاجم منصوري مفتتحا باب التسجيل.
هذا الهدف غيّر من «فيزيونومية» اللعب، لأن الزوار خرجوا من قوقعتهم، سعيا للعودة في النتيجة، وكان لهم ما أرادوا عند الدقيقة 69 بواسطة الهداف خابية، الذي استغل سوء تموقع محور دفاع الهلال ليتوغل داخل منطقة العمليات، ويصوّب بقوة، حيث فشل الحارس ختالة في الإمساك بالكرة، التي فلتت من بين أحضانه لتستقر في عمق الشباك.
«السيناريو» تسارع أكثر، وفرحة «التلاغمية» لم تدم سوى بضعة دقائق، لأن شبور رجح كفة أبناء «الشاطو» من جديد في الدقيقة 73، بعد عمل فردي، أنهاه بتسديدة قوية من خارج منطقة العمليات اكتفى الحارس قرعيش بمتابعتها وهي تدخل مرماه، لتنفجر فرحة عارمة في المدرجات.
باقي فترات اللقاء لم تشهد الشيء الكثير، باستثناء البطاقة الحمراء التي اشهرها الحكم عمار خوجة في وجه حارس الهلال ختالة في الدقيقة 89، إثر تلقيه إنذارين، وهو الطرد الذي أجبر المهاجم شبور على التكفل بمهمة حراسة المرمى لبضعة دقائق، على اعتبار أن المدرب عقون كان قد استنفذ التغييرات الثلاثة، لكن ذلك لم يكن كافيا لحرمان تشكيلة «الشاطو» من نقاط الفوز، والتي نصبتها في برج المراقبة.
ق / ر