لوّح رئيس شباب قايس الربيعي قيدوم بالإستقالة من منصبه بسبب الظروف الصعبة التي يتخبط فيها النادي، و أكد أن ارتفاع مؤشر الديون جعله يقرر رمي المنشفة مباشرة عقب نهاية الموسم الجاري، في غياب الدعم الكافي لتغطية مصاريف فريق ينشط في وطني الهواة.
قيدوم و في حوار خص به النصر أوضح بأن مغامرة الشباب في منافسة الكأس وبلوغ الدور 16 لأول مرة في تاريخه كانت من أهم المحطات التي دفعت به إلى التفكير في الاستقالة بجدية، ولو أنه أشار بالمقابل إلى أنه سيواصل العمل على رأس النادي بطريقة عادية إلى غاية انتهاء هذا الموسم، مع الوفاء بالتزاماته تجاه اللاعبين والطاقم الفني، والسعي لاحتلال مكانة متقدمة.
• كيف هي الأجواء داخل الفريق بعد أسبوع من الإقصاء من منافسة الكأس؟
مغامرتنا في الكأس كانت تاريخية، لأنها المرة الأولى التي يتمكن فيها شباب قايس من التواجد في هذه المحطة المتقدمة، بعد سنتين من تنشيطنا الدور 32، كما أننا واجهنا اتحاد بلعباس من الرابطة المحترفة الأولى، وبالتالي فإننا لا يجب أن نخجل بهذا الإقصاء، بل على العكس من ذلك فإن المردود الذي قدمته التشكيلة جعلنا نتفاءل أكثر بخصوص المستقبل.
• نفهم من كلامكم أن الأمور تسير في الاتجاه السليم؟
في مثل هذه المراحل تصبح الروح الجماعية هي أهم عامل، والحقيقة أن سر نجاحنا الثقة المتبادلة بين اللاعبين، الطاقم الفني والإدارة، والتي ساهمت بصورة مباشرة في خلق مجموعة منسجمة ومتناسقة تحصر انشغالها في العمل الميداني، في ظل الاطمئنان التام على قضية المستحقات، لأن المشكل المالي كان قد طفا على السطح، لكن تفهم اللاعبين للوضعية جعلهم يستأنفون التدريبات بصورة عادية، كما أن الطاقم الفني بقيادة بوريدان عمد إلى الاستثمار في مباراة الكأس لشحن بطاريات المجموعة من الجانب البسيكولوجي، بإعطاء المزيد من الثقة في النفس والإمكانيات للعناصر التي لم تكن متعودة على مواجهة منافسين من كبار الرابطة المحترفة، وعليه يمكن القول بأن مغامرتنا في الكأس عادت بالفائدة على التشكيلة، والتحضيرات لمرحلة الاياب تجري في أجواء مريحة، ولو أن هناك شيئا مهما أريد أن أفتح قوسا بشأنه.
• تفضل ... ما هو؟
التأهل إلى الدور 16 يبقى في حد ذاته انجازا تاريخيا من حقنا أن نفتخر به، والإقصاء أمام اتحاد بلعباس لا يجب أن يكون بمثابة نقطة النهاية لمشوار الفريق هذا الموسم، لأن الخروج من دائرة الظل عبر منافسة الكأس بالنسبة لأندية الهواة لا يكون دوما بالتواجد في ربع النهائي أو المربع الذهبي، ويكفينا فخرا تشريف بلدية قايس و ولاية خنشلة بالمقابلة البطولية التي أديناها أمام منافس يتفوق علينا من جميع الجوانب، وهي الرسالة التي عمدنا إلى إيصالها للاعبين، لأن هدفنا في هذه المنافسة تحقق، وتركيزنا يجب أن يكون كبيرا في مرحلة الإياب من البطولة.
• هل يعني هذا بأنكم متخوّفون من دخول منطقة الخطر ؟
وضعيتنا الحالية في سلم الترتيب مريحة نسبيا، باحتلال الصف 11 في المجموعة الشرقية، لكن ذلك لا يعني بأننا حققنا الهدف المسطر، والمتمثل في ضمان البقاء في أول تجربة لنا في وطني الهواة، على اعتبار أننا نتقدم ب 6 نقاط فقط عن أول المعنيين بالسقوط، ونحن مقبلون على منعرج حاسم بالاستقبال مرتين متتاليتين، وشاءت الصدف أن يكون ذلك أمام وفاق القل ومولودية المخادمة المتواجدين ضمن كوكبة المؤخرة.
• و ماذا عن الوضعية المالية
و مستحقات اللاعبين؟
دار لقمان تبقى على حالها، رغم أننا كنا قد تلقينا وعودا من «المير» بتخصيص إعانة للفريق في القريب العاجل، وشخصيا لست مستعدا لمواصلة المهام، وقررت الاستقالة بنهاية الموسم الجاري، لأنني لم أعد قادرا على تحمل إجمالي المصاريف بمفردي، والديون تجاوزت 4 ملايير سنتيم، كما أن اللعب في بطولة وطني الهواة يتطلب الأموال، وقد تحدثت مع اللاعبين في هذا المجال وطمأنتهم على مستحقاتهم، لأن الثقة التي وضعوها في شخصي تجبرني على تجسيد الوعود التي قدمتها لهم، لكن نقطة النهاية لمشواري كرئيس للنادي ستكون رسميا في جوان القادم، ويكفيني فخرا النجاح في الصعود من الجهوي الثاني إلى وطني الهواة، إضافة إلى تحقيق انجازين غير مسبوقين في تاريخ الشباب، بالصعود من قسم ما بين الرابطات والتأهل إلى الدور 16 لمنافسة الكأس.
حــاوره: صالح فرطــاس