تذبذب في توزيع المياه بأم البواقـي
تشهد، هذه الأيام، عديد بلديات ولاية أم البواقي، أزمة في التزود بالمياه الصالحة للشرب في عز موسم الحر، نتيجة قيام شركة توزيع المياه بتغيير برنامج تزويد السكنات بهذه المادة الحيوية، وتمديد فترة توزيع المياه بأيام عما كانت عليه فترات التوزيع في وقت سابق.
و دفعت الأزمة سكان عديد المناطق للاستنجاد بمياه الصهاريج، ومطالبة الجهات الوصية والسلطات الولائية بالعمل على إيجاد حل جذري للأزمة، في ظل تأخر وصول مياه سد بني هارون وانقضاء آجال وصولها مثلما أعلنته السلطات الولائية في وقت سابق.
من التقينا بهم من المواطنين في جولتنا الميدانية عبر عديد بلديات الولاية، كشفوا بأن الأزمة تتفاوت من بلدية لأخرى، في مشهد يعكس جانبا مما وصفوه بالتسيير غير المنتظم لشبكة المياه بالولاية، فبلديات تصل المياه لحنفيات سكانها يوما بعد آخر، على غرار عين ببوش وقصر الصبيحي، في الوقت الذي تصل لسكان بلديات أخرى مرة كل أسبوع، على غرار عين البيضاء وعين مليلة.
و تعرف تذبذبا في عدة بلديات على غرار عين فكرون وعين كرشة، وتساءل بعض من قاطني مدينة عين مليلة، عن كيفية توزيع المياه لبعض الأحياء بشكل منتظم على الأقل مرة كل يومين، في وقت تقصى أحياء وتجمعات سكنية كبيرة، و لا تستفد من هذه المادة طيلة نحو أسبوع.
و أشار السكان إلى أنهم يتنقلون في كل مرة لفروع شركة الجزائرية للمياه، غير أنهم لم يجدوا الإجابة المقنعة لتساؤلاتهم، في ظل اختلاف مبررات الشركة في كل مرة.
و قال المعنيون بأنهم ملوا من الوعود التي تقدم لهم في كل مرة، مؤكدين على تفضيلهم لغة الحوار والاستجابة لمطالبهم بتجسيد الوعود التي تعطى لهم، بعيدا عن لغة التصعيد، وحسبهم فهم يمرون بفترات حارة تميزها درجة الحرارة المرتفعة، الأمر الذي يستوجب وصول المياه لسكناتهم بشكل منتظم.
و هو ما جعلهم يطالبون القائمين على شركة توزيع المياه والسلطات الولائية، بالتدخل والعمل على إيجاد حلول للأزمة في ظل تأخر وصول مياه سد أوركيس لحنفياتهم، و أشاروا إلى أنهم وفي كل مرة يضطرون لاقتناء صهاريج لقضاء حاجاتهم من المياه، غير أن سعر الصهريج الواحد المقدر بألف دينار أثقل كاهلهم.
مصدر من داخل شركة توزيع المياه، قال بخصوص الأزمة التي طرحها سكان مدينة أم البواقي، بأن وضع برنامج جديد لتوزيع المياه مرتبط بتراجع كمية المياه التي تصل المدينة من سد عين الدالية بسوق أهراس الذي تراجع منسوبه، مضيفا بأن تراجع المنسوب انعكس سلبا منذ اليوم الثاني لعيد الفطر المنقضي على الولايات التي تمون بالمياه من السد ويتعلق الأمر بولايات تبسة وأم البواقي وسوق أهراس.
و أوضح المتحدث، بأن مدينة أم البواقي و طيلة شهر رمضان، توزع فيها المياه يوما بعد آخر، وبعد تراجع منسوب مياه سد عين الدالية، تم وضع برنامج جديد يتعلق بتوزيع المياه مرة كل 3 أيام، و أضاف بأن البرنامج القديم انعكس سلبا على بعض الأحياء الشمالية بالمدينة، على غرار حي الجبل و الآمال 1 و هم الذين لا تصل المياه إلى قاطني الطوابق العليا بهما، و البرنامج الجديد سمح بتجاوز الأزمة التي مروا بها.
من جهته ذكر رئيس مصلحة تعبئة الموارد المائية بمديرية الموارد المائية، زعباب حسين، أنه و اعتبارا من بداية شهر جويلية، تم تغيير برنامج توزيع المياه بمدينة أم البواقي، و ذلك راجع لانخفاض حصة ولاية أم البواقي من مياه سد عين الدالية بسوق أهراس الذي تراجع منسوبه.
و بين المتحدث بأن أم البواقي كانت تصلها حصة 25 ألف متر مكعب من المياه يوميا، لتتراجع هذه الحصة و باتت غير مضبوطة نتيجة لتذبذبها، و بين بأن تراجع المياه من سد عين الدالية يؤثر على بلديات عين البيضاء وبريش وأم البواقي، وخاصة مدينة عين البيضاء التي يصل فيها معدل توزيع المياه مرة كل 6 أيام كأقصى حد.
محدثنا أوضح بأن معدل التوزيع بأم البواقي مناسب، وسيتم إيجاد حل للتذبذب الحاصل بدخول النقب الثاني الجاري إنجازه بعين ببوش حيز الخدمة، وهو نقب من صنف “f12” وتصل قدرته في الضخ إلى 20 لترا في الثانية.
و عن الأزمة التي تواجه بلديات الجهة الغربية، فبين بأن الأمر راجع لتراجع منسوب المياه الجوفية انطلاقا من سنة 2011، و هي الفترة التي انطلقت فيها الأزمة، و تراجع المنسوب من مياه نقبي قرية فورشي و نقبي أولاد زايد و نقب أولاد بلعقل، و عن حل الأزمة أوضح المتحدث بأنه و بوصول مياه سد أوركيس لحنفيات مدن الولاية، ستجد الأزمة حلها النهائي.
أحمد ذيب