عنابة

المنتخبون و الإداريون يستقبلون المحتجين بساحة الثورة
عاد الهدوء إلى ساحة الثورة وسط مدينة عنابة، ليلة أول أمس، بعد أن استمر احتجاج سكان المدينة القديمة إلى غاية الثامنة مساء، أين أقدموا على غلق جميع المنافذ باستخدام المتاريس وحاويات القمامة وإضرام النار في العجلات المطاطية، حيث غرقت وسط المدينة في زحمة مرور خانقة شلت حركة السير بعدة طرق رئيسية.
و قد اضطرت مصالح الأمن العمومية إلى فتح بعض الطرق في الاتجاهين، ورغم ذلك بقي أصحاب السيارات المتجهين إلى الشواطئ وكذا الجهة الغربية، والشرقية عالقين في الطوابير لساعات، وسط تذمر السائقين، حتى شرطة المرور تخلت عن تنظيم حركة المركبات، بسبب انسداد المحاور الرئيسية.
وأمام رفض المحتجين إخلاء موقع الاحتجاج، بقيت قوات مكافحة الشغب مرابطة هناك رغم تدخل رئيس الأمن الولائي الذي تابع الأمور عن قرب دون استخدام القوة في فض الاعتصام، و تم الإنتظار إلى ساعة متأخرة بعد مغادرة المحتجين لإزالة مخلفات الاحتجاج وفتح الطريق أمام حركة المرور في أكبر موقع يقصده المواطنون والزوار بعاصمة الولاية.
وفي سياق متصل كشفت مصادر مطلعة للنصر بأن رئيس المجلس الشعبي الولائي والبلدي استقبلا، صبيحة أمس، ممثلين عن سكان المدينة القديمة المحتجين بحضور رئيس دائرة عنابة بالنيابة، للنظر في مطالبهم المرفوعة والمتعلقة أساسا بإعادة إسكانهم وترحيل من البيوت الهشة التي يقطنوها منذ عشرات السنين تحت خطر الانهيارات المحدقة بهم، حيث أكد هؤلاء بأن العائلات المحتجة ليست كلها تنحدر من المدينة العتيقة، وجزء كبير من أفرادها لديهم 5 سنوات فقط، وسكنوا العمارات التي رحل أصحابها في الحصص السكنية السابقة.
 وحسب نفس المصدر قدم المسؤولون الذين سبق ذكرهم وعودا بتخصيص حصة سكنية مستقبلا للمدينة القديمة لإعادة إسكان العائلات المتبقية التي لم ترحل و تم إحصاؤها قبل سنة 2007 لإنهاء معضلة السكن بالحي العتيق، وتسريع مشروع إعادة الاعتبار لها لتصبح ضمن تراث المدينة.

حسين دريدح