وادي غزنتة يهدد السكان و يلتهم الأراضي الفلاحية
تزداد معاناة الفلاحين و الموالين القاطنين بمنطقة «سارق الرق» الريفية بإقليم بلدية بئر العاتر ولاية تبسة، منذ عقود طويلة، و كلما تساقطت الأمطار الغزيرة، حيث يتحول فيضان هذا الوادي الذي يمتد طوله لأكثر من 3 كلم و عرضه يتراوح بين 100 و 300 متر، إلى هاجس لسكان هذه الجهة، بعد الأضرار الكبيرة التي تكبدوها خلال السنوات الأخيرة، بحيث يعرف التهاما و توسعا في كل فيضان نحو الأراضي الفلاحية.
« النصر» انتقلت إلى المنطقة و تحدثت مع عدد من سكانها، الذين وجدناهم في وضع لا يحسدون عليه، عقب السيول القوية التي شهدتها المشتة، مؤخرا، و أكدوا على أنهم يستقبلون مع موسم الأمطار مخاطر تعرضهم لفيضان وادي “غزنتة” المعروف بشدة تدفق مياهه و الذي أصبح مع مرور الوقت ــ كما يقولون ــ يثير في أوساطهم الخوف و الفزع، بالنظر لارتفاع منسوب مياهه كلما تساقطت الأمطار.
السكان قالوا بأن الأمطار الأخيرة غير المسبوقة التي تساقطت على الجهة، زادت من مخاوفهم و أدخلتهم في حالة من القلق و التوتر، خاصة في ظل توقعات بشتاء ماطر، و لاسيما بعدما وقفوا بأعينهم على الوادي في قمة هيجانه.
و حسب ما وقفت عليه “ النصر” ميدانيا، فإن مجرى الوادي أصبح يتقدم كل سنة نحو منازل الساكنة، الذين يمتهنون تربية الماشية و خدمة الأرض، باعتبارها منطقة مشهورة منذ القدم بجودة لحومها و تربتها الخصبة التي تنتج أفضل أنواع الحبوب و التي تتعرض من فيضان لآخر إلى النقصان.
و أوضح السكان، بأن فيضان الوادي يجبرهم على قضاء فترات طويلة من الليل و النهار في حالة تأهب و استعداد، خوفا من أي طارئ قد يحدث في غفلة منهم، لأن الأمر يتعلق بحياتهم و حياة مواشيهم و أراضيهم التي تتعرض للخطر، في ظل عجزهم عن فعل أي شيء قد يجنبهم أخطار الوادي الذي تسبب منذ ظهوره قبل عقود، في اختفاء مساحات فلاحية شاسعة، كانت تنتج كميات معتبرة من القمح و الشعير.
و هو الوضع الذي دفع بالفلاحين المتاخمين للوادي، للعدول عن ممارسة النشاطات الزراعية، خوفا من تعرضها لأضرار فيضانات الوادي، مناشدين السلطات المحلية و محافظة السهوب و محافظة الغابات بالولاية، للتدخل و وضع حواجز حجرية على مصب الوادي، للحد من سرعة مياهه المنهمرة في حالة الفيضان من جهة و استغلال مياهه من جهة أخرى في سقي مزروعاتهم و حيواناتهم، باعتبار أن السكان يشتكون عطشا دائما. و لم يخف السكان أيضا أن وادي غزنتة و أثناء فيضانه، يقف حائلا دون مرور السكان بمواشيهم و مركباتهم، ما يدخلهم في عزلة تامة لعدة أيام.
ع.نصيب