فيما سرقت كميات معتبرة بعد إهمالها

تلف 200 قنطار مـن الزيتون في الطارف
يشتكى منتجو الزيتون بولاية الطارف، تعرض  كميات معتبرة تفوق 200قنطار من المحصول  للتلف، خلال اليومين الماضيين ،بعد أن عجزوا عن تسويقه ، فيما تتعرض حقول للسرقة بسبب تأخر الجني.
وقال بعض المنتجين، بأنهم اضطروا إلى رمي القناطير على ضفاف الوديان وترك كميات أخرى تم جمعها في مكانها، بعد أن تعذر عليهم إيجاد آليات لتسويقها ، أمام العراقيل التي يصادفونها ، ما دفع العديد إلى التخلي والعزوف عن حملة الجني رغم الإنتاج الكبير هذه السنة.
في حين أثار البعض تعرض  محصول الزيتون الذي لم يتم جنيه للسرقة من قبل اللــــصوص وعصابات مختصة تحت جنح الليل ، أين كثفت  العصابات من نشاطها بتحويل كميات لعرضها للبيع بأسواق الولايات المجاورة و على قارعة الطرقات وتهريب كميات أخرى نحو البلد المجاور، ما دفع بعض المنتجين إلى تكليف حراس لحماية بساتينهم  ومحصولهم  من النهب والسرقـــــة.
و أشار ممثل عن المنتجين، إلى أن ظاهرة سرقة وتهريب محصول الزيتون تبقى في استفحال خاصة ببلديات الجهة الجنوبية لدائرة بوحجار والمناطق الجبلية الحدودية كبوقوس ،الزيتونة و رمل السوق حيث تتواجد أكبر المساحات الشاسعة لأشجار الزيتون، أين تمكنت المصالح الأمنية المختصة من إحباط تهريب كميات هائلة كانت على متن مركبتين نفعيتين في طريقهما نحو تونس، و هذا في ظل تأخر عملية جني المحصول و عزوف العديد من المنتجين عن عملية الجني بسبب مشكلة التسويق المطروحة بحدة و التي باتت تهدد مستقبل هذا النشاط  بالرغم من القدرات الكبيرة للولاية في هذه الشعبة، و هذا في غياب استثمارات لترقية نشاط تحويل الزيتون، ذلك أن الولاية تتوفر حاليا على  معصرتين بكل من بوحجار والعصفور تبقى لا تلبي حاجيات المنتجين بالنظر لشساعة المساحة المغروسة و كمية الإنتاج المعتبرة للزيتون بأنواعه ، و هذا أمام وفرة الإنتاج هذه السنة، و الذي فاق كل التوقعات بسبب الظروف المناخية التي ميزت الموسم الفلاحي.
و أكد  رئيس مجلس المهن لشعبة الزيتون  وجود صعوبات تواجه المنتجين في تسويق محصولهم إلى خارج الولاية، أمام ارتفاع تكاليف النقل و لجوء آخرين إلى عرض منتوجهم على قارعة الطريق، وهذا في مسعى لإنقاذ موسمهم و تجنب  تلف المحصول  والإفلاس ، مشيرا إلى حجم الخسائر التي تكبدها المنتجون بعد لجوء العشرات إلى رمي شحنات معتبرة من الزيتون في الأودية و المزابل الفوضوية و التصدق به ، بعد أن تعذر عليهم تسويقه محليا.
وناشد ممثل المنتجين الجهات الوصية التدخل لإيجاد حلول عاجلة لمشكلة التسويق والتي باتت تهدد مستقبل شعبة إنتاج الزيتون مع مطالبتهم بدعم الدولة و قروض بنكية لإنشاء معاصر من شأنها الاستجابة لحاجياتهم في مجال التسويق.
في المقابل، كشفت مصادر مسؤولة بمديرية الفلاحية ، عن عزوف الفلاحين عن  إنشاء  معاصر في إطار الاستفادة من دعم الدولة رغم الحملات التحسيسية التي تقوم بها لحل المشكلة المطروحة، و أضاف المصدر، بأن المعصرتين المتواجدتين بالولاية، من شأنهما استقبال محصول الزيتون بكميات معتبرة ، ناهيك عن الكميات الأخرى الموجهة للتسويق نحو معاصر الولايات المجاورة، أمام وفرة الإنتاج هذه السنة.
و توقعت مصالح الفلاحة، تحقيق وفرة في محصول الزيتون نوعا و كما هذه السنة، بإنتاج أزيد من 70 ألف قنطار بمعدل 20ق/الهكتار على مساحة إجمالية تقارب 15 ألف هكتار، منها 25 ألف قنطار  موجهة للتحويل و هذا بزيادة 20 ألف قنطار عن إنتاج العام المنصرم .
نوري.ح