يعاني تلاميذ المدارس الابتدائية ببلدية الونزة ولاية تبسة من مشكل التدفئة، حيث تأخر تزويد 19 مدرسة بالغاز الطبيعي، فيما ترجع مديرية التربية المشكل إلى حصول تعطلات لأجهزة التدفئة سببها عدم التحكم في عملية تشغيلها.
إحدى المعلمات و هي تتحدث عن هذه الظروف، تقول «إننا نضطر إلى غلق الباب حتى نوفر جوا دافئا»، كما يتمسك التلاميذ بلبس معاطفهم خشية الإصابة بالبرد، في حين يجبرهم معلمون آخرون على خلعها بالرغم من البرد، بينما روت أخرى أن “ التلاميذ لا يركزون خلال شرحنا للدرس، بل ينشغلون بتسخين أجسادهم، في حين لا يجد معلمون آخرون من حيلة غير إجراء عمليات تسخين لفائدة التلاميذ لتقديم الدرس في أحسن الظروف “.
أعضاء لجنة التربية و التكوين بالمجلس الشعبي الولائي، كشفوا عند معاينتهم لوضعية المؤسسات التعليمية ببلدية الونزة، عن معاناة تلاميذ أغلب المدارس الابتدائية من نقص التدفئة، بسبب تأخر عملية ربطها بالغاز الطبيعي و قد احتج المعلمون في عدة مرات على تأخر ربط المدارس بغاز المدينة، مما استدعى تدخل المفتشين و السلطات المحلية لتهدئة الوضع و قدمت لهم وعود بتزويد المدارس بالغاز الطبيعي و لكن لم يتجسد أي شيء على أرض الواقع، حيث أرجعت البلدية سبب عدم تكفلها بمشكل التدفئة، إلى عجزها المالي و ضعف ميزانيتها، كما تشكل عملية تأخر ربط عديد من المدارس بالغاز الطبيعي، هاجسا كبيرا لدى المسؤولين المحليين بالبلدية.
و لا تزال التدفئة بأغلب المدارس لا تفي بالغرض، نظرا لسرعة تعطل المدافئ، كما أن استخدامها مرهون باستعمال مادة المازوت في الحظائر البلدية و تتفاقم أحيانا مشكلة التموين بهذه المادة، حيث تتنصل الجهات الوصية من مسؤوليتها في القيام بالعملية على أكمل وجه.
و تتمثل مشكلة الابتدائيات في الإصلاحات و التهيئة التي تعرفها بعض المؤسسات، للتخلص من المدافئ الفردية و تحويلها إلى مركزية و قد أبدت مديرية التربية لولاية تبسة استعدادها الكامل لتزويد كل المؤسسات التي هي بحاجة إلى التدفئة، سواء عن طريق الغاز أو المازوت، خاصة و أنها تتوفر على مخزون هام من المدافئ.
بينما أرجع رئيس مصلحة البرمجة و المتابعة بمديرية التربية، المشكل الكبير في قضية التدفئة إلى التعطلات المتكررة، محمّلا المكلفين بتشغيل هذه الأجهزة المسؤولية الكاملة، معلقا بأنهم يتسببون في تعطلها، ملحقين خسائر فادحة تقدر بعشرات الملايين و تعتبر بلدية الونزة من بين البلديات المتضررة، خاصة و أن معدل الحرارة فيها يصل إلى تحت الصفر في عزّ الشتاء. مصدر من بلدية الونزة، أكد على أن هناك 19 مدرسة ابتدائية لم يتم تزويدها بالغاز الطبيعي لحد الآن، حيث تعرف أشغال ربطها بغاز المدينة تأخرا كبيرا، بينما تجري الأشغال على مستوى 3 ابتدائيات لإيصالها بالغاز. و قد أرجع المصدر سبب هذا التأخر، لتعطل الإجراءات الإدارية على مستوى مديرية التربية بالولاية، و يأمل أن يتم تدارك هذا الوضع قريبا، مؤكدا على أن البلدية تجد صعوبة كبيرة في توفير التكفل بالمدارس الابتدائية، التي يعاني الكثير منها من نقائص مختلفة، أثرت بشكل واضح على ظروف تمدرس التلاميذ، لاسيما أثناء التغيرات المناخية.
ع.نصيب