350 إصابة باللشمانيا الجلدية خلال شهرين في بئر العاتر
نظم، مساء أول أمس، العشرات من ضحايا « اللشمانيا الجلدية» ببئر العاتر ولاية تبسة، وقفة احتجاجية بالعيادة الصحية متعددة الخدمات بحي الجبل، للمطالبة بتوفير هذا الدواء المفقود لعلاج الداء.
و قد تدخل مدير المؤسسة العمومية للصحة الجوارية الدكتور عبد الحليم قرفي، الذي استطاع احتواء الوضع، بعد أن أكد للمحتجين أنه تلقى وعودا من الصيدلية الجهوية للمستشفيات بعنابة، بتوفير 400 حقنة من الدواء المعروف باسم « قليكونتيم» و كمية أخرى تقدر بألف حقنة من الصيدلية الجهوية بولاية بسكرة. و ذكر المدير لـلنصر، أن احتياجات المؤسسة من الدواء المذكور، تقدر بزهاء 10 آلاف حقنة، لتغطية الحالات المرضية المسجلة.
مصلحة الوقاية بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية ببئر العاتر، سجلت أكثر من 350 حالة إصابة مؤكدة بداء اللشمانيا الجلدية في أوساط المواطنين القاطنين خلال شهري نوفمبر و ديسمبر فقط، فيما ذكر مصدر مطلع للنصر، أن العدد يفوق 600 حالة، ناهيك عن الحالات التي لم يعلن عنها، بالنظر للأعداد الهائلة من المواطنين، الذين يتوافدون يوميا على العيادة المتعددة الخدمات بحي الجبل لإجراء التحاليل المتعلقة بهذا الداء الخطير.
و في ظل تزايد عدد المصابين بهذا الداء، فإن الدواء الموجه لعلاج المرضى قليل جدا و لم يعد يكفي لتغطية احتياجات المصابين، نظرا لعدم توفره على مستوى الصيدلية المركزية للمستشفيات بعنابه، التي تمنح كميات قليلة لا تفي بالغرض المطلوب و كانت المصالح المعنية، قد عملت على توفير كميات معتبرة من الحقن، غير أنها لم تكن كافية بسبب تزايد عدد المصابين من يوم لآخر، في الوقت الذي يحتاج فيه كل مصاب إلى 14 حقنة على الأقل.
و قد زاد غياب الدواء من معاناة المصابين الذين يلجأ الكثير منهم إلى الصيدليات الخاصة لاقتناء الدواء و منهم من يضطر لاقتنائه من تونس، فيما أرجع القائمون على مصلحة الوقاية، أسباب انتشار داء اللشمانيا الجلدية، بعدما عرفت تراجعا محسوسا في السنوات الماضية، إلى عدم جدوى حملات الرش التي تقوم بها بلدية بئر العاتر خلال السنوات الأخيرة، ذلك أن عدد المنازل المعالجة و المعنية بعملية الرش، لا يتم تغطيتها بشكل جيد لأسباب ترتبط بكمية الدواء التي توفرها البلدية و هي كميات ضئيلة لا تغطي احتياجات المنازل التي تم إحصاؤها من طرف مصالح الوقاية.
المؤسسة العمومية للصحة الجوارية ببئر العاتر، تبذل كل ما في وسعها للتكفل الجيد بالعدد الكبير من المصابين بالداء المذكور، حيث قامت بفتح مركز بالعيادة المتعددة الخدمات بحي الجبل، يتواجد به طبيب و ممرضون و مخبري يتكفل بإجراء التحاليل المخبرية مجانا لكل المصابين، للكشف عن الداء، بعد أن كان المصابون يقومون بهذه التحاليل على مستوى العيادات الخاصة، التي تكلف المريض مبالغا لا يستطيع الكثير منهم توفيرها، حيث أن المريض يتلقى جميع الخدمات، انطلاقا من الفحص الطبي و التحاليل، انتهاء بتلقي الحقن.
فضلا عن المتابعة الطبية المتخصصة على مستوى المؤسسة الاستشفائية من طرف طبيبة متخصصة في الأمراض التعفنية، بغرض التكفل الجيد بالحالات الخاصة، لاسيما المرضى المزمنين و الحوامل و كبار السن و الرضّع.
و يؤكد القائمون على مصلحة الوقاية، على أن مواجهة هذا الداء الذي يوصف بالخطير، تتوقف على محاربة ظاهرة تربية الماشية داخل المحيط العمراني و التي تتسبب في نمو حشرة (الفليبتوم) المسببة في الإصابة بالداء المذكور، فضلا على القضاء على انتشار الأوساخ و كثرة الردوم المنتشرة بكثرة.
و شددوا على ضرورة تضافر كل المصالح ذات العلاقة، لمحاربة إرهاب جديد اسمه (اللشمانيا الجلدية)، التي وجدت المناخ المناسب للانتشار و باتت تزحف بسرعة فائقة.
و أكدت ذات المصالح، على أن أي تقصير في الوقوف في وجه هذا الداء، ستنجر عنه عواقب وخيمة و لا يتصور أي كان أنه بمنأى عن هذا المرض الذي يتصيد ضحاياه دون إذن منهم، حيث وقفنا على عائلات بأكملها تعرضت للإصابة بداء اللشمانيا.
ع.نصيب