أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة يتمدرسون في مراكز غير مهيأة
انتقدت، أمس، لجنة الشؤون الاجتماعية بالمجلس الشعبي الولائي بأم البواقي، ظروف تمدرس التلاميذ من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة على مستوى المراكز الثمانية المتخصصة و المخصصة لهم عبر تراب الولاية، داعية السلطات الولائية للتدخل من أجل إيجاد حلول جذرية لبعض النقائص التي رصدتها اللجنة من خلال خرجاتها الميدانية، من جهته كشف مدير النشاط الاجتماعي بأن مصالحه اقترحت برمجة 5 عمليات لفائدة بعض المراكز، سعيا وراء تجاوز بعض النقائص التي تعيق السير الحسن للتكفل بهذه الفئة.
رئيسة لجنة الشؤون الاجتماعية قالي سكينة وفي تقريرها الذي عرضته أمس أمام أعضاء مجلس الولاية الموسع، خلال الدورة العادية الرابعة للمجلس الشعبي الولائي، كشفت بأن عدة مراكز متخصصة بالولاية تعاني نقصا في التجهيزات وظروف غير مناسبة لتمدرس التلاميذ، فعلى مستوى مدرسة الأطفال المعاقين سمعيا بأم البواقي انتقدت اللجنة نقص التجهيزات البيداغوجية وخاصة منها أجهزة تكبير الصوت وكذا تسجيلها نقصا في تجهيزات العيادة على غرار عدم توفرها على ثلاجة لوضع الأدوية، في وقت لا تتواجد فيه مرشات بالمركز، إضافة إلى نقص في أساتذة مادة الفرنسية مع معاينة تراجع في النتائج التربوية لتلاميذ السنة الرابعة متوسط.
أما مدرسة الأطفال المعاقين بصريا التي تستقبل 89 تلميذا، فاتضح بأنها تستقبل تلاميذ من ولايات مجاورة على الرغم من تواجد مؤسسات مماثلة في هاته الولايات، إضافة إلى الوقوف على النقص المسجل في الأساتذة المختصين في عدة مواد تعليمية، واعتماد إدارة المؤسسة في تأطيرها البيداغوجي على حاملي عقود ما قبل التشغيل، كما تعاني المؤسسة من غياب الوسائل البيداغوجية و التعليمية والوجبات الغذائية تقدم للتلاميذ في أواني معدنية في غياب تجهيزات داخل المطبخ، إلى جانب عدم توفر المؤسسة على مقتصد منذ سنة 2016.
تقرير لجنة الشؤون الاجتماعية، عرج على وضعية المركز النفسي البيداغوجي للأطفال المعاقين ذهنيا بأم البواقي، والذي يعاني من غياب طبيب أو ممرض وكذا عدم وجود موظفين دائمين مختصين، إضافة إلى نقص تجهيزات الإعلام الآلي، وكذا نقص التجهيزات البيداغوجية على غرار جهاز «روائز التقويم الشخصي»، أما المركز نفسه بعين البيضاء فيعاني نقصا في التجهيزات البيداغوجية وتراكم النفايات المنزلية التي ترمى من السكنات التي تطل على المركز.
و وقفت اللجنة عند معاينتها للمركز النفسي البيداغوجي للأطفال المعاقين حركيا بعين البيضاء، على عدم توفر مطعم المركز على غرفة تبريد، إلى جانب النقص في التأطير البيداغوجي بسبب غياب مختصين في الأرطوفونيا وعلم النفس، وكذا النقص في التكفل الطبي لغياب طبيب أو شبه طبي.
وبعين مليلة، ذكرت اللجنة بأن المركز النفسي للأطفال المعاقين ذهنيا، يعاني نقصا في التجهيزات البيداغوجية وشبكة الطرقات المؤدية إليه بحاجة إلى تهيئة، أما سور المركز الخارجي فيعرف تراكما للنفايات و الأوساخ، كما يعرف المركز النفسي للأطفال المعاقين ذهنيا بمسكيانة نقصا في التأطير الأمني فالمركز لا يتوفر على خط هاتفي والحراسة لا تغطي كل المركز، وسجل عدم التحاق الأطفال بسبب عدم توفر سائق للحافلة فمن أصل 43 طفلا التحق 19 طفلا فقط. و يعرف المركز كذلك نقصا في التأطير البيداغوجي ونقصا في التجهيزات البيداغوجية وانعدام التدفئة بالمطعم، وكذا عدم استغلال تجهيزات المرقد الجديدة ما يجعلها عرضة للتلف.
أما مركز إعادة التربية بعين مليلة فيعرف هو الآخر عجزا من حيث الإمكانيات المادية، خاصة في التكوين في مجال الحلاقة و الدهن و صناعة الحلويات، و طرح إدارته لمشكلة التكفل الصحي في ظل غياب طبيب وسيارة إسعاف.
مدير النشاط الاجتماعي مبروكي جمال وفي رده على النقاط التي أثارها تقرير اللجنة، بين بأن القطاع استفاد من مبلغ 10 ملايين دينار مخصصة للتجهيزات وهي التي ستصل المراكز في غضون الأيام القليلة القادمة، وبخصوص نقص التأطير، قال إن القطاع يعرف تجميد عمليات التوظيف، مشيرا إلى أن 13 قسما خاصا يضم 52 تلميذا من أصحاب الإعاقات السمعية و الذهنية و أطفال التوحد، تم تجهيزها بوسائل بيداغوجية، موضحا بأن القطاع اقترح تسجيل 5 عمليات لتجهيز بعض المراكز و ترميمها.
أحمد ذيب
