الشــروع في تشميــع شقـــق الـمستفيدين من السكــن بالمدينة القديمــة
شرعت مصالح بلدية عنابة، أمس، بالتنسيق مع مديرية السكن والسلطات الولائية، في تشميع شقق وعمارات المستفيدين من السكنات الاجتماعية بالمدينة القديمة، في إطار البرنامج الوطني للقضاء على السكن الهش، بعد تسليمهم مفاتيح سكنات بالمدينة الجديدة ذراع الريش.
واستنادا لمصدر عليم، فإن عملية إعادة الإسكان بالمدينة القديمة « بلاص دارم» تخضع لبرنامج خاص، من أجل إخلاء البنايات الهشة من السكان و تشميعها، لمنع استغلالها مجددا في السكن و قطع الطريق أمام الأشخاص الذين يحاولون استغلالها للتحايل و الحصول على سكن اجتماعي في إطار البرنامج الوطني للقضاء على السكن الهش.
ومن بين التجاوزات المسجلة في المدينة القديمة استنادا لمصادرنا، قيام بعض أصحاب السكنات الآيلة للانهيار، ممن استفادوا في الحصص الأولى، ببيع شققهم لعائلات أخرى استغلت الوضع للتقدم بطلب الترحيل في إطار البرنامج المسطر للقضاء على السكن الهش، وتمكنت من الاستفادة من سكنات اجتماعية.
وتشير مصادرنا، إلى أن الحصة المعتبرة التي وجهت للمدينة القديمة، هدفها ترحيل جميع السكان القاطنين بالحي العتيق، تمهيدا لإعادة بعث مشروع إعادة الترميم، حيث تعيش العائلات المتبقية من عمليات ترحيل سابقة، وسط خطر الانهيارات التي تُسجل بشكل يومي في فصل الشتاء.
و من خلال عملية الإسكان الواسعة ببلدية عنابة، قررت السلطات المحلية التخلص نهائيا من ملف ترحيل القاطنين في « بلاص دارم» و تحويلهم إلى سكنات لائقة بالأقطاب العمرانية الجديدة.
كما استغلت عصابات إجرامية مختصة في السطو و الاعتداء و ترويج المخدرات و الدعارة، بعض السكنات الشاغرة، فضلا عن عودة منحرفين لم يستطيعوا التأقلم في أحيائهم الجديدة، رغم توفر كل الظروف الملائمة، للعيش بأكثر راحة بعيدا عن الضجيج و الانهيارات المتكررة، كما لم تقم المصالح المعنية بواجبها، في تشميع العمارات التابعة لأملاك الدولة وتسييجها لمنع استغلالها.
و كان مرتادو المدينة القديمة في السنوات الماضية، يشتكون من عصابات سرقة الأموال و الهواتف النقالة تحت التهديد بالسلاح الأبيض.
ويحصي الديوان البلدي لترميم المدينة القديمة بعنابة، حسب مصادر منتخبة، 602 بناية قديمة 44 بالمائة منها تستدعي الترميم و 37 بالمائة تستدعي التهديم.
كما أن 76 بالمائة من مجموع البنايات القديمة بالمدينة العتيقة تابعة لخواص، الأمر الذي يطرح صعوبات على مستوى التكفل بعملية تمويل أشغال ترميم البنايات القديمة من قبل مصالح ديوان الترقية و التسيير العقاري و مديرية الثقافة لتسوية الوضعية الإدارية لجميع السكنات، في ظل غياب مالكيها الأصليين.
وفي سياق متصل، شرع ديوان الترقية و التسيير العقاري في استدعاء المستفيدين من السكن الاجتماعي الذين قاموا بإجراء القرعة في المرحلة الأولى بعد دراسة الاستمارة لاستكمال الإجراءات و تسليمهم مفاتيح سكناتهم و وفقا لتصريح والي الولاية، سيتم إسكان في إطار طي ملف 7000 سكن ببلدية عنابة بداية من أمس، 2143 عائلة للالتحاق بسكناتهم بذراع الريش.
فيما تواصل لجنة السكن توزيع مقررات الاستفادة على 452 عائلة أفرزتها عملية دراسة الاستمارة، لإجراء القرعة بالقاعة متعددة الرياضات براهيمي سعيد ويتعلق الامر بأحياء سيبوس، وسط المدينة، المدينة القديمة، ميناديا، النصر، بني محافر، حقل مارس، ما قبل الميناء و طاباكوب.
حسين دريدح