نظم صباح أول أمس الخميس مستخدمو نقطة المداومة الليلية للصحة الجوارية بالعيادة المتعددة الخدمات بترعي باينان التي تم تنصيبها منذ شهر جانفي الفارط ، وقفة احتجاجية أمام مقر مديرية الصحة والسكان بميلة، بهدف إبلاغ مسؤولها الأول بانعدام شروط العمل الملائمة بالنقطة السالفة الذكر. و طالبوا مدير الصحة بالتدخل قصد تحسين الوضع وتخليصهم من المتاعب التي يجدونها كلما حلت فترة المداومة لكل واحد منهم، مشددين على أن مطالبهم على بساطتها لم تجد آذانا صاغية على مستوى المسؤولين القاعديين بالعيادة المتعددة الخدمات التي تحتضن المداومة أو إدارة المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بفرجيوة، وهذا الذي دفعهم للتنقل نحو ميلة، بعدما تم تجاهل مطالبهم في وقتها وعلى مستوى مسؤوليهم المباشرين مثلما قالوا.
المحتجون وهم ينتسبون لمصالح الكشف بالأشعة، المخبر، والتمريض ويعملون في أيام العمل العادية بهياكل الصحة الجوارية المتفرقة، عبر بلديات مقاطعة فرجيوة، يشكون بعكس الإطار الطبي غياب قاعة بالعيادة المتعددة الخدمات لترعي باينان أو غرفة يستريحون فيها وسرير يستلقون عليه للتخفيف من عناء إجهاد الوقوف خلال أوقات الفراغ ولحظات انتظار وصول حالة استعجاليه طبية ،مشددين على أنه يظلون ملازمين طيلة فترة الليل ملازمين لكراسيهم، فلا مكان لهم غير قاعة العمل التي لا تسمح للنساء خاصة منهن العاملات بمصلحة المخبر الذي يقتصر نشاطه وقتها على المريض الذي يحل بمصلحة الاستعجالات، ويرى الطبيب المداوم حاجته وضرورة القيام ببعض التحاليل له حتى بنزع خمارها للترويح عن النفس فيظل خمارها ملازما لرأسها طيلة فترة المداومة التي تمتد ل 16 ساعة كاملة. ومن المشاكل التي يعاني منها المداومون، هو غياب الوجبة الغذائية التي تساعدهم وتمد أجسامهم بالقوة اللازمة لمواجهة متاعب العمل الليلي و قضاء فترة المداومة في أحسن حال، ناهيك عن افتقارهم للمياه الصالحة للشرب كون الوحدة الصحية يتم تزويدها عن طريق الصهاريج. ويزداد المشكل تفاقما وقت حلول فترة المداومة أيام العطل الأسبوعية وعطل المناسبات الوطنية والدينية ،حيث ينعدم النقل بين مقر بلديات السكن المتفرقة وبلدية العمل، فيظل المكلف أو المكلفة بالمداومة من هؤلاء ينتظرون على قارعة الطريق مع ما يشكله ذلك من متاعب ومخاطر تحرش، وكان يفترض على الهيئة المستخدمة أن توفر النقل للمداوم الملزم بالتواجد في مكان عمله في وقت محدد ومعلوم . مدير الصحة والسكان في تصريح له للنصر ، اعتبر النقاط المطروحة عليه من قبل المحتجين لا تستدعي في حقيقة الأمر تنقل هؤلاء وبمآزرهم نحو المديرية الولائية بميلة، كونها لا ترقى في حقيقة الأمر لمرتبة المشاكل الحقيقية التي تتطلب التدخل، وقد كان يمكن حلها ببساطة عن طريق الحوار بين هؤلاء ومسؤوليهم المباشرين، لأنها غير مكلفة ولا تتطلب الشيء الكثير. و أشار إلى أنه بعدما استمع لممثلي المحتجين وحصر مشاكلهم المطروحة سيتولى الأمر لتصحيح الوقت وإزالة العقبات المعترضة، من خلال دفع المسؤولين المباشرين على هذا المرفق الصحي إلى تحمل مسؤولياتهم في التسيير وحسن التدبير والقضاء على ما من شأنه أن ينغص عمل المستخدمين بتسخير كل الوسائل المتاحة بين أيديهم.
إبراهيم شليغم
