18 شهـرا سجنا نافذا لمتهم باختطاف محام و تهديـده بدفنــه حيّـــا
قضت، في ساعة متأخرة من ليلة أول أمس، هيئة محكمة الجنايات الاستئنافية بمجلس قضاء أم البواقي، بإدانة الشاب المسمى (م.س) في العقد الثالث من العمر بمعية شريكه المسمى (م.ع.ح) بعقوبة 18 شهرا سجنا نافذا، بعد أن تمت متابعتهما بجناية خطف شخص عن طريق الاستدراج، فيما التمس ممثل النيابة العامة توقيع عقوبة 15 سنة سجنا نافذا لكلا المتهمين.
القضية التي نطقت فيها محكمة الجنايات الابتدائية بتبرئة ساحة المتهمين، على خلاف محكمة الاستئناف التي خلصت للحكم السابق، استمرت حتى التاسعة ليلا بعد نحو 10 ساعات من المحاكمة، و التي عرفت حضور العشرات من المنتمين لمهنة المحاماة، لكون الضحية فيها محام معتمد لدى مجلس قضاء أم البواقي، وتعود وقائع القضية لليلة العاشر من شهر مارس من السنة الماضية، عندما اتصل المتهم الرئيسي (م.س) وهو صاحب محطة وقود على الطريق بين مدينتي الضلعة ومسكيانة، بصديقه المحامي المسمى (م.م.أ) في حدود الساعة التاسعة ليلا، موهما إياه بأن له قضية على مستوى الغرفة العقارية بمحكمة مسكيانة وطالبا الدفاع عنه فيها لصالحه، لينقل المتهم الضحية المحامي الذي كان ينتظره بجانب مقر المحكمة الابتدائية بمسكيانة على متن سيارته من نوع «باسات» متوجها صوب مدينة الضلعة، قصد تبادل أطراف الحديث على طول الطريق، غير أن المتهم توجه بمركبته صوب مدينة الضلعة، أين نقل الحارس الليلي بمحطة الوقود قيد الإنجاز، وهو المتهم الثاني في القضية الذي كان برفقتهما على متن السيارة، ليتوقف في إقليم مشتة عرقوب الطين، موهما الضحية بأن سيارته لحق بها عطب، غير أن المتهم الرئيسي عاتبه على دفاعه عن طليقته المسماة (ب.س) ضده و هو الذي يعتبره صديقه.
المتهم الرئيسي توجه بعدها بحسب تحريات عناصر الدرك الوطني ليقتني زجاجات خمر، لتتصل لحظتها طليقة المتهم الرئيسي في حدود العاشرة ليلا بالمحامي الضحية، ليتفاجأ المتهم (م.س) باتصال طليقته التي تعرف على صوتها بصديقه المحامي، ليدخل حينها الطرفان في ملاسنات حادة كشفت على تواصل الطليقة مع المحامي لمرات عديدة و عبر الرسائل النصية على تطبيق «الماسنجر»، وهو ما أثار حفيظة المتهم الرئيسي الذي اعتدى على المحامي بالضرب، وكانت الطليقة على تواصل هاتفي مع المحامي الذي قام المتهم بحفر ما يشبه قبرا مهددا إياه بدفنه حيّا، واتصلت الطليقة بعد ذلك بالرقم الأخضر للدرك الوطني مبلغة عن تعرض المحامي للاعتداء على يد طليقها.
وتقدمت من جهتها عائلة المحامي ومقربين منه من فرقة الدرك الوطني ومقر أمن الدائرة، مبلغين عن تعرض المحامي للاختطاف من طرف الجاني، غير أن الأخير أنكر أمام هيئة المحكمة الاستئنافية اختطافه للمحامي الذي خرج معه على متن المركبة بمحض إرادته، مبينا بأنه وبعد أن أنهى الحديث مع الضحية نقله لسيارة أفراد عائلته التي كانت تنتظره أمام فرقة الدرك الوطني، واعترف المتهم بأن المناوشات الخفيفة التي حصلت بسبب ما وصفه خيانة المحامي لصداقتهما وقيامه بربط علاقات مع طليقته دون علمه.
و أنكر المتهم الثاني الجرم المنسوب إليه، مشيرا إلى أنه في طريقه إلى محطة وقود المتهم الأول أين يعمل حارسا ليليا، مبينا بأن المحامي كان ينتظره بجانب مقر محكمة مسكيانة ودخلا بعدها في مناوشات بسبب رسائل قصيرة تبادلها المحامي مع طليقة المدعو (س.م)، وكشف المحامي الضحية الذي كان غائبا في جلسة المحاكمة الابتدائية بأن المتهم الرئيسي حاول دفنه حيا، وهدده بخنجر بعد أن اعتدى عليه بالضرب، وأنكر المحامي اتصاله بطليقة المتهم الرئيسي، مشيرا إلى أنه لما كان في سيارة المتهم كان طليقته تتواصل معه على رقم هاتفه، معتبرا بأن العلاقة التي تربطه بالطليقة هي علاقة محام بزبونه.
و أنكر المحامي ما ذكره عديد الأطراف حول قيامه بفتح مكتب مواز بالضلعة باسم محام آخر على خلاف ما تنص عليه قوانين مهنة المحاماة، وأشار الضحية إلى أن الطبيب الشرعي منحه شهادة عجز عن العمل قدره 8 أيام بسبب الضربات التي تعرض لها، من جهتها تراجعت طليقة المتهم الرئيسي (ب.س) عن تصريحاتها السابقة، مبينة بأنها أدلت بالتصريحات السابقة و كانت تحت تهديد المحامي.
أحمد ذيب