مضطرب يقتل جاره طعنا بسبب الوسواس في عنابة
قضت هيئة محكمة الجنايات بعنابة، أمس، بعد المداولات في قضية قتل كهل بحي الحروشي ببلدية عين الباردة بعنابة، ومحاولة قتل ابن الضحية أيضا، بتحويل المتهم إلى مستشفى الأمراض العقلية ابو بكر الرازي، بعد ثبوت إصابة الجاني (ق.م 61 سنة) باضطرابات عقلية و وسواس، أسفرت عن قتل جاره باستخدام خنجر بطريقة بشعة. و كان ممثل الحق العام، قد التمس في حق الجاني عقوبة 15 سنة سجنا نافذا، عن جناية القتل العمدي.
تعود وقائع القضية إلى تاريخ 2 أوت من سنة 2011، عندما تلقت فرقة الدرك الوطني بعين الباردة مكالمة هاتفية من طرف أحد المواطنين، مفادها وقوع شجار بالأسلحة البيضاء بحي الحروشي بين عائلتي (ق.م) و عائلة (ر.ا.ش)، و عند انتقال رجال الدرك إلى مكان الحادث و جدوا الضحيتان (ر.ا.ش) و ابنه (ر.ع.ا) قد تم نقلهما إلى مستشفى عين الباردة، ثم إلى مستشفى ابن رشد الجامعي، لتلقيهما العلاج نتيجة تعرضهما للطعن بواسطة سكين من طرف المتهم (ق.م) المدعو لخضر، الذي تم توقيفه و حجز أداة الجريمة المتمثلة في سكين، و في حدود الساعة العاشرة ليلا من يوم وقوع الجريمة، لفظ الضحية (ر.ا.ش) أنفاسه بالمستشفى الجامعي، متأثرا بالجروح البليغة التي تعرض لها، في حين غادر ابنه (ر.ع.ا) في نفس اليوم بعد تلقيه العلاج.
و حسب ما جاء في بيان الوقائع، فإنه و لدى سماع المتهم (ق.م)، أكد على أنه أمسية الوقائع حوالي الساعة السابعة، بينما كان بداخل منزله الكائن بقرية الحروشي، سمع ضجيجا بدكانه الذي يعمل فيه ابنه كحلاق، فقام مباشرة بحمل قضيب حديدي و خرج قاصدا محله أين وجد المدعو (ج.م) يتلفظ بكلام قبيح، هذا الأخير و عند مشاهدته يحمل القضيب الحديدي، ركب سيارته متوعدا إياه بإحضار إخوته بعد لحظات حضر رفقة أخيه (ج.ك) المدعو كرمة و بيده عصا، أما المسمى (ق.م) فقد كان يحمل بيده سكينا، حينها تدخل جمع من مواطني الحي و فكوا النزاع، ثم انصرفا الأخوين ليلتحق بهما المتهم (ق.م) و بيده سكين و في طريقه تصادف مع المسمى (ر.م) هذا الأخير استفزه و ضحك عليه، فأكمل سيره بالشارع ليلتقي بالمسمى (ر.ا.ش) فقام بالبصق عليه و نظرا لوجود عداوة سابقة و كراهية بسبب الشكوك التي تراوده بأن الضحية (ر.ا.ش)، له علاقة مع زوجته أفضت إلى طلاقهما، مباشرة أشهر في وجهه السكين فلاذ بالفرار، ليلتحق به و يطعنه على مستوى البطن ثم فر هاربا إلى منزله، و أكد على أنه لا يعلم بأنه قد أصاب الضحية (ر.ع.ا) لأنه كان في حالة هيجان وهي نفس الأقوال التي أكدها أمام هيئة محكمة الجنايات، مصرحا بأنه يعاني من اضطراب عقلي و ليس في كامل قواه العقلية.
من جهته أكد الضحية (ر.ع.ا) أمام قاضي محكمة الجنايات، على أنه بتاريخ الحادثة كان فوق سطح المنزل، فشاهد المتهم يحمل سكينا و يجري خلف أبيه فنزل و اتجه إليه مسرعا لنجدته و عندما وصل وجده قد تعرض لطعنتين بالسكين و كانت بطنه مفتوحة و أحشاؤه بارزة، فأمسك بيده لكن المتهم ضربه أيضا بالسكين على صدره، مضيفا بأنه لا يوجد أي نزاع بينهم .
حسين دريدح