منيت تجارب صرف المياه الجوفية تحت سطح الطرقات، باستعمال تقنية «جيوتاكستيل»، بالفشل في بعض مواقع الانزلاقات الأرضية على الطرقات الكبرى بقالمة و أصبح المهندسون أمام خيارات صعبة للبحث عن تقنية بديلة لوقف حركة الطبقات الأرضية الهشة و حماية الطرقات من مخاطر التصدع و الانهيار التي ظلت تلاحقها على مدى سنوات طويلة، ملحقة خسائر مادية كبيرة بقطاع الأشغال العمومية.
عاد المهندسون أخيرا إلى تقنية الجدران الخرسانية العملاقة لتثبيت الطبقات الطينية و منعها من التحرك و تدمير مقاطع من الطرقات ذات الكثافة المرورية العالية و في مقدمتها الوطني 20 بين مجاز عمار و رأس العقبة، المحور الأكثر تضررا من الانزلاقات، بالنظر إلى الطبيعة الجيولوجية الهشة للمنطقة التي تنام على منابع مائية جوفية تنشط كل شتاء و تجرف كتلا طينية عملاقة باتجاه المنحدرات الحادة. و بالرغم من تكلفتها المالية الكبيرة، فإن الجدران الخراسانية العملاقة، قادرة على وقف الانزلاقات و تثبيت مقاطع الطرقات الواقعة فوق الطبقات الهشة، كما يقول المشرفون على صيانة شبكة الطرقات بقالمة، و تستند هذه الجدران السميكة على قواعد متينة على عمق كبير تحت سطح الأرض و هي مسلحة بقضبان معدنية قوية تدعمها خرسانة ذات تركيز كبير، لا يختلف عن تركيز خرسانة السدود و الجسور العملاقة.
و إلى جانب هذه الجدران الصلبة، يجري المهندسون تجارب على نوع آخر من جدران الإسناد، لوقف الانزلاقات الأرضية على الطرقات الثانوية و تعتمد هذه التجارب على القضبان المعدنية الغائرة في عمق الأرض، مشكلة ما يشبه الجدار المتماسك و القادر على تثبيت سطح الطريق و حمايته من مخاطر الانهيارات المتسمرة. ويعول قطاع الطرقات بقالمة، على تقنية الجدران الخرسانية و المعدنية لصد ظاهرة الانزلاقات التي ألحقت خسائر كبيرة بشبكة الطرقات المحلية و تسببت في قطع حركة المرور تماما بعدة طرقات في السنوات الأخيرة.
و قال مهتمون بقطاع الطرقات في قالمة، بأن ما تم إنفاقه من أموال على إصلاح أضرار الانزلاقات الأرضية، كان كبيرا و ربما يكفي لبناء مقاطع جديدة بعيدا عن المواقع الهشة و لم تتمكن تجارب صرف المياه الجوفية و بناء جدران الإسناد الحجرية، من التحكم في حركة الطبقات الطينية و ظلت مجرد حلول مؤقتة تستهلك الجهد و المال كل شتاء.
فريد.غ