شكلت مديرية الصحة بولاية برج بوعريريج خلية يقظة، بعد تسجيلها لخمس وفيات بين الأطفال الرضع و أزيد من 100 حالة إصابة بداء الحصبة المعروف لدى العامة بمرض البوحمرون، حيث شهدت مختلف المؤسسات الاستشفائية توافد عشرات المرضى المصابين بهذا الداء.
و أكدت مصادرنا، على أن السلطات الولائية أمرت بتشكيل خلية يقظة لمتابعة الوضع، في ظل التزايد في عدد الحالات بين الأطفال، خاصة الرضع منهم، حيث أحصت اللجنة لحد الآن، تسجيل خمس وفيات بين الأطفال الرضع الذين تقل أعمارهم عن 12 شهرا، في حين استقبلت مصالح الاستعجالات بالمؤسسات الاستشفائية و بالأخص مستشفى لخضر بوزيدي و مستشفى مجانة، عشرات الحالات خلال الساعات الفارطة، ليصل العدد الإجمالي للمصابين بهذا الدماء المعدي، حسب مصادر موثوقة، إلى أزيد من 100 حالة، من بينهم أطفال رضع و حتى شباب تفوق أعمارهم الـ 25 سنة، منذ بداية ظهور أولى الحالات مع بداية شهر فيفري.
و أشارت ذات المصادر، إلى للتكفل بجميع المرضى، حيث غادر أغلبهم المستشفيات و المراكز الصحية، في حين لا يزال حوالي 15 مريضا يتلقون العلاج و تحت الرقابة الطبية، كما سارعت مديرية الصحة إلى الشروع في العمل الوقائي بالتنقل إلى عائلات المرضى و المحيطين بهم، لأخذ العينات و تحويلها إلى المخبر، فضلا عن إطلاق عمليات تلقيح مست حوالي1420 شخصا من محيط المصابين بالداء.
ذات المصادر، أكدت على أن السلطات الولائية أعطت تعليمات لمديرية الصحة لمتابعة الوضع عن كثب و تدعيم المراقبة الوبائية و استنفار الطواقم الطبية بالمستشفيات و مصلحة الأوبئة، مع الإعلان عن الحالات المسجلة في حينها و الإسراع في التدخل و تقديم العلاج اللازم، بالإضافة إلى فتح تحقيق في هذه الحالات للوقوف عند أسبابها و لتفادي انتقال العدوى و تسجيل حالات أخرى خلال الأيام القادمة.
و رجحت مصادر طبية، أن تعود هذه الحالات بالنسبة للأشخاص البالغين و للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن العام، إلى إهمال حملات التلقيح و التطعيم ضد الأمراض و الأوبئة، ناهيك عن قيام بعض العائلات قبل سنوات بمقاطعة حملات التلقيح، بعد انتشار إشاعات مفادها جلب لقاحات منتهية الصلاحية وأخرى تتسبب في التشوهات، ناهيك عن تداول إشاعات حينها، بلغت حد التخويف من استعمال لقاحات قاتلة، ما جعل العديد من العائلات تفضل مقاطعة حملات التلقيح، لتظهر سلبيات مثل هذه التصرفات و الحملات الدعائية المغرضة بعد سنوات.
تجدر الإشارة، إلى أن مرض الحصبة ( بوحمرون)، هو داء حاد و معدي يصيب الأطفال و يسبب لهم مضاعفات قد تؤدي إلى الموت في حال عدم التدخل و التكفل الصحي اللازم و تظهر على المصاب بهذا الداء أعراض الحمى المصحوبة بالرشح و السعال و الرمد مع ظهور طفح على الجلد، كما أنه يعد من أكثر الأمراض انتشارا في مرحلة الطفولة و قد يصيب الكبار أيضا. ع / بوعبدالله