يطرح سكان أرياف بلدية الشريعة ولاية تبسة بقوة، مشكلة انعدام وسائل النقل الريفي العمومي، باستثناء سكان مشتتي عبلة و أولاد ذياب اللتين تتوفر بهما حافلة نقل عمومي.
حيث أدى عدم توفر وسائل النقل العمومية و انعدامها في تسلّط فئة من أصحاب السيارات النفعية «الفرود»، الذين أصبحوا يفرضون منطقهم على هؤلاء الفلاحين، الذين لا حول لهم و لا قوة لهم.
سكان الأرياف تأسفوا لغياب تدخل الجهات الرسمية ممثلة في البلدية و الدائرة و كذا هيئات و منظمات المجتمع المدني، التي يقولون بأنها لم تقم بأي مبادرة تساعد على تخليص سكان الأرياف من الأزمة ، الذين يتشكل أغلبهم من الفلاحين الصغار و مربي الماشية، الذين يتسوقون يوميا إلى مدينة الشريعة لقضاء حاجياتهم، فهم في تنقل مستمر و دائم بين المدينة و مساكنهم التي تقع بمختلف المناطق الريفية النائية.
و قد تجبرهم الظروف بين الفينة و الأخرى أثناء نقل مرضاهم إلى المصحات أو العيادات الخاصة بالمدينة، على كراء سيارة «فرود» ذهابا و إيابا بمبلغ لا يقل عن ألفي دج و تلك أكبر مشكلة يعاني منها سكان الأرياف المتواجدون بإقليم بلدية الشريعة، الذين ارتبطوا بأراضيهم بعد أن استفادوا خلال الـ20 الأخيرة من مساكن ريفية محترمة مزودة بالكهرباء، غير أن غلاء تسعيرة التنقل أمام انعدام وسائل النقل العمومية الريفية فسح المجال واسعا أمام أصحاب سيارات الفرود، لكي يحددوا بأنفسهم تسعيرة خيالية.
فعلى سبيل المثال، يذكر المعنيون تحديدا الطريق أو المسلك الريفي الرابط بين الحجرة أم ناب و الشريعة و الذي تم تعبيده خلال سنة 2004، و بعد سنتين من ذلك أصبح مهترئا، حيث تآكل الزفت و تشققت قشرة الطريق الذي لم يعد صالحا لسير المركبات بمختلف أنواعها ، و عليه فقد قام أصحاب سيارات « الفرود» برسم الزيادات الخيالية المتعلقة بتسعيرة النقل من و إلى المدينة، حيث يتم نقل الشخص الواحد من مسكنه إلى الشريعة إلى ذراع الصفية بمبلغ 100 دج للشخص الواحد. و في نفس الوقت، يتم نقل أسطوانة غاز البوتان هي الأخرى بمبلغ 100 دج، علما أن التنقل في سيارة أجرة من الشريعة إلى مدينة تبسة محدد بسعر 100دج، بمعنى أن المسافة من تبسة إلى الشريعة البالغة47 كلم، يساوي سعرها سعر الراكب في سيارة «الفرود»، التي تنطلق من الشريعة إلى ذراع الصفية على بعد 7 كلم بسعر 100 دج، في حين أن سيارة الأجرة تسدد جميع الضرائب المفروضة عليها. و أمام هذا الوضع المزري، يلتمس سكان الأرياف من السلطات المعينة و الوصية التدخل الفوري، لرفع الغبن عن سكان الأرياف، الذي يمارسه أصحاب سيارات «الفرود» دون حسيب أو رقيب، و الذين يفرضون تسعيرات خيالية على سكان الأرياف. ع.نصيب