زيادات تفوق 50 بالمئة في أسعار كراء المحلات في علي منجلي بقسنطينة
ارتفعت أسعار كراء المحلات في المدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة، بنسب فاقت 50 بالمئة، حيث أصبحت تتراوح بين 6 ملايين سنتيم شهريا بالأماكن متوسطة المردودية، و 30 مليونا بالمراكز التجارية، فيما بلغ ثمن بيعها في حي «كوسيدار» مليار و300 مليون سنتيم، و هو ارتفاع يرجع بالأساس إلى الطلب الكبير على هذه المحلات بمدينة تشهد توسعا عمرانيا متسارعا و تطورا سكانيا كبيرا،
ما حوّلها إلى القبلة الأولى للتجار من داخل الولاية و حتى خارجها، خاصة بعد قرار ترقيتها إلى مقاطعة إدارية منتدبة.
النصر أجرت استطلاعا بمدينة علي منجلي من أجل معرفة أسعار كراء المحلات، و قد كانت البداية من صاحب وكالة عقارية يدعى خالد، حيث قال إن ثمن استئجار محل في مكان منعزل بعلي منجلي ارتفع إلى ما بين 3 و 4 ملايين سنتيم حسب المساحة، بعدما كان لا يزيد عن مليون سنتيم قبل حوالي 5 سنوات، مضيفا أن الأقل ثمنا تقع في الوحدة الجوارية 6 وتحديدا داخل حي «أوبيالاف»، كما تتوفر بعض المحلات التي تعتبر في متناول التجار على مستوى الطريق الرئيسي المحاذي لعمارات «جيكو» وذلك لعدم استغلالها جميعها، ما جعل الإقبال عليها ضعيفا.
10 ملايين فما فوق للظفر بمحل بمحاذاة «المول»
وترتفع أسعار كراء المحلات كلما اقتربنا من المراكز التجارية، حيث بلغت في حي دمبري القريب من «الرتاج مول» 10 ملايين سنتيم فما فوق، وذلك حسب المساحة، ورغم هذا فإن كل المتاجر محجوزة ولا توجد أي منها شاغرة. كريم و هو صاحب كشك متعدد الخدمات بمحاذاة «المول»، أخبرنا أنه يكتري محله قبل حوالي 6 سنوات، وحينها كان الثمن لا يتجاوز 3 ملايين سنتيم، ليرتفع إلى 5 ثم إلى 10 ملايين هذا العام، أي بزيادة تفوق 50 بالمئة، معترفا في الوقت ذاته أن نشاطه التجاري ارتفع كثيرا، حيث ذكر بأنه يقوم بدفع مقدّم كراء لعامين، وبالتالي يجب عليه توفير ميزانية كبيرة عند نهاية كل سنة، و أضاف كريم بأنه لا يملك حلا آخرا سوى تجديد العقد في كل مرة، وذلك للمحافظة على الزبائن الذين يقصدونه منذ سنوات، إذ يرى بأن ثمن الإيجار في كامل مدينة علي منجلي مرتفع.
و بالمركز التجاري «رتاج مول» الذي يعد القبلة الأولى للمواطنين في علي منجلي، تحدثنا مع أحد التجار الذي أكد لنا أن ثمن الكراء مرتفع ولكنه يتماشى مع الخدمات المتواجدة من نظافة وأمن، مضيفا أن النشاط التجاري بهذا المكان يعتبر الأفضل بكامل المدينة، أما عن قيمة الإيجار فقد رد بأن هناك من يدفعون 30 مليون سنتيم للشهر الواحد، لكن الأسعار تختلف حسب مساحة المحل، على اعتبار أن عملية الدفع تكون مقابل استغلال المتر المربع الواحد.
و بوسط مدينة علي منجلي وتحديدا بالمحلات الواقعة أمام مختلف المراكز التجارية، على غرار «رتاج 1» و «سان فيزا» و»لاكوبول»، وجدنا أن أسعار الكراء التهبت كثيرا، بعد أن كانت تلك المحلات مهجورة ولا تعرف أية حركية تجارية قبل 6 سنوات فقط، حيث أصبحت قيمة كراء متجر محاذ لسوق «رتاج» كان يستأجر في السابق مقابل 4 ملايين، تتراوح من 7 إلى 9 ملايين سنتيم شهريا، بينما تصل في تلك المقابلة لـ «سان فيزا» و»لاكوبول» إلى حوالي 7 ملايين سنتيم، أما المحلات الموجودة مقابل المؤسسات العمومية على غرار سونلغاز و البريد، فإن ثمن استئجارها لا يقل عن 6 ملايين، حيث تستغل جلها في نشاط الأكلات السريعة وبيع الألبسة سواء الرجالية أو النسائية أو المخصصة للأطفال.
متوسط الإيجار 6 ملايين والتسبيق بسنة على الأقل
واصلنا طريقنا باتجاه محلات حي كوسيدار، الذي اشتهر ببيع الملابس الرجالية، وتحول لقبلة كل الشباب المهتمين بآخر صيحات الموضة، حيث أخبرنا عمر، و هو مالك أحدها، أن ثمن شراء المحلات في ذات الحي لا يقل عن مليار سنتيم، بعد أن تحول إلى مقصد للعديد من التجار، مضيفا بالمقابل، بأن النشاط التجاري كان جيدا قبل أشهر، لكنه انخفض كثيرا في الآونة الأخيرة بسبب الركود في مشاريع البناء وغيرها، ما جعل الشباب الذين تعودوا على العمل في هذه الورشات، يعيشون حالة بطالة وهم أبرز زبائنه في الأساس.
و في محل آخر يقع بالجهة المقابلة أخبرنا صاحبه المدعو عصام، أن ثمن الكراء في حي «كوسيدار» ارتفع كثيرا رغم أن النشاط التجاري في تراجع مستمر، حيث أوضح أن متوسط الإيجار هو 6 ملايين سنتيم، ولكن يوجد، حسبه، من استأجر محلات ذات مساحة كبيرة وصل ثمنها إلى 12 مليون سنتيم، مضيفا أن عملية الدفع تكون بتسبيق عام على الأقل، كما يضطر كل مقبل على ممارسة تجارته إلى إدخال التعديلات الضرورية والمناسبة للنشاط على الدكان، إضافة إلى عمليات التزيين من دهن وغيرها.
وجدنا أيضا محلا تقارب مساحته
60 مترا مربعا كان فارغا من أية سلعة، و لدى التحدث إلى صاحبه علمنا أنه كان يستغله ككشك متعدد الخدمات، لكنه قرر عرضه للبيع، وعن السعر رد محدثنا بأنه تلقى اقتراحا بالبيع بقيمة مليار سنتيم، غير أنه رفضه لأنه يريد مبلغ مليار و300 مليون سنتيم على الأقل، مبررا ذلك بأن هذا السعر عادي مقارنة بأثمان المتاجر الواقعة في أماكن منعزلة، ليضيف أن بعض تلك المجاورة له بيعت بأكثر من مليار و500 مليون سنتيم.
تجار وسط المدينة و تاجنانت سبب الارتفاع!
سألنا بعض التجار عن سبب الارتفاع الجنوني في أسعار اكتراء أو شراء المحلات، فأرجعه جلهم إلى زيادة الإقبال عليها وخاصة من طرف تجار الجملة القادمين من منطقتي عين مليلة وتاجنانت، حيث أصبح هؤلاء يستغلون، حسبهم، الدكاكين من أجل البيع بأرخص الأثمان، وبالتالي الحصول على زبائن كثر، فعوض أن يتنقل المواطن إلى تاجنانت أصبح يتبضّع من حي كوسيدار من أجل شراء أية سلعة يريدها وبثمن يقل عمّا هو معروض في بقية المحلات.
ويرى أحد من تحدثنا إليهم أن التوافد الكبير من طرف تجار وسط مدينة قسنطينة، الذين يلتحقون تباعا لمزاولة تجارتهم في علي منجلي، تسبب أيضا في ارتفاع الأسعار أمام كثرة الطلب، بينما قال رمزي و هو أحد التجار القادمين من وسط المدينة وتحديدا من حي بلوزداد «سان جان»، إنه ملّ من اكتراء محله بمبلغ لا يقل عن 14 مليون سنتيم مقابل مردودية محدودة، وهو ما جعله يفضل التحول للعمل في علي منجلي بما أن السعر هنا أقل بكثير مقارنة بعاصمة الولاية، كما أن النشاط التجاري يفوق، حسبه، 4 أضعاف عما كان يحققه في متجره السابق لبيع الألبسة الرجالية، مضيفا أن سكان المدينة الجديدة مهتمون كثيرا بشراء الألبسة خاصة وأن نسبة النمو السكاني بها في تطور كبير، من خلال سلسلة الترحيلات الأخيرة بما يعني تواجد أكبر عدد ممكن من الشباب على مستواها.
ركود لم يمنع التهاب الأثمان
وأضاف تاجر آخر متخصص في بيع الألبسة، أن سبب الإقبال الكبير على المحلات في علي منجلي خصوصا وبقسنطينة عموما، هو رغبة الشباب في القيام بنشاط تجاري يجنبهم البطالة، فأصبح كل فرد منهم يحلم بفتح دكان يتمثل في هاتف عمومي أو كشك متعدد الخدمات أو للألبسة، مضيفا أن بعض التجار لا يحققون أي ربح مادي ورغم ذلك لا يتوقفون بل يواصلون تغيير نوع نشاطهم.
وأضاف محدثنا أن بعض الشباب لا يملكون أي مستوى دراسي أو مهنة يشغلون بها وقتهم، وهو ما يدفعهم نحو كراء محلات، ظنا منهم أن التجارة ستدر عليهم أموالا طائلة، ولكنهم يتفاجأون، كما قال، و بعد مرور عام من مزاولتهم النشاط بواقع آخر، مؤكدا أن التجارة في «حي كوسيدار» تعرف ركودا وتقابلها في نفس الوقت زيادة في أسعار الكراء.
وفي وقت يضطر العديد من التجار لكراء محلات بأسعار خيالية في علي منجلي، تبقى العديد منها غير مستغلة، حتى أن عددا منها تعرض للتخريب، وخاصة تلك الواقعة أسفل بعض العمارات على غرار بنايات «جيكو» و «سوريست».
ح.ب