توفي بتبسة، نهاية الأسبوع، المجاهد «زرفاوي علي بن عثمان»، تزامنا مع ذكرى احتفال الجزائر بسبعينية الثورة المجيدة وأحد المجاهدين البارزين في تاريخ الولاية الأولى أوراس النمامشة، عن عمر ناهز 89 سنة. ولد الفقيد سنة 1935، بمنطقة الدّرمون الريفية في بلدية ثليجان بولاية تبسة، وسط عائلة ريفية مشهورة، حيث كانت مقصدا للمحتاجين ومأوى لعابري السبيل، حفظ القرآن الكريم على يد عدة مشايخ، ثم شدّ الرّحال إلى الزاوية التونسية بنفطة التونسية، أين نهل مبادئ اللغة العربية والفقه، ليعود بعدها إلى الجزائر ولما اندلعت الثورة التحريرية، التحق بصفوف المجاهدين، ليعتقل في معركة بولثروث سنة 1956، ثم أطلق سراحه في نفس السنة وقرر الالتحاق بالشهيد جدي علي بن خريف، بجبل أم الكماكم وخاض العديد من المعارك ضد العدو الفرنسي، على غرار معركة أم الكماكم والجديدة والعنق وبعد استشهاد قائده، التحق بالقائد جدّي مقداد، الذي أرسله إلى مجموعة إبراهيم دبيلي، الذي كلفه بمرافقة كل من لعجال مساني وبلقاسم الرشاشي، بحماية المسؤولين المدنيين العائدين من تونس إلى أرض الوطن وقد تلقى الفقيد تكوينا عسكريا بالحدود التونسية وتمت ترقيته على إثرها إلى رتبة ضابط مكلفا بالاستخبارات. شارك الراحل في معارك «جبل إرْقُو الثانية»، «جبل العنق « وكانت أول معركة خاضها كمجاهد مسلح و«جبل لَحْوِيَّةْ» وكان رفقة القائد جدي مقداد في كَمين «عين بوزِخْنينْ» والتي غنم فيها عددا من قطع الأسلحة والذخيرة الحربية، كما شارك في شَنَ هجوم على المركز العسكري الواقع بثليجان و«تازَرْبُونْتْ» و«جبل لِحْمامَةْ» التي جرت على الحدود التونسية و«جبل غيفوفْ»، معركة «جبل بوڤَافِرْ»، معركة «جبل لُخْنِيقْ» بالحدود الجزائرية التونسية ومعركة «عبور خطي شال وموريس» سنة 1960. ومع بزوغ فجر الاستقلال، دخل مع القائد دبيلي إبراهيم إلى الجزائر العاصمة، ليحتفل مع أبناء وطنه باستقلال الجزائر وواصل المسيرة مع الجيش الوطني الشعبي، ليحمل السلاح من جديد لحماية الوطن إبان العشرية السوداء.
ع.نصيب