انطلقت عملية فتح المسالك، لاستخراج رفات شهداء مغارة أولحاج، ببلدية جلال في ولاية خنشلة، بحضور الوالي الذي أشرف على اجتماعات سابقة، تم خلالها التحضير لجميع المراحل واتخاذ التدابير اللازمة لمباشرة العملية التي تدخل في إطار الحماية والمحافظة على رموز الثورة التحريرية المجيدة وتاريخ المنطقة الحافل بالنضال.
وحسب ما علم من مصالح الولاية، فإنه وبناء على مخرجات الاجتماع المنعقد بتاريخ 16 فيفري من السنة الجارية، تنقل الوالي، سليم حريزي، أول أمس، إلى مكان مغارة أولحاج بإقليم بلدية جلال دائرة ششار، بحضور مدراء القطاعات المعنية، أين وقف على انطلاق أشغال فتح المسالك المؤدية إلى المغارة والإطلاع عن قرب على ما تم اتخاذه من ترتيبات لمباشرة عملية استخراج رفات شهداء مغارة أولحاج، تكريما لتضحيات الشهداء الخالدة واستجابة لنداءات الذاكرة الوطنية .
وكان والي خنشلة، قد أشرف على عدة اجتماعات سابقة، من أجل التحضير لاستخراج رفات الشهداء وإعادة دفنهم، مع اتخاذ الاحتياطات اللازمة وتوفير الظروف المناسبة لمباشرة العملية، كما تنقل ميدانيا الى مكان المغارة، رفقة الأسرة الثورية والسلطات الأمنية والعسكرية والمسؤولين المعنيين، لمعاينة طبيعة المنطقة وتشكيل لجنة موسعة تضم مختلف الجهات المعنية، بهدف التنسيق والإشراف على جميع المراحل، للمحافظة على رموز معركة أولحاج التي وقعت سنة 1956 واستمرت ثلاثة أيام كاملة، استخدم الاستعمار الفرنسي خلالها مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة، في محاولة للقضاء على المجاهدين المتحصنين بالمغارة، غير أن صعوبة التضاريس الجبلية وبسالة الثوار، حالت دون تمكن العدو من اقتحام الموقع ولجأ المستعمر في نهاية المطاف، لتفجير المغارة على من فيها، حيث ارتقى 60 شهيدا داخلها حسب الشهادات، فيما كلفت المستعمر عددا كبيرا من القتلى، وصل إلى 500 عسكري، من بينهم ضباط وضباط صف وما يقارب 200 جريح وخسائر في العتاد .
وفي سياق متصل، أفادت مديرية المجاهدين وذوي الحقوق، بأنه وتنفيذا لتعليمات والي خنشلة، في ما يخص متابعة أشغال مشروع إعادة الاعتبار لمقر الولاية التاريخية وتوسيع المركب التاريخي والثقافي «علي سوايعي»، ببلدية لمصارة في إقليم دائرة بوحمامة، فقد قام مدير المجاهدين وذوي الحقوق، علي عبد السلام، بخرجة ميدانية رفقة رئيس قسم التجهيزات العمومية وممثلين عن المجلس الشعبي البلدي بلمصارة، للوقوف على هذا الصرح التاريخي ومتابعة مدى تقدم الأشغال به، حيث تم الاتفاق على إعداد بطاقة تقنية للأشغال المتبقية، كما تمت زيارة للمتحف البلدي، الشهيد، محمد شقرون، الذي استفاد من عملية ترميم وتوسعة لمتابعة مدى تقدم الأشغال، خاصة وأن الوالي تنقل، مؤخرا، إلى مقبرة الشهداء بمنطقة أسول ببلدية لمصارة، أين أعطى تعليمات لإعادة تهيئة المقبرة، مع توسعة وتهيئة المتحف التاريخي، الشهيد، شقرون محمد، والنظر في إمكانية تشييد نصب تذكاري بمنطقة تيتشلت.
وأضاف المصدر، أنه تم تسطير برنامج من طرف مديرية المجاهدين وذوي الحقوق، للقيام بزيارات تفقدية منزلية للمجاهدين وذوي الحقوق، خاصة المرضى والمقعدين، في إطار تنفيذ توصيات الوزارة الوصية، للإطلاع على حالتهم والاطمئنان على صحتهم، مع التكفل الأمثل بانشغالاتهم في إطار الحماية الاجتماعية التي يضمنها القطاع لهذه الفئة وتكريم نضالهم وتضحياتهم من أجل استقلال الوطن .
كلتوم رابية