تخوفات من تأثير الحرارة على المحاصيل الفلاحية ببسكرة
أبدى فلاحون بولاية بسكرة، تخوفات بخصوص تأثير الحرارة المرتفعة على المحاصيل الفلاحية، خاصة الكروم منها، فيما فرض ارتفاعها القياسي حظر التجوال على السكان و خلق أزمة نقل.
و تسببت موجة الحر الشديدة التي تشهدها ولاية بسكرة و ما جاورها، هذه الأيام، في فرض حظر التجول بمختلف المدن والقرى، وسط تحذيرات من آثارها الوخيمة لاسيما على صحة كبار السن و الأطفال الصغار، بعد أن فاقت 48 درجة تحت الظل.
الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، أجبر المواطنين على قضاء حاجياتهم اليومية في الفترة الصباحية، لتفادي أشعة الشمس الحارقة بدء من منتصف النهار إلى غاية السادسة مساء تقريبا و هي الفترة التي لاحظنا فيها انعداما شبه تام للحركة، باستثناء بعض الحالات، حيث يفضل السكان المكوث في منازلهم باستعمال المكيفات الهوائية، في ظل النقص الفادح في المسابح و أماكن الترفيه التي من شأنها الترويح عن النفس.
و في جولة قادتنا إلى بعض أحياء عاصمة الولاية و مدن شتمة و عين الناقة عند الظهيرة، سجلنا حركة شبة منعدمة، حيث خلت الشوارع و الأحياء من المارة، بعد أن أغلقت أغلب المحلات التجارية و المقاهي، الأمر الذي جعل آلاف المتسوقين يجدون صعوبات جمة في التسوق جراء تعمد التجار غلق محلاتهم هروبا من الحرارة الشديدة و هي الفترة من النهار التي خلت فيها جميع الأسواق و نقاط البيع الشعبية من الحركة.
ذات الوضعية دفعت بالمتسوقين إلى قضاء حاجياتهم في الفترة الصباحية تفاديا لأي طارئ، خاصة وأن جل المحلات تفتح أبوابها في حدود الساعة السابعة إلى غاية منتصف النهار، أين تعرف عملية التسوق منحى تصاعدي، بحيث تتشكل طوابير خصوصا أمام محلات الجزارين، المخابز و بائعي الخضر والفواكه وغيرها.
معاناة البساكرة لم تقتصر على التسوق فحسب، بل تشمل قطاعات أخرى بعد أن وجد عشرات المرضى صعوبات في عمليات الفحص و إجراء التحاليل لدى العيادات الخاصة، التي فضل أصحابها أخذ عطلهم السنوية في هذه الفترة من السنة.
كما أن بعض المصالح سجلت تراجعا في أداء خدماتها رغم حاجة المواطن إليها، على غرار مصالح النظافة، حيث سجل تدهور في محيط الكثير من المناطق الحضرية.
و شمل التراجع المسجل في الخدمات بدوره قطاع النقل، حيث يجد مئات المتنقلين على مستوى الخطوط الداخلية خاصة بالجهة الشرقية، صعوبات كبيرة بسبب مشكلة نقص وسائل النقل، حيث ينتظرون لساعات للظفر بوسيلة نقل و التوجه نحو وجهاتهم المختلفة لقضاء حاجياتهم اليومية.
هذه الوضعية جعلت الكثير من المواطنين المضطرين للتنقل، إلى الاستنجاد في غالب الأحيان بسيارات الفرود لتفادي التعطل، الأمر الذي استغله أصحاب السيارات الذين فرضوا أسعارهم في ظل حاجة المواطنين للتنقل.
و في سياق متصل، ضاعفت وضعية محطات التوقف من معاناة المتنقلين الذين اشتكوا مرارا من الوضعية المزرية التي تعرفها المحطات، حيث طالبوا المسؤولين بضرورة الإسراع في تهيئة هذه المرافق الخدماتية بما يسمح لهم بمزاولة نشاطهم في ظروف ملائمة.
و ذكر ناقلون و مسافرون في حديثهم للنصر، أن ظروف عملهم ازدادت صعوبة هذه الأيام، بسبب غياب افتقار المحطات لأدنى المرافق و قالوا في تصريحات لهم، بأنهم ينتظرون من السلطات المحلية الاهتمام بهذه المحطات و بذل قليل من الجهد في سبيل التخفيف من مشاكل المئات من الناقلين الذين يقتاتون من نشاط النقل و الحد من المشاكل التي تواجههم يوميا.
و في المجال الفلاحي ذكر مزارعون للنصر، أن الارتفاع القياسي في درجات الحرارة و استمرارها في الأيام القادمة، من شأنه أن يلحق الضرر بالمحاصيل الزراعية خاصة الكروم بالمناطق التي تعاني من أزمة سقي.
و أجبرت الحرارة المرتفعة الفلاحين و العمال على هجرة أراضيهم و مزارعهم، بالنظر إلى الصعوبة الكبيرة في ممارسة نشاطهم و حسب تأكيدات بعضهم، فإن الحرارة المرتفعة أثرت بشكل سلبي على محاصيل زراعية أخرى تتطلب كميات معتبرة من مياه السقي.
بعد أن أجبرتهم على هجر مزارعهم بعد توقف جميع الأنشطة الزراعية، مفضلين القيام بالعمل فيها ليلا و بورشات الأشغال، لوحظ توقف نشاطات بعضها بسبب هروب العمال خوفا من تعرضهم لضربات الشمس الحارقة، فيما اضطر بعضهم للعمل في الفترة الصباحية بدء من الساعة الرابعة فجرا إلى غاية الثامنة، لتفادي التأثيرات السلبية لارتفاع درجات الحرارة.
فيما أجبرت بعض الأسر الميسورة على الهروب مبكرا إلى المدن الساحلية وبعض المناطق الجبلية الباردة، بحثا عن أجواء منعشة، بعد أن تحولت السكنات خاصة ذات الملكية المشتركة، إلى ما يشبه الأفران، بالنظر إلى طبيعة المنطقة الحارة، الأمر الذي أثر سلبا على صحة كبار السن و الأطفال الصغار الذين وجدوا صعوبات في التنفس، ما زاد من متاعب أوليائهم في ظل غياب مرافق الترفيه. ع/بوسنة