السبت 21 سبتمبر 2024 الموافق لـ 17 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

سكان مدينة بومهرة تحت الصدمة


الغاز يبيد عائلة من 5 أفراد بقالمة
قتل غاز أحادي أكسيد الكربون السام «سي.أو»، 5 أشخاص من عائلة واحدة بمدينة بومهرة أحمد بقالمة ليلة الأربعاء إلى الخميس، في واحدة من أسوأ كوارث الغاز التي تحدث بالولاية بعد كوارث الفوجرول سنة 2004، و المدينة الجديدة وادي المعيز في ديسمبر 2016.  
و قالت الحماية المدنية بأن الضحايا هم الأب 41 سنة و الأم 35 سنة و 3 بنات بين 8 سنوات و 8 أشهر، كانوا جميعا نائمين في شقة بعمارة سكنية جماعية بحي 8 ماي 1945 قبل أن يتعرضوا للاختناق بالغاز المحترق المنبعث من سخان الماء الموجود بالمطبخ.  
و في انتظار ما تسفر عنه التحقيقات، يعتقد أهالي الضحايا و سكان الحي بأن سبب تجمع غاز أحادي الكربون المحترق داخل الشقة السكنية، ربما يعود إلى غلق الأبواب و النوافذ بإحكام، و تشغيل مكيف الهواء في تلك الليلة التي عرفت هبوب عواصف ساخنة و حرارة تجاوزت الأربعين درجة.   
و قد اختفى الضحايا صباح الخميس على غير العادة، و قد اعتادت الزوجة التي تعمل صيدلية على التوجه إلى عملها باكرا لكنها لم تفعل في هذا اليوم، مما أثار انتباه الأهل و الجيران.  
و بعد فشل الاتصالات الهاتفية بالضحايا تم فتح الشقة، و اكتشاف الكارثة و الجثث النائمة بلا حراك، لقد أبادهم القاتل الصامت الذي اعتاد على الفتك بضحاياه في الشتاء، لكنه اختار يوما صيفيا شديد الحرارة هذه المرة ليحذر الناس بأنه يقتل في كل وقت و في كل فصل.  
و من النادر جيدا أن تقع حوادث الغاز بقالمة خلال الصيف، لكن الكارثة هذه المرة كانت ثقيلة في عز الصيف و حرارته التي تجاوزت الخمسين تحت الشمس يوم الواقعة الحزينة.  
و تجمع المئات من سكان بومهرة أحمد، و مدن و قرى مجاورة أمام مسكن الضحايا وسط أجواء يخيم عليها الحزن و الأسى، و حضرت الشرطة و الحماية المدنية لمعاينة جثث الضحايا و نقلتها إلى مستشفى عقبي بمدينة قالمة.  
و قد تجندت جميع الهيئات المحلية، و أنهت كل الإجراءات القضائية و الأمنية و الإدارية في غضون ساعات قليلة، و شيع الضحايا إلى مثواهم الأخير بمقبرة بومهرة أحمد قبل حلول الظلام بمشاركة سلطات قالمة، و الآلاف من المواطنين الذين جاؤوا للتضامن مع أهاليهم، الذين عاشوا أوقاتا عصيبة طيلة يوم الخميس الذي كان شديد الحرارة و شديد الوقع على الجميع.  
و تعد كارثة الغاز التي أودت بحياة 5 أشخاص بمدينة بومهرة أحمد ليلة الأربعاء إلى الخميس، واحدة من بين أربع كوارث غاز تحدث بقالمة منذ 2004، و تخلف حصيلة ثقيلة من الضحايا، ففي 24 ديسمبر 2004 قتل انفجار قوي للغاز الطبيعي بعمارة في حي الفوجرول 14 شخصا و جرح 32 آخرين، و ألحق دمارا هائلا بالعمارة التي بقيت شهادة على مآسي الغاز بقالمة إلى اليوم.  و في بداية شهر مارس 2015 قتل غاز أحادي الكربون السام 4 أشخاص من عائلة واحدة في منزل بمدينة بن جراح الواقعة على بعد 5 كلم غربي قالمة.  
و في السنة الموالية، و في شهر نوفمبر أباد الغاز السام عائلة من 6 أفراد بحي مكبرو بالمدينة الجديدة وادي المعيز الواقعة بالضاحية الجنوبية لمدينة قالمة، في ليلة شديدة البرودة أجبرت الضحايا على غلق كل المنافذ، مما أدى إلى تجمع غاز آحادي الكربون و تمكنه من الضحايا النائمين.و ما تزال الحماية المدنية بقالمة و فرق الإسعاف المتطوعة تخوض معركة ميدانية شاقة للحد من كوارث الغاز الطبيعي، و تدريب السكان على مراقبة التجهيزات التي تشتغل بالغاز، و في مقدمتها المدافئ و سخانات المياه و مواقد الطهي، و اختيار  الأماكن الملائمة لها، و تركيب نظام فعال لصرف الغازات المحترقة إلى الخارج، و كذلك ترك منافذ لدخول و خروج الهواء عبر النوافذ و الأبواب الداخلية.  
و بالرغم من كل ما يحدث من كوارث و عمليات تحسيس و تدريب فإن الغاز الطبيعي و غاز أحادي أكسيد الكربون السام مازالا يقتلان، و يحدثان المآسي بقالمة في الشتاء و الصيف.  
فريد.غ        

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com