سُجل أمس، انقطاع للمياه الشروب عن عدة بلديات وتجمعات سكانية بولاية الطارف، وهو ما أثار حالة استنفار في أوساط المواطنين، الذين سارعوا إلى جلب حاجياتهم من هذه المادة من المناطق البعيدة، وشراء مياه الصهاريج المتنقلة التي ينشط جلها خارج الرقابة الصحية.
وقد أبدى السكان وجمعيات الأحياء امتعاضهم بسبب الانقطاعات المتكررة للمياه، بالشكل الذي نغص عليهم حول حياتهم إلى جحيم، في ظل المشقة و المتاعب التي يصادفونها مع العطش و نقص المياه في هذا الفصل الحار، بالتنقل نحو مناطق بعيدة لجلب هذه المادة الحيوية التي يكثر عليها الطلب في الشرب والاستعمالات المنزلية و التنظيف.
و قالت مصادر مسؤولة بشركة الجزائرية للمياه للنصر، أن قطع المياه مبرمج للانتقال إلى التزود من القناة القديمة بغرض استكمال إصلاح التسربات على مستوى القناة الجديدة ذات قطر 1200 مليمتر، حيث تم إخطار الزبائن في بلاغات وإعلانات على مواقع التواصل الإجتماعي مسبقا، من أجل اتخاذ احتياطاتهم، مشيرة إلى أن عملية القطع مست 8 بلديات ويتعلق الأمر بكل من الطارف، عين العسل، القالة، بوقوس، الزيتونة، بحيرة الطيور، الشط و بن مهيدي، إضافة إلى 5 تجمعات سكانية ثانوية هي الفرين، المطروحة، سيدي قاسي، كبودة و وادي الحوت، حيث أنها تتزود من محطة المعالجة بسد ماكسة.
وطمأنت المصالح المعنية بأن مدة الانقطاع لن تتعدى 24 ساعة، على أن تعود الوضعية لحالتها العادية فور الإنتهاء من الأشغال المبرمجة، التي ترمي لتحسين وضعية تزويد الساكنة بالمياه الشروب نوعا و كما، من خلال تجديد القناة الرئيسية بمحطة المعالجة لسد ماكسة التي كلفت غلافا ماليا قدره 400 مليار سنتيم، حيث سمحت عملية تجديدها باسترجاع حوالي 50 ألف متر مكعب من المياه يوميا، بعدما كانت تضيع في التسربات.
وبخصوص التذبذب و الاضطرابات التي تعرفها بعض البلديات في التزود بالمياه الشروب، أرجعت الجزائرية للمياه ذلك إلى الأعطاب و خاصة مشكلة الإنقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، و التي تتسبب في توقف عملية الضخ على مستوى الآبار ومحطات المعالجة والضخ، مشيرة إلى أنها تعمل بالتنسيق مع مؤسسة سونلغاز لحل هذه المشكلة.
من جهتها قالت مصالح سونلغاز بالطارف، إن انقطاعات التيار تعود إلى تضرر الشبكة الكهربائية جراء الإستهلاك المفرط للطاقة، ما أدى إلى ذوبان الكوابل، مضيفة أنها قامت بتحديد النقاط السوداء لمعالجتها، كما أثارت ذات المصالح «تقاعس» الجزائرية للمياه في تسديد ما عليها من ديون و المقدرة بالملايير، قبل حديثها عن الانقطاعات الكهربائية.
نوري.ح