عاش سكان وسط مدينة عنابة و ضواحيها، وأحياء بلديتي البوني و سرايدي، أزمة تزود بالمياه خلال الاربعة أيام الماضية، شكلت حالة من السخط والغليان لارتفاع حاجياتهم الاستهلاكية من المياه مع عطلة نهاية الأسبوع وارتفاع درجة الحرارة، ما جعل العائلات العنابية تبحث عن مصادر أخرى.
ويستغرب المواطن العنابي في كل مرة، عدم تطابق الواقع مع تطمينات وتصريحات المسؤولين بإنهاء أزمة التزود بالمياه في الولاية صيفا، فالحوادث المتكررة في نقل المياه من سدي الشافية وماكسة وحتى الأعطاب بمحطة المعالجة بالشعبية، تضعه في مأزق كل مرة، ما يصعب عليه التصرف في جو حار بدون ماء في المنزل لأيام متتالية، وحسب تصريح موطنين للنصر، فإن الأزمة لم تنفرج رغم تحسن وارتفاع منسوب السدود.
وأرجعت شركة الجزائرية للمياه، سبب الانقطاع إلى تصليح تسرب هام طرأ على القناة الرئيسية ذات قطر 120 مليمترا، التي تربط محطة المعالجة ماكسة بمحطة الضخ الحنيشات. وحسب الشركة، فقد تم تحويل الماء من القناة الازدواجية القديمة بعدما أصلحت جميع التسربات بالتنسيق بين مديريتي الموارد المائية لعنابة والطارف.
وأوضحت الشركة بأن عملية التحويل انطلقت أمس السبت وتستمر لمدة 24 ساعة، لتفادي الانقطاع التام في التموين خلال إصلاح التسربات، وبالموازاة مع عملية نقل المياه، ستقوم الفرقة التقنية بإصلاح تسرب هام على القناة الرئيسية ذات قطر 1250 مليمترا والممونة للجهة الغربية لمدينة عنابة، أين سيتم وضع فتحة جديدة للضخ على القناة التي تزود حي الريم. وذكرت الجزائرية للمياه بأن التوزيع سيطرأ عليه تغيير إلى غاية انتهاء الأشغال.
وسيزيد استمرار هذا الانقطاع من تعميق معاناة السكان وسخطهم، بعد نفاد كامل مخزونهم من المياه، التي تستخدم يوميا في الأعمال المنزلية، حيث اضطر البعض إلى شراء الصهاريج لملء خزاناتهم، فيما لجأ آخرون إلى المنابع. و تواصل مصالح ولاية عنابة تنفيذ المخطط الاستعجالي للخروج من أزمة التزود بالمياه، حيث تُستكمل أشغال الحفر على مستوى الآبار الجديدة، إلى جانب تأهيل تلك المتوقفة عن العمل بمجموع 27 بئرا بعنابة، بالإضافة إلى تجديد حقل الآبار الموجود بمنطقة الملاحة بدائرة بوثلجة، والذي يضم 32 بئرا.
وكانت ولاية عنابة قد وعدت بأن جميع الآبار ستدخل حيز الاستغلال قبل موسم الاصطياف بطاقة إجمالية تقدر بـ 68 ألف متر مكعب يوميا، غير أن تأخر الأشغال حال دون ذلك. وتوفر آبار الولاية 27 ألف متر مكعب، و تضم آبار بوثلجة التي تدخل في تموين عنابة بالمياه، 30 ألف متر مكعب، فيما ستسمح أشغال إصلاح التسربات عبر مختلف شبكة القنوات الرئيسية والفرعية، باسترجاع 11 ألف متر مكعب، وفي ذات السياق أحصت مديرية الموارد المائية على مستوى كامل تراب الولاية 1300 نقطة تسرب، منها ما سيتم إصلاحها، وأخرى سُطر لأجلها برنامج لتجديد القنوات المتضررة بصفة نهائية، حيث جندت كمرحلة أولية ثلاث فرق تدخل ودعم على مستوى الورشات المفتوحة، وذلك بالتنسيقمع كل من مؤسسة أشغال الري، والجزائرية للمياه والتطهير، لوجود تعقيدات على مستوى الشبكة.
في المقابل يواجه مسؤلوو قطاع المياه والري بالولاية، انتقادات كبيرة من قبل المواطنين وحتى المنتخبين، بسبب التناقض في التصريح بالأرقام و واقع التوزيع، بين البلديات ومؤسسة الجزائرية للمياه، خاصة وأن الولاية تعرف إقبالا للمواطنين في موسم الاصطياف، الذي يرتفع فيه استهلاك المياه بشكل كبير.
حسين دريدح