انطلقت مصالح مديرية التعمير والهندسة المعمارية و البناء لولاية عنابة، في عدة مشاريع تهيئة بأحياء تضم سكنات ريفية، حيث بدأت بحجر الديس وسلمون الهاشمي، وذلك استجابة لمطالب المواطنين بالتكفل بانشغالاتهم المتعلقة بانعدام التهيئة الحضرية و غياب الربط بشبكات الطاقة والمياه، وكذا التهيئة الخارجية.
وتشمل الأشغال حسب مصدر مسؤول، إنجاز اشغال الشبكات الثانوية والرئيسية، و منها قنوات الصرف الصحي و تصريف مياه الأمطار. وسبق لمستفيدين من السكن الريفي الاحتجاج من أجل رفع التجميد عن الإعانات المالية لاستكمال الأشغال المتبقية، و المتعلقة أساسا بالأجزاء المشتركة، كون الحصص السكنية التي انطلقت بها الورشات عبارة عن شقق نصف فردية، مبنية على شكل طابقين، و تنعدم فيها التهيئة الخارجية وتوصيلات المياه القذرة، حيث يصعب على قاطنيها الوصول إلى الحي في فصل الشتاء مع تساقط الأمطار، و يتحول المحيط إلى أوحال وبرك مائية، كما يجد التلاميذ صعوبة في الوصول إلى مقاعد الدراسة، ناهيك عن انعدام مرافق الترفيه.
وعملت وزارة السكن، حسب مصادرنا، على تجاوز عديد الأخطاء التي وقعت فيها، منها البناء نصف الفردي في شكل طابقين، والذي أثبت عدم نجاعته، بعدما تم إنجازه بالقرب من المدن وشوه النسيج العمراني واستنزف المخزون العقاري بمواقع استراتيجية، إلى جانب التراجع على منح رخص إنجاز السكنات الريفية للمقاولات، لعدم التزامها بدفاتر الشروط كما وقع بعنابة، في حين أن ولايات أخرى مجاورة، منحت الإعانات مباشرة للمستفيدين الذين تكفلوا بتشييد منازلهم، و ذلك من خلال صب الأموال حسب وتيرة تقدم الأشغال.
كما أطلقت مديرية التعمير لولاية عنابة، عدة مشاريع تهيئة بوسط مدينة عنابة وأحياء السهل الغربي، إلى جانب استكمال الأشغال التي أطلقت بشوارع رئيسية، حيث تتعلق بانجاز الأرصفة وتعبيد الطرق، بهدف تحسين الوضعية التي كانت تسبب نقطة سوداء للعديد من المواطنين والسكان.
وحسب مصالح مديرية التعمير، فقد أطلقت استشارات لإنجاز مشاريع تهيئة تشمل تصريف المياه القذرة، الأرصفة، ممرات الراجلين، ساحات اللعب، والإنارة العمومية، و ذلك بكل من حي 8 مارس، واد فرشة و حي الريم، ضمن حصص جديدة تشمل أيضا تعبيد الطرق ومواقف السيارات.
وبحي واد الذهب انطلق مشروع هام لتهيئة الساحة الرئيسية، من أجل تحويلها على شاكلة «كور» ساحة الثورة بوسط المدينة، بتخصيص غلاف مالي معتبر، وجعله فضاء لاستقطاب العائلات من أجل النزهة والترفيه، بعد سنوات من الإهمال، كون الساحة تتوسط الشارع الرئيسي، وتقع بمنطقة حيوية تربطها بعدة أحياء، وتؤدي إلى الطريق الوطني رقم 44 وكذا ملعب 19 ماي 56.
و في ذات السياق تجري ورشة واسعة لاستكمال تهيئة الأرصفة بوضع الخرسانة المطبوعة، خاصة بشارعي بوزراد حسين و سويداني، ورغم استحسان المواطنين القيام بهذه المشاريع، غير أنهم عبروا عن عدم رضاهم عن جودة الأشغال، كتلك التي أنجزت بأحياء أخرى، فبمجرد التساقط الغزيز للأمطار، تتآكل حسبهم، طبقة الاسمنت العلوية وتُمحى زخرفة القوالب، ويظهر مباشرة الحصى الخشن، لتتحول الأرصفة إلى حفر مع مرور الوقت، وهو ما وقفت عليه النصر في عدة أحياء منها الشوارع الداخلية لبلعيد بلقاسم، ويطالب السكان من مديرية التعمير فرض المعايير المعمول بها في إنجاز الأرصفة المطبوعة، بإضافة « السيليكون» وغيره من المواد لحماية الطبقة العلوية للاسمنت.
حسين دريدح