شهدت ولاية الطارف ليلة أمس الأول، تساقط أمطار رعدية غزيرة تسببت خلال بضع دقائق، في تراكم المياه عبر عديد الأحياء والطرقات الرئيسية، خاصة ببلديات القالة و بعاصمة الولاية و البسباس و بوثلجة و عين العسل، حيث تحولت شوارعها إلى بحيرات عائمة وغرقت في السيول التي جرفت معها الحجارة، بما فرض شبه عزلة على بعض الأحياء و أعاق حركة المركبات وتنقلات المواطنين، نظرا لارتفاع منسوب المياه.
الأمطار الرعدية التي تهاطلت بكميات معتبرة في ظرف 5 دقائق، خاصة بمدينة القالة السياحية، أربكت السكان والمصطافين الذين سرعان ما اختفوا من الساحات العمومية والمواقع السياحية، و غادروا نحو منازلهم وأماكن إيوائهم بالفنادق و الإقامات العائلية، ما حول الشوارع إلى أماكن خالية، حيث أبدى بعض المواطنين استياءهم لتكرار نفس الوضع كل سنة مع تساقط أولى زخات الأمطار، خصوصا على مستوى الأحياء والتجمعات السكنية، و ذلك أمام اهتراء الوسط الحضري و تدهور حالة شبكات الصرف الصحي و تصريف مياه الأمطار.
من جهة أخرى، خلفت موجة التقلبات المناخية الطارئة، عدة نقاط سوداء خاصة على مستوى محور الدوران لمحطة نقل المسافرين، حيث سجلت بها صعوبة في حركة المركبات نتيجة تراكم المياه الذي حول المكان إلى بحيرة عائمة، أمام عدم قدرة البالوعات على استيعاب كميات السيول المتدفقة، و هو ما أثار حالة من الاستياء والتذمر في أوساط مستعملي الطريق و المارة الذين تعذر على البعض منهم الالتحاق بمنازلهم، بعدما كشفت الأمطار عن مدى هشاشة أشغال التهيئة والتحسين الحضري المنجزة حديثا و التي كلفت أموالا باهظة.
بالإضافة إلى ذلك، سجل تسرب للمياه عبر بعض المنازل الأرضية الفيضية وبالعمارات، بسبب تصدع الكتامة و انعدام و انسداد الشبكات و انفجار قنوات الصرف نتيجة لقوة تدفق السيول، في حين تضرر بعض السكان بكل من بوثلجة و الشط و بحيرة الطيور، جراء الأمطار الطوفانية الرعدية، دون وقوع خسائر بشرية، حيث أتلفت بعض الأغراض المنزلية من أفرشة وأغطية.
و تتكرر هذه المشكلة كل موسم ماطر، جراء الطبيعة الفيضية لعديد البلديات و البناء دون التقيد بالمقاييس التقنية المتعارف عليها، لتجنب مثل هذه الأضرار و المتاعب، فيما تدخلت مصالح الحماية لامتصاص المياه ببعض المنازل عبر مختلف الأحياء، كما شرعت البلديات صبيحة أمس في إزالة المتاريس و الحجارة و الأوحال التي جرفتها السيول من الطرقات و المحاور الرئيسية، وسط مناشدة جمعيات الأحياء، السلطات المحلية بمباشرة عملية تنظيف شبكات صرف المياه تحسبا للموسم الماطر، قبل حدوث ما لا يحمد عقباه.
نوري.ح