زرعت الأمطار الرعدية الطوفانية، التي تهاطلت نهاية الأسبوع على أغلب مناطق ولاية تبسة، حالة من الرعب لدى السكان، لاسيما الذين يقيمون في المنحدرات وبالقرب من الأودية، بعدما عجزت البالوعات المملوءة بالأوحال عن استيعاب السيول، مما جعل مرور المركبات شبه مستحيل ببعض الطرقات، كما هو الحال في بلديات الماء الأبيض، العقلة المالحة، بكارية، مرسط و الونزة.
و قد توقفت حركة مرور المركبات لعدة ساعات بسبب قوة تدفق مياه الأمطار، لاسيما على مستوى الطريق الولائي رقم 1 الرابط بين بلديات بئر العاتر والعقلة المالحة وثليجان والشريعة، و عاش المسافرون لحظات صعبة وخاصة العائلات، إذ منعت المياه مرور ودخول السيارات لارتفاع منسوبها في أغلب المحاور الولائية والوطنية، كما تسربت إلى المباني القديمة.
في المقابل، وضعت الجهات ذات الصلة مصالحها في حالة تأهب، و ذلك بتسخير عتادها و طاقمها البشري تحسبا لأي طارئ، حيث تم امتصاص المياه من عدة مساكن و محال تجارية و إخراج العديد من المركبات التي علقت بالطرقات، كما تدخلت مصالح الحماية المدنية لولاية تبسة مساء الخميس إلى غاية ليلة أول أمس، بإخراج حافلة من نوع «كواستر» لم يكن على متنها مسافرون، و كانت عالقة بواد على مستوى الطريق الرابط بين بلديتي الكويف وبكارية، كما تم امتصاص السيول من 18 منزلا بالكويف وبكارية و العقلة و مرسط، و كذلك الونزة, و أيضا من 14 حيا على مستوى مدينة بئر العاتر و مسجد.
و بلغ منسوب المياه بين 30 إلى 40 سنتيمترا، فيما لم يتم تسجيل أية إصابات وسط السكان، مع إحصاء بعض الخسائر التي لحقت عددا من الفلاحين في بلديات الماء الأبيض و صفصاف الوسرى و مرسط، بسبب كميات البرد ذات الحجم الكبير المتساقطة.
و كشفت الأمطار عن عيوب الطرقات من خلال السيول الجارفة التي أغرقتها في الأوحال، ناهيك عن انسداد قنوات الصرف الصحي و البالوعات، التي تحولت إلى ديكور بعد أن امتلأت بالتراب والأوساخ، رغم محاولات تنظيفها من حين لآخر، و هو وضع يتكرر و يؤدي في كل مرة إلى شل حركة المرور، رغم الأموال التي صرفت على مشاريع حماية المدن من الفيضانات.
ع.نصيب