منح والي قسنطينة، ترخيصا استثنائيا للفلاحين من أجل السقي من مقاطع من الوديان عبر تراب ولاية قسنطينة، فيما ثمنت جمعية السقايين للولاية هذا الإجراء وأكدت بأنه سيقلل من تداعيات التغيرات المناخية، وسيعود بالفائدة على المهنيين والقطاع ككل.
وأكدت مديرية المصالح الفلاحية، بأنه قد تم عقد اجتماع تنسيقي مع مختلف الإطارات والفاعلين في القطاع ، حيث تم التطرق فيه إلى قرار والي الولاية عبد الخالق صيودة و المتضمن الترخيص الاستثنائي الذي يحدد مقاطع الوديان المسموح السقي منها، كما تم من خلاله التقييم الدقيق لمدى تقدم عملية الحرث والبذر تقييم عملية اقتناء البذور و الأسمدة من تعاونية الحبوب و البقول الجافة، فضلا عن تقييم مستوى استعمال بذور المزرعة في الولاية ، فيما وجهت تعليمات بمتابعة هذه الحملة عن كثب، و مرافقة الفلاحين و التصدي إلى جميع العراقيل التي تواجه الفلاحين في الميدان ،و بلوغ الأهداف المسطرة من حيث زراعة المحاصيل الاستراتيجية و المحاصيل الزيتية.
وأوضح ، رئيس جمعية السقايين عبد الكريم لبصير في اتصال بالنصر، أن قرار سقي منتجات قد شمل منتجات فلاحية معينة ويتعلق الأمر بالبطاطا والأشجار المثمرة والقمح والشعير والذرة، حيث ذكر بأنه قد شرع في زراعة 20 هكتارا من البطاطا بعين سمارة، بمحاذاة وادي الرمال كما قام العديد من الفلاحين بحامة بوزيان بزراعة الذرة المخصصة للمواشي والأبقار الحلوب.
ولفت المتحدث، إلى أن هذا القرار شمل مقاطع فقط من واد الرمال من حدود العثمانية إلى عين سمارة، فضلا عن حامة بوزيان، معتبرا أن الإجراء سيعود بالمنفعة على الكثير من الفلاحين وعلى القطاع الفلاحي بشكل عام، داعيا إلى ضرورة مواصلة هذه الإجراءات لاسيما في ظل التغيرات المناخية التي تعرفها المنطقة والجزائر عموما.
وقد كانت التحاليل الخاصة بمحطة التطهير على مستوى حامة بوزيان التي تشرف على تسييرها مؤسسة سياكو، سلبية فقد تمت تصفية المياه وأصبحت ملائمة للسقي، كما تحصلت على شهادة من مخبر خاص ومعتمد، فيما أكد الوالي ، أنه وبعد الاطلاع على نتائج التحاليل الفيزوكيميائية، التي قام بها مخبر سياكو على مستوى محطة التطهير بحامة بوزيان، فإن المياه المصفاة أصبحت صالحة للسقي، ولهذا فقد تقرر منح الموافقة لاستعمالها في الري الفلاحي بالنسبة لمزارعي بلديات الحامة ومسعود بوجريو وبني حميدان.
ويشكل توفير المياه للفلاحين من مصادر مستدامة، مثل الوديان أو المياه المصفاة، أحد المحاور والتحديات لضمان استمرارية الزراعة في ظل التغيرات المناخية، حيث لطالما طالب فلاحو الولاية بضرورة الاعتماد على تقنيات ري مستدامة تقلل من التكاليف والخسائر وتزيد من إنتاجية المحاصيل لاسيما في البلديات ذات الطابع الفلاحي، كما أن استخدام موارد مائية طبيعية محلية يقلل من الضغط على شبكات المياه الموجهة للاستهلاك البشري.
لقمان/ق
