شرعت مؤسسات الإنجاز بمشروع إنجاز الرصيف المنجمي المخصص لاستغلال وإنتاج وتصدير الفوسفات بميناء عنابة، في إنتاج الكتل الخرسانية وكذا تهيئة مواقع وضعها على طول رصيف كاسر الأمواج، حيث يعرف المشروع تقدما هاما، إذ تمت تهيئة أرضية واسعة، من خلال غمر الحوض المائي الأول للبحر بأحجار الرص والحصى ومد الرصيف مسافة معتبرة داخل البحر.
وحسب المعاينة الأخيرة لوالي عنابة، عبد القادر جلاوي، لمشروع إنجاز الميناء الفوسفاتي، فقد جدد ذات المسؤول جاهزية مصالح الولاية لمرافقة وتقديم جميع التسهيلات لمؤسسات الإنجاز والمقاولات، حيث تشرف الشركة الصينية العالمية لهندسة الموانئ على الاشغال الكبرى، ترافقها شركة كوسيدار للأشغال العمومية والشركة الوطنية المتوسطية للأشغال البحرية، هذا التجمع لشركات الإنجاز، يمتلك المؤهلات والخبرة اللازمة في ميدان الأشغال البحرية وهو يحوز على خبرة دولية واسعة، من خلال إنجازه لمشاريع مينائية كبرى، بهدف استكمال أشغال توسعة الميناء والرصيف المنجمي في آجال 24 شهرا، حيث تبلغ مساحة التوسعة 82 هكتارا. ووفقا للمعاينة الميدانية للمشروع، فقد زادت وتيرة الأشغال مع شروع المحطة الخرسانية في إنتاج الكتل الإسمنتية المسلحة، بالإضافة إلى وصول كميات كبيرة يوميا من الحصى والأحجار الكبيرة والتي سمحت بإنجاز حاجز مائي ومنصة مسطحة إسمنتية وشق وتثبيت الرصيف على طول 1600 متر وبعمق 18 مترا، حيث يتوقع إنهاء الأشغال قبل الآجال المحددة.
وسمح التنسيق بين مختلف المصالح، استنادا لمدير إنجاز الرصيف المنجمي، يونسب محمد مهدي، بتسهيل وزيادة حجم تدفق الحصى والرمل إلى موقع الإنجاز بالكمية المطلوبة، مع ارتفاع نسق الإنجاز وزيادة الاحتياجات، كما تم إيجاد حلول للتخلص من الكميات الإضافية من المواد المستخرجة غير الصالحة لإعادة الاستعمال، منها الطين والأوحال، من جهته أعطى، جلاوي، تعليمات لمضاعفة المجهودات وفرق العمل، من أجل إتمام الأشغال المتبقية للمشروع في الآجال المحددة.وحسب، يونسب، فقد تم تخطي جميع العراقيل والمرحلة الأولى، حيث تم الانتقال إلى مرحلة التنفيذ الفعلي وبوتيرة عالية، بعد استكمال الدراسات المتبقية والمتعلقة بتثبيت التربة لتوفير الاستقرار الدائم للهياكل والمنشآت الثقيلة، مشيرا إلى أن تسارع الإنجاز مرتبط بوصول كميات هامة من الحصى من المحاجر، حيث تبلغ احتياجات مشروع توسعة الميناء الفوسفاتي، 20 مليون طن من الحصى، تعمل نحو 400 شاحنة على نقل وتفريغ الحصى في موقع الإنجاز، قادمة من أربع محاجر متواجدة بكل من ولايات (عنابة، الطارف، قالمة وسكيكدة)، يتم التعامل معها حتى لا تتسبب في عرقلة السير وتجنب مرورها على المدخل الشرقي للمدينة والمدخل الرئيسي للميناء التجاري.
ووفقا لذات المصدر، يجري مشروع توسعة ميناء عنابة على 3 مراحل، الأولى تتعلق بإنجاز الرصيف الفوسفاتي والثانية انجاز رصيف البضائع العامة والحاويات، حيث سيمكن ازدواجية الخط المنجمي من تبسة إلى عنابة، ربط المناطق الصناعية بالميناء، لتسهيل عملية التصدير ووصول البضائع المعدة للتصدير عبر السكة الحديدية مباشرة للرصيف والمرحلة الثالثة تخص انجاز مصنع لتحويل الفوسفات على الرصيف المنجمي.
وحسب المصدر، فإن مشروع توسعة الميناء، سترافقه إزالة أنبوب الأمونياك التابع لشركة "فرتيال" والمار بحي سيبوس إلى غاية رصيف الشحن، دون القيام بمشروع جديد لردم الأنبوب المعلق وذلك بإنجاز رصيف جديد مخصص لشركة فرتيال لتصدير وشحن الأمونياك على متن البواخر، بموقع غير بعيد عن المركب الواقع بين سيدي سالم وسيبوس وبشبكة أنابيب جديدة تستجيب للمعايير المعمول بها.
ويأتي إنجاز الرصيف الخاص بشركة فرتيال التابعة لمجمع أسمدال، في المرحلة الثانية من مشروع توسعة الميناء، حيث يجري حاليا القيام بالتوسعة وإنجاز الرصيف المنجمي، على أن تنتهي الأشغال بشكل كامل في جميع المراحل، خلال 24 شهرا.
وسيسمح هذا المشروع الهام لتوسعة الميناء والمرتبط بالخط المنجمي عنابة بلاد الحدبة في تبسة، بتصدير 7 ملايين طن من المواد الفوسفاتية ومواد أخرى بعد التحويل، بدل تصدير نحو 20 مليون طن من المواد المنجمية خام . وفي السياق، أشار مدير التشغيل لولاية عنابة، شلاغمة أحمد، إلى استقطاب مشروع إنجاز توسعة الميناء الفوسفاتي بعنابة، لعدد هام من اليد العاملة موزعة على ثلاث شركات، تصل إلى 923 عاملا محليا خلال فترة الإنجاز، بالإضافة إلى العمال الأجانب، حيث عقد اتفاقا للاستفادة من خبرة الشركة الصينية ونقلها للمهندسين والعمال الجزائريين في مجال إنجاز الموانئ والمنشآت البحرية، في انتظار تحديد احتياجات اليد العاملة أثناء تشغيل المشروع في مختلف الوحدات، قد تتجاوز حسب التقديرات 5000 عامل في الولايات الخمس .
حسين دريدح