سجلت مصالح الحماية المدنية بالطارف، منذ افتتاح الموسم الصيفي و إلى غاية 20 أوت الجاري، توافد أزيد من 3.2 مليون مصطاف من داخل و خارج الوطن على الولاية، للاستجمام والاستمتاع بشواطئها المسموحة للسباحة و الموزعة عبر 5 بلديات، من أم الطبول شرقا إلى الشط غربا مرورا بعروس المرجان القالة ثم بريحان و ابن مهيدي، فيما يُتوقع بلوغ رقم 4 ملايين زائر مع نهاية موسم الاصطياف.
وحسب ذات المصالح، فإن شواطئ المسيدة، الرمال الذهبية، القالة القديمة و المرجان و الشط، تبقى الأكثر استقطابا للمصطافين للاستمتاع برمالها الذهبية، ما شكل ضغطا عليها، خاصة أيام الذروة في عطلة نهاية الأسبوع، حيث يتوافد الزوار من مختلف الولايات وخصوصا المجاورة كقالمة، سوق أهراس، تبسة و أم البواقي، حتى أن بعض الشواطئ لم تستوعب الأعداد المعتبرة من العائلات والمصطافين، خاصة بالمسيدة، القالة القديمة، العوينات و الشط.
ودفع هذا الوضع بالحماية المدنية، إلى وضع كل وسائلها المادية والبشرية في حالة تأهب، من خلال تجنيد أزيد من 300 عون دائم وموسمي مجهزين بالزوارق المطاطية وسيارات الإسعافات للسهر على راحة و أمن المصطافين، غير أن هذا لم يمنع حسب نفس المصالح، من تسجيل أزيد من ألف تدخل تم على إثره إنقاذ 70 شخصا من غرق حقيقي و تقديم الإسعافات لأكثر من 190 آخر بعين المكان، مع تحويل البعض نحو المصالح الاستشفائية لتلقي العلاج.
و قد سُجلت منذ بداية الصيف، 8 وفيات منها 7 بشواطئ غير محروسة، رغم التحذيرات و النداءات بتجنب السباحة بهذه المناطق الخطيرة، فيما تم إحصاء حالة الوفاة الثامنة بشاطئ محروس خارج أوقات السباحة، في ظل عدم اكتراث بعض المصطافين باحترام هذه الأوقات الرسمية، حفاظا على حياتهم وتجنبا للأخطار التي تتربص بهم، لاسيما في حالة هيجان البحر ونشاط التيارات البحرية مع عدم إجادة البعض للسباحة.
وبخصوص مكافحة الحرائق، أحصت مصالح الحماية المدنية خلال هذه الفترة نشوب 85 حريقا تسبب في إتلاف 82.5 هكتار من الغابات، 71.5 هكتار أدغال و 111 هكتارا من الأحراش، كما أتت ألسنة النيران على 1511 شجرة مثمرة و154 خلية نحل و3545 حزمة كلأ، حيث أن أغلبها سجلت بالبلديات الجبلية والحدودية بكل من الزيتونة، حمام بني صالح، الطارف، بوثلجة و عين الكرمة.
وأشارت المصالح المعنية إلى المخطط المسطر لهذه الحملة التي جندت لها كل الوسائل المادية و البشرية، بما فيها وضع الرتل المتحرك المجهز في حالة استنفار، للتدخل لإخماد مواقد الحرائق في حينها و منع امتداد ألسنتها نحو المساحات الأخرى، و هو ما جنب الولاية وقوع كوارث وتكبد خسائر و إلحاق الأضرار بالثروة الغابية و الأملاك الخاصة، رغم الارتفاع القياسي لدرجة الحرارة.
كما واجهت فرق الإنقاذ في الميدان صعوبة التضاريس والمسالك للسيطرة والتحكم في النيران، بالنظر لخصوصيات الجهة الغابية التي يمتد غطاؤها النباتي على مساحة 156 ألف هكتار، ما يمثل 53 بالمائة من المساحة الإجمالية للولاية، لتبقى بحسب مصالح الحماية المدنية أغلب أسباب نشوب الحرائق الغابية والمحاصيل الزراعية للعامل البشري وعدم التقيد بقواعد الأمن والوقاية رغم الحملات التحسيسية الدورية.
نوري.ح