ضغط كبير على مصالح العلاج بالقسطرة بقسنطينة
تعرف مصالح العلاج بالقسطرة بولاية قسنطينة ضغطا كبيرا بسبب التحويلات الكثيرة إليها من 15 ولاية مجاورة، وهو ما جعل المرضى يعانون في صمت، بسبب الانتظار الطويل من أجل تلقي العلاج، فيما يؤكد مدراء المستشفيات أن الجهازين المتوفرين يعملان بأكثر من طاقتهما، قصد التكفل بأكبر عدد ممكن من المرضى،
وهو ما يجعلها معرضة للعطب.
وأكد لنا مرضى في أكثر من مرة، أنهم تحصلوا على مواعيد بعيدة المدى للحصول على موعد للعلاج بالمستشفى الجامعي، أو المؤسسة المتخصصة في جراحة القلب “الرياض” بسبب الضغط الكبير الذي تعرفه هذه الوسيلة العلاجية، حيث ما يزالون في انتظار دورهم، ولم تفلح حتى الوساطات في حجز موعد، فيما اضطر العديد منهم إلى اللجوء إلى مصحات خاصة بتوجيه من صندوق التأمينات الاجتماعية، في حين وجد المرضى غير المؤمنون اجتماعيا أنفسهم في مواجهة وضع صعب بسبب التكاليف الباهظة للعلاج، التي قد تتجاوز 80 مليون سنتيم.
وذكر مدير المستشفى الجامعي، في اتصال بنا، أن جهاز القسطرة الذي تم اقتناؤه قبل عامين، يعرف ضغطا كبيرا حيث أن الطواقم الطبية تعمل بأكثر من طاقاتها، و وصل عدد الحالات المتكفل إلى أزيد من 2500، وهو ما قد يعرض الجهاز إلى العطب في حال استمرار الوضع القائم، مشيرا إلى أن كل الولايات المجاورة تحول المرضى إلى المصلحة، التي تتكفل بأزيد من 10 حالات يوميا وأحيانا تصل إلى 15 مريضا كلهم، كما قال، تجرى لهم تدخلات جراحية مستعجلة.
وأوضح مدير المؤسسة المتخصصة لأمراض القلب «الرياض»، أن الجهاز الذي تم اقتناؤه قد دخل حيز الخدمة منذ عام، إذ تم التكفل بأزيد من 800 حالة منذ بداية العام الجاري كما أن كل التجهيزات متوفرة، مشيرا إلى أنه ورغم تسخير أخصائيين لعمل أيضا بهذا الجهاز بالمستشفى الجامعي، إلى أن المناوبة تتم بطريقة عادية، كما يتم التكفل بجميع المرضى وفقا للحالة الاستعجالية لكل مريض. وتابع المتحدث، أن المصحة تستقبل مرضى من 15 ولاية شرقية، وهو ما شكل ضغطا طيلة السنوات الأخيرة، في ظل نقص الأخصائيين في هذا المجال الحساس وكذا تزايد عدد مرضى انسداد الشرايين خلال العقد الأخير.
وتتوفر ولاية قسنطينة على ثلاثة أخصائيين فقط في مجال العلاج بالقسطرة، اثنان تابعان لمستشفى الرياض وواحد للمستشفى الجامعي، في الوقت الذي لا تتوفر فيه جل الولايات الشرقية، على أي مختص في العلاج بهذا الجهاز، حيث اضطرت الجهات الوصية إلى توزيعهم على المؤسستين، فيما أكدت مصادر مسؤولة أن جهاز مستشفى عنابة قد توقف هو الآخر عن الخدمة، وهو ما شكل ضغطا على جهازي قسنطينة المهددين بالعطب في حال استمرار الوضع القائم.
ويعتبر هذا الجهاز ضروريا في تشخيص مرضى انسداد الشرايين، وهو ما يجعله على قائمة الأولويات للتكفل بمرضى القلب، لكن المشكلة تكمن في انعدام التكوين في هذا المجال، وهو أمر يقع على عاتق وزارتي الصحة والتعليم العالي إذ أنه لم تتخرج أي دفعة في هذا التخصص منذ ثلاث سنوات.
لقمان/ق