يشكو العشرات من الفلاحين أصحاب البساتين المنتشرة على طول ضفاف وادي العرب من قرية أقلوع التراب إلى أقصى بلدية الولجة جنوبا، على غرار قرى تيبعليين وتاكمزوت وهلة و شبلة من انعدام الإمكانات المادية، التي جعلت منتوجهم من المشمش مهددا بالتلف حيث دخلوا في سباق مع الزمن لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من عشرات أطنان هذه الفاكهة سريعة التلف و بإمكانات بسيطة وبوسائلهم التقليدية وسط صمت الجهات المعنية و المسؤولين المحليين في الفلاحة والري والغابات على حد تعبيرهم. بينما قال مدير المصالح الفلاحية أن كل المساعدات التي أقرتها الدولة لصالح الفلاحين تحت تصرف هؤلاء، و ما عليهم سوى التقدم للحصول عليها و إثبات توفرهم على الشروط المطلوبة. الفلاحون قالوا أنهم يتكبدون خسائر فادحة، بسبب عدم القدرة على تسويق منتوجاتهم عند كل موسم جني لمختلف أنواع الفواكه ذات الجودة العالية، التي غالبا ما يتأخر جمعها وتسويقها بسبب العزلة وصعوبة المسالك الجبلية المليئة بالحفر والانحدارات الخطيرة وتلال الحجارة والأتربة ما يجعل النسبة الكبيرة منها معرضة للتلف في موقعها دون استغلال. الفلاحون لم يثنهم تخاذل السلطات المعنية ولا مبالاة المسؤولين ومنتخبيهم عن التمسك بأراضيهم وممارسة نشاطهم الفلاحي بالوسائل المتوفرة ،على أمل أن يستفيق هؤلاء من غفوتهم ويجسدوا ميدانيا وعودهم التي هي في واقع الأمر من واجباتهم، وهي من صميم جهود الدولة لتجسيد برامجها ومخططاتها في تنمية الريف ومنح المزيد من الحيوية والنشاط المثمر لقطاع الفلاحة الجبلية بأوسع معانيها. إلى جانب ذلك يشتكي الفلاحون بتلك المناطق، من جملة من المشاكل التي لا تزال تؤرقهم وتشكل عبئا كبيرا أمام مزاولة نشاطهم على رأسها أزمة مياه الشرب والسقي وانعدام الكهرباء وتعرض تجهيزات الضخ التقليدية للتلف في كل مرة، فضلا عن انعدام الطرق والمسالك التي تسهل عملية التنقل نحو بساتينهم ونقل محاصيلهم للتسويق. مدير المصالح الفلاحية لولاية خنشلة من جهته، أوضح أن مصالح القطاع وكل الإمكانات المادية والمعنوية بما فيها كل أشكال الدعم الفلاحي تحت تصرف جميع الفلاحين، وبإمكانهم الاستفادة من المساعدة اللازمة، إذا ما توفرت الشروط المطلوبة لديهم وعليهم التقرب نحو الفروع والقسمات للحصول على مزيد من المعلومات. وأفاد أن برامج التهيئة هي من واجبات البلديات التي تعمل هي الأخرى وفق رزنامة محددة، وأن هناك جهودا كبيرة تبذل من أجل تذليل كل الصعاب وتمكين الفلاحين من العمل في ظروف مواتية، من خلال فتح المسالك وتوفير المياه وإيصال الكهرباء الريفية إلى تلك المناطق لضمان استقرار الفلاحين بأراضيهم المنتجه لمختلف أنواع الثمار.
ع.بوهلاله