الخميس 19 سبتمبر 2024 الموافق لـ 15 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

الفئة الصامتة تحدث المفاجأة: البلـديات الجبـلية بجيـجل تحـافظ على الريــادة


شهدت ولاية جيجل، على غرار باقي ولايات الوطن، أجواء انتخابية هادئة  عبر مختلف المكاتب، دون وقوع مناوشات أو عرقلة، بالرغم من تنظيم مسيرات سلمية رافضة، فيما تميزت العملية بإقبال متوسط عبر صناديق الانتخاب في الفترة الصباحية، إلى غاية الساعة الثالثة مساء، حينما شهدنا زيادة في توافد الناخبين بشكل كبير و ملحوظ، بينما حاولنا التركيز كثيرا على عاصمة الولاية، كونه كثر الحديث عن إمكانية وجود مقاطعة و التي لم نلاحظها ميدانيا عبر تسعة مراكز زرناها، بالإضافة إلى مدينة قاوس التي وقفنا بها على تواصل الإقبال بمركز ميرادة يوسف في حدود الساعة الخامسة مساء، أما نسبة الإقبال عبر البلديات الجبلية، فكانت تفوق 30 بالمائة عبر جل المراكز.
و يقدر الوعاء الانتخابي بجيجل، بـ 445 ألفا و 228 ناخبا و ناخبة، يتوزعون عبر 308 مراكز، يدلون بأصواتهم عبر 1221 مكتبا.
انطلاق العملية كان برفقة ممثلي الهيئة الوطنية المستقلة للانتخابات بجيجل، حينما تم إعطاء إشارة الانطلاق الرسمي للعملية الانتخابية بمركز بوراوي عمار و تحديدا بالمكتب رقم 160، أين قام أعضاء الهيئة الولائية، بملاحظة انطلاق سير العملية و في ما يتعلق بالترتيبات، فقد لمسنا شفافية وفق الإجراءات المعمول بها، حيث كان المكتب يضم خمسة أعضاء بداية برئيس المكتب و نائبه و الكاتب و كذا المساعدين الأول و الثاني و ما تمت ملاحظته كذلك، هو أن جل المشاركين في المكتب من العنصر النسوي، حيث أشار أحد الحاضرين إلى أن المركز مخصص للعنصر النسوي فقط و هو ما يبين خلوه من المصوتين عند الساعات الأولى، كون جل النساء ينتخبن في الفترة المسائية.
تجولنا بعدها في أرجاء المركز بعيدا عن أعضاء الهيئة، للإطلاع على الأجواء، أين لاحظنا حضورا أمنيا و كذا تواجد لعناصر الحماية المدنية، إضافة إلى جل المشرفين على العملية الذين كانوا متواجدين في أماكنهم و خلال حديثنا مع سيدة، أخبرتنا بأنها تعمل ككاتبة في أحد المكاتب و قد فضلت المشاركة في العملية الانتخابية بكل قناعة و أريحية و حتى تشرف بقناعتها على نزاهة العملية الانتخابية و تكون جزءا منها و شاهدة، قائلة « أشارك لأول مرة في العملية الانتخابية و خصوصا كمشرفة على العملية و قررت أن أكون كاتبة، حتى أحمي أصوات الشعب و أكون شاهدة أمام الله عز و جل، على أنني أديت الأمانة كما يجب و فضلت أن لا أتركها للدخلاء.. لا تهمني الأجرة بقدر حضوري و متابعتي لجزء من العملية الانتخابية» و ذكرت المتحدثة، أن زوجها دعمها في القرار المتخذ، شريطة أن تشارك في مركز للنساء.
بعدها توجهنا مباشرة إلى مركز متوسطة فريجة سليمان، أين كان الإقبال متوسطا من قبل مجموعة شباب و بحضور أمني مكثف، إلى أن قابلنا مراقب ممثل لمترشح في الرئاسيات، أخبرنا بأن انطلاق العملية كان في المستوى المطلوب و قد تم تسجيل عدم صلاحية الحبر المستعمل و الذي كان يبدو أنه منته الصلاحية، أين تم إعلام رئيس المركز الذي أكد على أنه سيتم تدارك الأمر في أسرع وقت، مضيفا بأنه كان متعاطفا مع المترشح الذي يمثله و قرر المشاركة في العملية، رغم رفض زوجته للمشاركة، خوفا عليه من أي مكروه قد يصيبه.
مشرفون طرحوا مشكل نوعية الحبر
كما تقربنا من بعض المشرفين على العملية و أكدوا على أنها تتم في ظروف جد عادية، سوى مشكل يتعلق بنوعية الحبر، إلا أنه لم يتم تسجيل مناوشات أو حدوث أي استفزازات،   و قد كانت الأجواء تبدو عادية.
و في حدود الساعة الحادية عشرة، أكد القائمون على السلطة المستقلة للانتخابات، على أن نسبة التصويت قدرت بـ 8.18 بالمائة، بعدد يقدر بـ 36 ألفا و 401 مصوت، من أصل 445 مسجلا ضمن القائمة الانتخابية و هي النسبة مقاربة بما شاهدناه، أو تقصيناه بمختلف المراكز، حيث تبين أن المناطق الجبلية، تعرف إقبالا كبيرا عبر مختلف مراكز التصويت و شهد مركز بوعموشة محمود، إقبالا من قبل فئة الكهول و الشيوخ القادمين من مختلف القرى و المداشر.
و يرجع سبب الإقبال، حسب متحدثين، إلى خصوصية القاطنين في المناطق الجبلية، الذين ينهضون باكرا و يتنقلون عبر مسافات طويلة و بدائرة الميلية، بعد توقف الأمطار عن التساقط في حدود الساعة التاسعة و النصف، بدأت العديد من المراكز تشهد إقبالا و توافدا من قبل الراغبين في الإدلاء بأصواتهم و حسب متصلين بالنصر، فقد كانت العملية تتم في أرياحية مطلقة.
تنقلنا بعدها إلى مركز الانتخاب محمدي مسعود، أين شاهدنا بعض النسوة يتنقلن نحو المركز الانتخابي، حيث الحركة كانت عادية و ما يقارب 20 امرأة يتجولن للبحث عن مكتب التصويب، فيما أحصينا ما يقارب 14 رجلا بجوار مكتب الخلية، يقدمون بطاقة الهوية و لدى استفسارنا، أشار رئيس المركز، إلى أن السبب راجع إلى أن المركز سابقا، كان ينتخب فيه الرجال و قد تم تحويلهم إلى مراكز مجاورة، ما جعل المعنيين يبحثون عن المركز و المكاتب.
و صادفنا أحد الأشخاص بدت عليه علامات التذمر، أخبرنا بأنه تفاجأ من تغيير مركز إجراء الانتخابات دون إعلامه على حد قوله، أما آخرون فاستحسنوا طريقة عملية البحث عن مكان الإجراء بكل سهولة، مشيرين إلى أن الطريقة المعمول بها فعالة، موضحا بأنه قدم بطاقة التعريف الوطنية فقط، ليتم توجيهه إلى مركز مصطفى الوالي، إذ أن اسمه مسجل في المكتب رقم 171، تحدثنا مع مراقب ممثل لأحد المترشحين، فذكر أن الأجواء تسيير بصفة جد عادية و بدون وجود مشاكل و بمدخل المركز، وجدنا أحد المواطنين، قد قام بإيصال زوجته إلى المركز، دون الدخول معها، أخبرنا بـأنه معارض للانتخابات، لكنه لم يمنع زوجته و أفراد عائلته من الانتخاب، مفضلا عدم الخوض في قناعته الشخصية و وجه المعني رسالة لرافضين للانتخابات، بعدم ترصد الراغبين في التصويت و التعبير عن رفضهم بسلمية، مؤكدا على أن الانتخابات الحالية، تعتبر نتيجة أو جزء من مخرجات الحراك، كونه لأول مرة لا يتم معرفة الفائز بالانتخابات مسبقا على عكس السنوات السابقة و كان برفقته شقيقه الذي أكد نفس كلامه، مشيرا إلى أنه يرفض الانتخابات، لكنه لن يمنع أحد من المشاركة فيها، قائلا « الديمقراطية أن تحترم رأيي و أحترم رأيك، بناء جمهورية جديدة، يتطلب وقتا، انتخابات اليوم جاءت نتيجة لحراك 22 فيفري، لا تهمني طبيعتها، بقدر أننا لم نعد نرى نفس الوجوه السابقة و هي خطوة إيجابية يجب النظر إليها بتمعن كبير و لقد شاركت اليوم في المسيرة الرافضة للانتخابات و سأقوم مساء اليوم بإيصال شقيقتي للتصويت»ّ، كان بجوارنا شيخ طاعن في السن، يسترق السمع بعفوية، أخبرنا «هكذا نريد بناء الجزائر، ثورتنا سلمية و ستظل كذلك».
توجهنا بعدها إلى المركز المجاور مصطفى الوالي، أين وجدنا حضور كبيرا للتصويت و سير العملية يتم بأريحية مطلقة و بمركز غربي محمد بن صالح بالحدادة، أحد أكبر التجمعات السكانية، لاحظنا توافدا لا بأس به في حدود الساعة الواحدة و النصف، أين كان العديد من الرجال يتوافدون على المركز، من بينهم رجال رفقة أبنائهم الصغار و لدى قيامنا بتفقد مختلف المكاتب، شاهدناها بدأت تمتلئ بالأظرفة و أخبرنا بعض ممثلي الأحزاب، بأن المركز يشهد إقبالا كبيرا و كان من قبل الرجال في الفترة الصباحية، خصوصا بعد الساعة الحادية عشرة، مشيرين إلى أن العملية تتم في شفافية.
«نصوّت من أجل الجزائر»
و ذكر أحد الشباب، أنه جاء للتصويت من أجل الجزائر و فقط و قد قام بالانتخاب على مترشح يراه الأنجع لقيادة البلاد في المرحلة المقبلة، فيما أشار آخرون، إلى أن الإدلاء بالأصوات واجب و خصوصا في هذا الظرف الحساس.
و في حدود الساعة الثانية و النصف، أعلن أن نسبة التصويت في حدود الثانية زوالا، تقدر بـ 21.04 بالمائة، أي بما يعادل 95 آلاف و 297 مصوتا، لتبلغ النسبة في حدود الساعة الخامسة، 35,65 بالمائة وتصل 42.34 بالمئة عند نهاية التصويت.
و عرفت أجواء الشارع الجيجلي، تنظيم مسيرة سلمية من قبل رافضين للانتخابات جابت شوارع المدينة، رفع خلالها المشاركون شعارات عديدة، فيما لم يشهد أي مركز حدوث تجاوزات أو تخريب من قبل الرافضين و قد ثمن متحدثون للنصر، طريقة التعبير عن الرأي السلمي.
و في حدود الساعة الخامسة، زرنا مدينة قاوس و تحديدا بمركز ميرادة يوسف، أين وقفنا على تواصل الحضور بنسبة كبيرة لفئة الرجال و من مختلف الأعمار، شباب، كهول، شيوخ و أشار القائمون على المركز، إلى أن التوافد كان كبيرا و لدرجة لا يمكن وصفها، مشيرا إلى أن النسبة فاقت 50 بالمئة.
و خلال تجولنا عبر مختلف المراكز، أكد ممثلو المترشحين، على أن العملية جرت في ظروف جد عادية و لم يتم تسجيل تجاوزات واضحة، سوء بعض الأخطاء البسيطة التي لا تؤثر على العملية الانتخابية، مع وجود عدد معتبر من المواطنين، الذين لم يجدوا مكاتب التصويت، ليتم توجيههم نحو خلية التنسيق و التي قامت بتوجيههم، مبررين السبب وراء ذلك، بالأخطاء الممكن حدوثها خلال ضبط القوائم الانتخابية.
حاولنا معرفة أهم التجاوزات المطروحة عبر مختلف المراكز من قبل المشرفين على الهيئة الوطنية المستقلة للانتخابات، لكن من دون جدوى، سوى عبارة « الحمد لله...سارت في ظروف جيدة».          كـ.طويل 

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com